شهدت أسعار الذهب يوم الإثنين صعودًا ملحوظًا بنسبة تتجاوز 1%، حيث أضافت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألومنيوم مزيدًا من الضغوط على الأسواق العالمية، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية.
هذا التصعيد أدى إلى زيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن، مما دفع بأسعار الذهب إلى مستويات قياسية.
بحلول الساعة 07:58 بتوقيت غرينتش، سجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 1.2% ليصل إلى 2895.38 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن لامس أعلى مستوى على الإطلاق عند 2896.35 دولار في وقت سابق من الجلسة. يعد هذا هو الرقم القياسي السابع الذي يحققه الذهب هذا العام. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 1.2% لتصل إلى 2920.8 دولار، وفقًا لتقارير وكالة “رويترز”.
وكان الذهب قد سجل في وقت سابق اليوم ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.3% في المعاملات الفورية ليصل إلى 2868.66 دولار للأونصة، بعد أن سجل يوم الجمعة أعلى مستوى له عند 2886.62 دولار. كما صعدت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.2% لتصل إلى 2894.00 دولار.
تصعيد الحرب التجارية وارتفاع الذهب
تزامن هذا الارتفاع القوي في أسعار الذهب مع إعلان الرئيس ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألومنيوم، وهو ما سيضاف إلى الرسوم الجمركية الحالية على المعادن. هذا القرار يأتي في وقت حساس للغاية، حيث يواجه الاقتصاد العالمي ضغوطًا بسبب التوترات التجارية المستمرة.
وفي هذا السياق، أشار كلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادي لدى “أواندا”، إلى أن استمرار التوترات التجارية قد يدفع بأسعار الذهب إلى مستويات تتراوح بين 2900 و2910 دولارات في المستقبل القريب.
تأثير التوترات السياسية على أسعار المعادن
يعد الذهب من أبرز الأصول التي يلجأ إليها المستثمرون في فترات الغموض السياسي والاقتصادي، حيث يُعتبر ملاذًا آمنًا. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن زيادة أسعار الفائدة قد تؤثر سلبًا على جاذبية الذهب، نظرًا لأنه لا يدر عوائد ثابتة.
فيما يخص المعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 31.82 دولار للأونصة. بينما شهد البلاتين انخفاضًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 973.60 دولار، في حين سجل البلاديوم ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.4% ليبلغ 968.29 دولار.
إن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب يعكس القلق المتزايد لدى المستثمرين بشأن المستقبل الاقتصادي في ظل التوترات التجارية المتصاعدة.
ومع استمرار حالة الغموض السياسي والاقتصادي، من المتوقع أن يستمر الذهب في جذب الاهتمام كأداة استثمارية آمنة في الأوقات الصعبة.