اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء أن التهجير القسري لفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن وفق ما اقترحه دونالد ترامب سيكون “غير مقبول” ومن شأنه تقويض حلّ الدولتين.
وقال الناطق بإسم الخارجية في بيان إن “أيّ تهجير قسري لسكان من غزة سيكون غير مقبول”، مشيرا إلى أن ذلك “ليس انتهاكا خطرا للقانون الدولي فحسب بل إنه أيضا تقويض كبير لحلّ الدولتين وعنصر مزعزع لاستقرار شريكينا المقرّبين مصر والأردن”.
وفي وقت سابق من الثلاثاء، صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو عبر أثير “سود-راديو” أنه ” لطالما أعربت الدولتان المجاورتان مصر والأردن عن رفض شديد لتهجير سكان من غزة إلى أراضيهما.”
وشدّد بارو على ضرورة “حلّ الدولتين” لإحلال السلام في الشرق الأدنى، مشيرا إلى أن “تهجير الفلسطينيين، إن جاز القول، إلى البلدان المجاورة يبدو لي متعارضا مع هذا الحلّ”.
وقد تطرّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت إلى فكرة تقضي بإعادة ترتيب قطاع غزة في نظره من خلال إرسال سكانا من قطاع غزة إلى مصر والأردن. وهو أعاد الإثنين تأكيد نيّته رؤيتهم يعيشون “بلا عنف”.
ولقيت تصريحاته تنديدا عربيا واسعا، خصوصا من حماس والسلطة الفلسطينية والأردن ومصر، في حين دخلت الهدنة الهشّة أسبوعها الثاني في غزة.
من جهته، أشاد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، مساء الثلاثاء، بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وبدعم أمريكي، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية على الفلسطينيين في غزة بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وزعم كوهين، في مقابلة مع القناة “14” الإسرائيلية (خاصة)، أن خطة ترامب “تستند إلى المنطق السليم”.
والسبت دعا ترامب إلى تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، متذرعا بـ”عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة”، جراء الإبادة الإسرائيلية.
وقال كوهين إن “خطة ترامب ستساعدنا على مواصلة الإجراءات الضخمة التي نريد اتخاذها في غزة لتطهير ما زعم أنها كل البنى التحتية للإرهاب”.
وأضاف أن “الدمار الهائل الذي حل بغزة (جراء حرب الإبادة الإسرائيلية) سيستغرق سنوات، وربما أكثر من عقد من الزمن، لإصلاحه ولهذا يتعين عليهم (الفلسطينيون) أن يرحلوا”.
وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة عن نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.