نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقال إفتتاحي بعنوان: “الدروس المستفادة من عقدين منذ الحادي عشر من سبتمبر”.
وتقول الصحيفة إنه بينما تتذكر أمريكا صدمة الهجمات في نيويورك وواشنطن، عادت طالبان إلى السلطة في أفغانستان. وأضافت أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة منعت إلى حد كبير الهجمات على أراضيها، أو أي تكرار لما حدث في برجي مركز التجارة العالمي.
وقالت إن إختيار شن “حرب عالمية على الإرهاب” أدى إلى إنتشار إمتيازات للقاعدة، وتقول الصحيفة إنه كان قد تم إحتضان القاعدة خلال الحرب الباردة من قبل الجهاد المدعوم من الولايات المتحدة لطرد الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وبعد ذلك تركت واشنطن الدولة المدمرة وحدها.. وتابعت: “كرر جورج دبليو بوش الخطأ عندما إبتعد عن أفغانستان عام 2003 لغزو عراق صدام حسين”.
وقالت إن الاحتلال الأمريكي أدى إلى تدمير الدولة العراقية وقلب ميزان القوى الإقليمي “لصالح المسلمين الشيعة وإيران وأثار حربا عرقية – طائفية في جميع أنحاء الشرق الأوسط الأوسع”.. كما أنه ساعد في نشأة داعش، التي تبرأت منها حتى القاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهاد العالمي الذي تخيله أسامة بن لادن إعتمد على رد فعل غربي مبالغ فيه، مما أثار رد فعل المسلمين بالحديث عن إعتداء عالمي على الإسلام ..لكن إستهداف المسلمين من قبل داعش، “الوريث الأكثر ضراوة للقاعدة”، أثار غضب المسلمين.
وقالت الفاينانشال تايمز إن لجوء الولايات المتحدة إلى التعذيب قلل من قيمة علامتها الديمقراطية الملوثة بغوانتانامو وأبو غريب.
وأضافت الصحيفة أن “الخطأ الغربي الفوضوي بشكل كبير، عزز القوات شبه العسكرية الإيرانية”، من حزب الله في لبنان إلى تحالف الحشد الشعبي في العراق.
وبالعودة إلى الهجمات الارهابية، قالت الصحيفة إن الأوروبيين من لندن إلى مدريد ومن باريس إلى إسطنبول تحملوا العبء الأكبر من المهاجمين المحليين. وإعتبرت أن هذه التهديدات لا تزال قائمة.
وتساءلت الصحيفة: “لكن هل تستطيع الجهادية المعاصرة إعادة إنشاء شبكة عالمية؟”، وقالت إنه إذا إستمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في التراجع عن التدخلات طويلة المدى، فإن جدلية القاعدة التي تعتمد على الرد الغاضب تنهار.
وأضافت أن الجهاد العالمي أصبح بالفعل محليا، كما هو الحال مع ظاهرة طالبان القبلية إلى حد كبير، وأشارت إلى أن إستراتيجية طويلة الأجل يمكن أن تخفف من تحول خطر الإرهاب المحلي إلى عالمي مرة أخرى.
وقالت إن هذه الاستراتيجية تحتاج إلى جزء بسيط من التريليونات التي أنفقت على حروب 11 سبتمبر، للمساعدة في بناء رأس المال الاجتماعي: من التعليم والصحة إلى المؤسسات والبنية التحتية.