أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه أطلق النار في اتجاه “تهديد” قريب من موقع لقوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، في سياق “حادث” أسفر عن اصابة عنصرين في اليونيفيل، في حين طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأمم المتحدة بالعمل على وقف فوري لإطلاق النار في بلده.
وفي جنوب لبنان، أكدت قوة اليونيفيل الجمعة إصابة اثنين من عناصرها من الكتيبة السيرلانكية في انفجارين قرب نقطة مراقبة حدودية، في واقعة هي الثانية من نوعها التي تفيد اليونيفيل بوقوعها خلال يومين، إذ جرح عنصران تابعان لها الخميس، ما استدعى إدانات دولية.
وقالت القوة الأممية في بيان الجمعة “تعرّض المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة صباح اليوم لانفجارات للمرة الثانية خلال 48 ساعة، حيث أصيب جنديان من قوات حفظ السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة”.
وحذرّت من أنّ هذه “الحوادث تضع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تعمل في جنوب لبنان… في خطر شديد للغاية”.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة أنّ الضربات الإسرائيلية تشكل “انتهاكا للقانون الإنساني الدولي”، فيما دانت باريس “استمرار إطلاق النار الاسرائيلي المتعمد على قوات اليونيفيل”.
وقد حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن بلاده لن تقبل بأن يتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف الجنود الأمميين في لبنان مجددا، وشدّد على أن “وقف تصدير السلاح” المستخدم في غزة ولبنان هو “الرافعة الوحيدة” لإنهاء النزاعات، مع تأكيده أن هذا الامر لا يعني تجريد إسرائيل من السلاح.
بدوره، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى “وضع حد لكل أشكال العنف” ضد اليونيفيل في لبنان.
كذلك اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن الضربات ضد اليونيفيل “أمر غير مقبول”.
ومنذ بدء التصعيد الحدودي في تشرين الأول/أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 2100 شخص في لبنان، من بينهم نحو 1200 منذ تكثيف القصف الإسرائيلي في 23 أيلول/سبتمبر، بحسب أرقام رسمية لوزارة الصحة اللبنانية .
وسجلت الأمم المتحدة حوالى 700 ألف نازح داخل لبنان، مع فرار حوالى 400 ألف شخص، معظمهم سوريون، إلى سوريا.
كما أعلن الجيش اللبناني بعد ظهر الجمعة استشهاد اثنين من جنوده في استهداف إسرائيلي لأحد مواقعه في جنوب لبنان، ما يرفع إلى أربعة حصيلة قتلاه منذ اشتداد القصف الإسرائيلي للبنان.
يأتي ذلك بعد ثلاثة أسابيع على دخول إسرائيل وحزب الله في حرب مفتوحة، وغداة غارتين عنيفتين طالتا وسط بيروت واستهدفتا رئيس الجهاز الأمني في الحزب وفيق صفا.
وطالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأمم المتحدة بالعمل على “وقف فوري لإطلاق النار” في بلده.
وتسبّبت الغارتان الجويتان الإسرائيليتان الخميس على البسطة والنويري، وهما حيّان سكنيان مكتظّان في بيروت، استشهاد 22 شخصا وإصابة 117 آخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة.
ولم تعلّق إسرائيل وحزب الله على مصير صفا الذي يتمتع بنفوذ كبير في لبنان ويرأس “وحدة الاتصال والتنسيق” في الحزب.
من جهته اعتبر ايمانويل ماكرون الجمعة أن “استهداف القوات الإسرائيلية المتعمد” لعناصر قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان هو أمر “غير مقبول على الإطلاق”، منبها الى أن فرنسا “لن تقبل” بإطلاق النار مجددا على الجنود الأمميين بعد ما حصل في اليومين الاخيرين.
وقال الرئيس الفرنسي خلال قمة في قبرص لدول الاتحاد الاوروبي المطلة على البحر المتوسط: “ندين هذا الأمر.. لن نقبل به ولن نقبل بأن يتكرر ذلك”، موجها “الشكر” الى الدول المشاركة لتعبيرها عن “موقف بالغ الوضوح الى جانبنا في هذا الشأن”.
ودعت هذه الدول (فرنسا وايطاليا واسبانيا واليونان والبرتغال وكرواتيا وسلوفينيا وقبرص ومالطا) إلى “إنهاء الأعمال الحربية” في غزة ولبنان و”استئناف المباحثات بهدف ايجاد حل عادل ودائم .