طالب وزير الدفاع السعودي السبت المجلس الانتقالي الانفصالي في اليمن بإخراج قواته من معسكرات في محافظتين جنوبيتين سيطر عليهما وتسليمهما “سلميا” للحكومة المعترف بها دوليا.
وكتب الأمير خالد بن سلمان، وهو نجل العاهل السعودي الملك سلمان، على منصة اكس “حان الوقت للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة تغليب صوت العقل والحكمة (…) بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية الإماراتية لإنهاء التصعيد وخروج قواتهم من (…) المحافظتين وتسليمها سلميا” للسلطات.
يأتي ذلك بُعيد تحذير تحالف تقوده الرياض بأنه سيتعامل بشكل “مباشر” مع “أي تحركات عسكرية” مناهضة للحكومة اليمنية في محافظة حضرموت الجنوبية.
أكّد التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن السبت “التعامل المباشر” مع “أي تحركات عسكرية” للمجلس الانتقالي المناهض للحكومة اليمنية المعترف بها، بعد ساعات من مطالبة الأخيرة إياه بالتدخل دعما له.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بيانا نقلا عن المتحدث باسم التحالف اللواء تركي المالكي جاء فيه “قوات التحالف تؤكد بأن أي تحركات عسكرية تخالف هذه الجهود سيتم التعامل المباشر معها في حينه بهدف حماية أرواح المدنيين” في محافظة حضرموت الجنوبية.
وكان المجلس الانتقالي اتهم الجمعة التحالف بشنّ غارات على مواقع له في حضرموت، وهو ما لم يعلق عليه حتى الان التحالف أو مسؤولون سعوديون.
هذا وأعلن “المجلس الانتقالي” أن القصف السعودي المفترض على مواقع له في حضرموت الجمعة، لن يثنيه عن “استعادة حقوق” جنوب اليمن، فيما طالبت الحكومة المعترف بها دوليا تحالفا عسكريا تقوده السعودية باتخاذ “التدابير العسكرية” لدعمه.
وكانت الرياض الداعمة للحكومة المعترف بها طالبت المجلس الانتقالي بالانسحاب من مناطق سيطر عليها كانت ضمن دولة اليمن الجنوبي، فيما يرتفع منسوب التوتر في أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية الغارق أصلا في حرب أهلية مدمرة منذ أكثر من 10 سنوات.
وسيطر المجلس المنضوي في إطار الحكومة على أجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية لا سيما حضرموت والمهرة في وقت سابق هذا الشهر. وقال إن العملية تهدف إلى طرد الإسلاميين ووقف عمليات التهريب لصالح المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى.
لكن توسيع المجلس الانتقالي نطاق سيطرته الميدانية أثار مخاوف من توترات مع فصائل حكومية أخرى، ومن احتمال سعيه للانفصال بهدف إحياء “اليمن الجنوبي” الذي كان مستقلا.
وأعلنت وسائل إعلام تابعة للانفصاليين أن سلاح الجو السعودي قصف مواقع لقوات تابعة له “في وادي نحب بحضرموت”.
ولم يُبلغ عن وقوع ضحايا، كما لم يرد مسؤولون سعوديون على طلبات وكالة فرانس برس للتعليق على الغارات.
وأكد المجلس أن القصف لن يثني الجنوبيين عن استعادة “كامل حقوقهم”، مبديا انفتاحه على “ترتيبات” أمنية.
ورأى في بيان أن القصف “لن يخدم أي مسار تفاهم ولن يثني شعب الجنوب عن المضي نحو استعادة كامل حقوقه”.
وأكد “انفتاحه على أي تنسيق أو ترتيبات تقوم على أساس ضمان حماية أمن ووحدة وسلامة الجنوب وضمان عدم عودة التهديدات الأمنية، وبما يلبي تطلعات وإرادة شعبنا الجنوبي، والمصالح المشتركة مع الأشقاء في المملكة”.
وكان مسؤول حكومي يمني في الرياض أفاد فرانس برس في وقت سابق هذا الأسبوع أن السعودية قد تلجأ إلى تنفيذ ضربات جوية ضد قوات المجلس الانتقالي بوصفها “العلاج الأخير” في حال فشل المساعي الدبلوماسية.







