أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنّ الرئيس الإيراني ، إبراهيم رئيسي، كان لديه “إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركاتها، وعداء شديد للاحتلال الإسرائيلي، والتزام كبير بدعم حركات المقاومة بالمال والسلاح والتدريب والخبرة”.
وفي الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله تكريماً لرئيسي وأمير عبد اللهيان ورفاقهما، في الضاحية الجنوبية لبيروت، شدّد السيد نصر الله على أنّ الرئيس الشهيد كان “عالماً ومتواضعاً وشجاعاً جداً في مواجهة المنافقين والأعداء، ومؤمناً بالمقاومة ومشروعها، وخادماً لبلده إيران”.
وأضاف أنّ “عهد الشهيد رئيسي شهد تطوراً في الحضور الدبلوماسي لإيران، وإعطاء الأولوية للعلاقة بدول جوار إيران والشرق، مع الحفاظ على العلاقات بالغرب ضمن مستوى معيّن”.
وذكّر السيد نصر الله بالكلمة التي ألقاها رئيسي خلال القمة العربية – الإسلامية، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي دعا فيها إلى تقديم السلاح إلى الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنّ ذلك الموقف مثّل “السقف الأعلى” بين الدول في دعم فلسطين.
ولدى حديثه عن الشهيد أمير عبد اللهيان، أكد السيد نصر الله أنّ الوزير كان “شديد الحب لفلسطين ولبنان وكل حركات المقاومة ومؤمناً بها”.
وعبّر السيد نصر الله عن الألم والحزن لسقوط مروحية الرئيس رئيسي، مؤكداً أنّها حادثة مؤلمة ومحزنة لداخل إيران وخارجها، مؤكداً أنّهم “وقفوا معنا دائماً، ولم يتخلوا عنّا في يوم من الأيام”.
أما عن إيران، فأكد الأمين العام لحزب الله أنّها “صمدت أمام الأخطار والتحديات التي تواجهها، منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية عام 1979″، بحيث تعرّضت للحصار الاقتصادي والعقوبات المتزايدة والحرب الكونية والاغتيالات الداخلية.
وأوضح السيد نصر الله أنّ أحد أسباب فشل السياسات الأميركية تجاه المنطقة هو “إنكار الواقع والانفصال عنه”، مشدداً على إيران “دولة قوية متماسكة وصلبة، وقد آلمها استشهاد رئيسها ومن معه جداً، إلا أنّ ذلك لم يضعفها أو يهزّها”.
في السياق نفسه، أكد السيد نصر الله أنّ إيران “دولة مؤسسات وقانون، ويوجد على رأسها قائد حكيم يدير هذه الدولة، وفيها إرادة وثقة شعبيتان عاليتان جداً”.
وفيما يتعلّق بالدعم الإيراني لحركات المقاومة، شدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ إيران هي “السند الأقوى للمقاومة”، معتبراً أنّ من ينتظر أن تتخلى إيران عن فلسطين والمقاومة “واهم جداً”.
وأكد السيد نصر الله أنّ هذا الدعم هو “جزء من رؤية الجمهورية الإسلامية، وجزء أصيل من دينها، وهو لا يتغيّر أو يتبدّل مع رحيل المسؤولين”، مضيفاً أنّ طهران مستمرّة في دعم حركات المقاومة، ومشدداً على أنّه “يزداد ويظهر إلى العلن بصورة واضحة”.
وفيما يتعلق بالحرب على غزة، إصرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الاستمرار في عدوانه يعني أنّ “إسرائيل سوف تذهب إلى الهاوية والكارثة”، مشدّداً على أنّ الاحتلال “لم يستطع تحقيق أي هدف من أهدافه”.
وأوضح السيد نصر الله أنّ نتنياهو “تبرّأ من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال الحرب، إذ إنّه قال إنّها لم تزوّده بتقييمات صحيحة حول التهديدات من غزة”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ الإسرائيليين، وفي الشهر الثامن من الحرب، يجمعون كلهم على أنّ ما عاشه كيانهم خلال هذه السنة “لم يسبق له مثيل”.
وعن جبهة جنوبي لبنان، المساندة لغزة، أكد السيد نصر الله أنّ المقاومة “درست كل الفرضيات والسيناريوهات التي يمكن أن يلجأ إليها الاحتلال ضدّ لبنان”.
وتوجّه السيد نصر الله إلى الاحتلال قائلاً: “فاجأتكم غزة المحاصرة في 7 أكتوبر، وفاجأتكم المقاومة في لبنان في 8 أكتوبر بفتح الجبهة، وفاجأكم اليمن بدخوله المعركة بهذه القوة والصلابة والشجاعة، وفاجأكم العراق، وفاجأتكم إيران بصواريخها مسيّراتها ووعدها الصادق”.
وتابع متوجهاً إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي: “يجب أن تنتظر من مقاومتنا المفاجآت”.
وجدّد السيد نصر الله تأكيده أنّ الهدف الأول للمقاومة الإسلامية في لبنان هو مساندة غزة، بينما الهدف الثاني هو منع أي عملية استباقية للاحتلال على لبنان.
إلى جانب ذلك، تحدّث الأمين العام لحزب الله عن اعتراف عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، والتي “ترفضها مختلف التيارات في كيان الاحتلال الإسرائيلي، إذ يرون فيها تهديداً وجودياً له”.
وأكد السيد نصر الله أنّ اعتراف هذه الدول بالدولة الفلسطينية يمثّل خسارةً كبيرةً للاحتلال، ويُعدُّ من أهم ما يعانيه المسؤولون الإسرائيليون.
وفي السياق نفسه، شدّد السيد نصر الله على أنّ الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو آخذ في الاتساع، يُعدُّ من نتائج طوفان الأقصى، وما بعده”.