أعلنت الرئاسة اللبنانية، الاثنين، أن الرئيس جوزيف عون استدعى القاضي نواف سلام لتكليفه بتشكيل حكومة جديدة للبلاد، بعد نيله 84 صوتا من أصل 128 نائبا.
وقال مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير خلال مؤتمر صحفي، إن رئيس الجمهورية جوزيف عون استدعى القاضي نواف سلام لتكليفه بتشكيل حكومة العهد الجديد.
وأضاف أن “سلام حصل على 84 صوتا، بعد انتهاء الاستشارات النيابية المُلزمة في قصر بعبدا شرق بيروت، بينما لم يُسمِّ 35 نائبا أيّ أحد، فيما صوّت 9 لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي”.
وأعلن شقير، أن “جوزاف عون أجرى الاستشارات النيابية الملزمة، وبعد أن تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، تم استدعاء القاضي نواف سلام رسميا لتشكيل الحكومة الجديدة، علما أنه خارج البلاد ومن المقرر أن يعود غدا (الثلاثاء)”.
وبحسب الدستور اللبناني، يسمي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة، استنادا إلى نتائج الاستشارات النيابية، وفي الممارسة، يُكلّف رئيس الجمهورية المرشح الذي ينال العدد الأكبر من الأصوات.
وانحصرت المنافسة في الساعات الأخيرة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي كان يحظى بدعم حزب الله، ونواف سلام، الدبلوماسي المخضرم الذي يرأس حاليا محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وقد دعمت نواف سلام كتل معارضة لحزب الله ونواب مستقلون، إضافة إلى كتلتي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والتيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل، حليف حزب الله في العهد السابق.
وامتنع حزب الله عن تسمية رئيس للحكومة، حيث قال رئيس كتلته البرلمانية النائب محمّد رعد بعد لقاء رئيس الجمهورية، “لقاؤنا مع فخامة الرئيس كان من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية مرة جديدة”.
وتابع “الآن نقول بكل بساطة وبكل هدوء أعصاب، من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية، لأن أي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها”، في إشارة واضحة إلى قبول الحزب بالأمر الواقع بالنسبة إلى تسمية رئيس الحكومة وتمسكه بأن يشارك في عضويتها.
وتأتي الاستشارات النيابية الملزمة وفق الدستور، بعد أربعة أيام على انتخاب جوزيف عون رئيسا، على وقع ضغوط خارجية، خصوصا من الولايات المتحدة والسعودية التي عادت في الآونة الأخيرة إلى المشهد السياسي في لبنان بعد انكفاء طويل اعتراضا على تحكّم حزب الله بالقرار اللبناني.
وقاد نجيب ميقاتي حكومته خلال أكثر من عامين من شغور سدة الرئاسة، في فترة تعمّق فيها الانهيار الاقتصادي وشهدت حربا مدمّرة بين حزب الله واسرائيل، وتربطه علاقات جيدة مع قوى سياسية وبعلاقات خارجية دولية .