عشنا الظلامية والمظلومية بكل معاليمها وأبعادها ، كما الذي يمشي في نفق مظلم باحثاً عن شمعة في نهاية المطاف ..الخبز كان معجوناً بالألم.. ولقمة العيش كانت معجونة بالأذية ، وكأنك في بحرٍ من الوجع بدون ضفاف … هي المأساة مجبولة بالهواء الأصفر القاتل بلا هوادة ولا إنصاف .. أما أدنى مقومات الحياة من غاز وكاز وماء وكهرباء فكانت معدومة الوجود والأعراف .. إلا لذوي الشأن أو لأصحاب السلطة والمال .. الثقال منهم والخفاف ..هو الفساد كان سيد الموقف ، حيث ثبّتَ مواقعه على كل مفارق الحياة بجهاتها الأربعة وبكل ما لها من جوانب وأطراف … هو الحصار أيضاً كان كافراً وقاتلاً ،كما إبليس اللعين مشيّداً مقصلته لحصد الرقابٍ والأعناق بحضور أو بغياب السيّاف..هي الظلامية إذاً كانت واحدة من الأسباب الرئيسية لزواج أحمد وعفاف ، حيث توفرت الشروط اللازمة للدوران والإلتفاف .. فتهذيب الذقن وربطة العنق هي الصورة المطلوبة من العرّاب لهذا العرّاف ..هي صورة من كان في الأمس في الجحور ، يصنع مسامير النعاش للقبور واليوم في القصور متأهباً إن كان هناك حصاداً أو قطاف ..فالعملية محسوبة محسومة مضمونة في الشوارع والمزارع والروابي والأرياف .. فالكل بإنتظار وصوله كمحررٍ منقذٍ للعباد والبلاد، من هكذا ظلم قتل الأرواح بلا هوادة بل بكل إسفاف ..إنتهى الأمر إذاً ومن كان بالأمس يملك القرار رحل أو رُحّل بلا رجعة ، بكل ما له وما عليه من أهدابٍ وأطياف ..هكذا رأينا الأسود وقد بانت على حقيقتها تارةً فئران وتارة قططاً وتارة خِراف…
من هنا بدأت معالم المشهد السوري تظهر بوضوح على الأيادي الملطخة بالدماء ..حيث الروسي يراقب بصمت ب لَنْ ولَمْ .. والأمريكي يأمر ومن ثم يقرر بحزمْ ، والإسرائيلي يُفعّل إعطاء السمّْ ..أما التركي يتأمل الحسمْ ويتساءل أيا ترى متى سيكون إعلان الضمّْ ..والأوروبيون وكما نعرفهم أفراداً وكمّْ ، كما الكورال يجيدون الغناء وراء قائد الأوركسترا الأمريكي ، وكأنهم هم أصحاب الفرح أباِ وأماً وخالاً وعَمْ…
أما العرب فهناك من بارك وهناك من شارك وهناك من دفع المليارات لإسقاط الدولة الوحيدة التي كانت تحمل راية القومية العربية والقضية الفلسطينية ، بكل مافيهما من مآسي وتبعات هَمٍّ وغَمّْ .. بالإجماع الكل أجمعوا على شرعية الثورة والثوار وهذا الشرع ، وعلى السوريين أن يتذوقوا مربى القرع وبأن الممانعة والتصدي ومحاور المقاومة يجب علينا جميعاً نبذها وتحريمها ، والويل الويل لمن يجاريها فالقتل سيكون بالسيف والمقصلة والنار على أن لا نكتفي بالشتم والذمّْ…
عام مضى وإنقضى على الظلامية والمظلوية والظلام ..هو القتل على الهوية وكأن الأوضاع وردّية لا دموية والأمور كلها وكأنها عال العال بل تمام التمام..الإبادات الجماعية لم تحدث أبداً يا سلام يا سلام .. كلو كلام بكلام…
قالها البطل الضرغام بصراحة القائد الإمام ، فإما أن تطيعوني وتعيشوا بسلام وإما إن رفضتم فستحل عليكم لعنتي أيها الكرام ..فإما الطاعة العمياء وإما أن تكونوا أيتام ..فها أنا عقدت الصلح مع قادة العالم العظام ، وهاقد رأيتم بأم العين كيف سيد العالم ترامب رش عليَّ العطر بكل حشمة وإحترام .. ناهيك عن لقائاتي الدولية مع كل الدواهي من الحكاّم من أولاد الحلال والحرام ، وحواراتي الأممية ألم تروها مع رجالات النفاق في الإعلام، ورأيتم كيف توافد الجميع ليروا كيف هي هذه المدينة العقبة التي كان إسمها الشام ، وكيف أتوها وحرروها من جديد بني أمية وأحكموها بشريعة إبن تيمية لكن بحلة العمّْ سامْ ..فهكذا نحافظ على العزة والكرامة وسيف هشام ..هو الجولان ذهب بلا رجعة وستلحقه درعا والسويداء ، وها نحن نمشي للأمام فالحسكة والقامشلي ودير الزور والبوكمال لابأس لو إنفصلوا ، فالأكراد وللأسف لديهم في شخصياتهم إنفصام فلا تعتبوا عليهم فسيدفعون الثمن في قادم الأيام .. أما عن الساحل والفلول فلا راعٍ سيكون لهم ولا أغنام ولا مناصب ووظائف في الدوائر الحكومية ، مهما كانت دونية هي المهام ..فإستقلالكم عنّا سيكون مٌحرمٌ مُحرمٌ حرام ..ولا فدرالية ولا لامركزية ؤلا حكم ذاتي مهما تداعت بنا الأعوام ..إنضبوا يا أهل الساحل ويا أهل الجنوب ويا من تسكنون بالشمال ، فكفاكم جعجعة وما تسعون إليه ليس إلا أضغاس أحلام…
عام مضى من الظلامية ينقلنا إلى الظلام ، فهل يا ترى هناك في نهاية النفق شمعة تنير طريقنا إلى الأمام ..بالأمل نحيا أمناً ونرتجي وأمان ..للحرية والديموقراطية نسعى، لعل الله يمن علينا بالإستقرار والسلام.
وكل عام وأنتم بخير
