تناولت صحف ومواقع عالمية حالة الترقب في واشنطن إزاء سياسات حكومة بنيامين نتنياهو، مقابل تراجع الدور الأوروبي في الشرق الأوسط، إلى جانب تطورات إنسانية وسياسية دولية أخرى عكست تداخل الأزمات وتشابك حسابات القوى الكبرى.
ورأت صحيفة هآرتس في مقال للكاتب عاموس هرئيل أن الإدارة الأميركية تخشى تعمّد إسرائيل عرقلة تنفيذ المراحل اللاحقة من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع بقاء الجبهات مفتوحة في غزة ولبنان وسوريا وإيران.
وأشار المقال إلى أن زيارة نتنياهو المرتقبة لواشنطن نهاية الشهر الجاري قد تكون مفصلية لموقع إسرائيل الإقليمي بعد الحرب، لافتا إلى أن مواقف ترامب خلال الأشهر الماضية اتسمت بالتقلب، وأن الأسابيع الأخيرة لا تحمل مؤشرات إيجابية لنتنياهو.
وأضاف الكاتب أن حركة حماس أبدت استعدادا حقيقيا للانتقال إلى المرحلة التالية من المسار السياسي، مما يطرح تساؤلا محوريا عما إذا كان ترامب سيمارس ضغطا مباشرا على نتنياهو لدفعه نحو استكمال العملية.
وفي السياق الأوروبي، قالت ناتالي توتشي في صحيفة غارديان إن أوروبا فقدت جانبا كبيرا من مصداقيتها في الشرق الأوسط نتيجة انحسار دورها في جهود التوصل إلى هدنة دائمة في غزة وانشغالها بالحرب في أوكرانيا.
ورأت الكاتبة أن هذا التراجع جعل أوروبا تبدو عاجزة عن التأثير رغم أن الشرق الأوسط يظل جارا لا يمكن تجاهله، مؤكدة أن دعم الحوكمة والإصلاح في دول مثل سوريا والعراق ولبنان قد يمنح القارة فرصة لاستعادة نفوذها المفقود.
وفي الشأن الإنساني، تناولت “فايننشال تايمز” تداعيات العواصف الشتوية في قطاع غزة، مشيرة إلى غرق خيام النازحين وانهيار مبان مدمرة، في ظل منع دخول مواد الإيواء والترميم، بحسب منظمات حقوقية.
ونقلت الصحيفة عن إيريكا جيفارا روساس -من منظمة العفو الدولية– أن هذه المشاهد لا يمكن عزوها للطقس وحده، بل تمثل نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية المستمرة وتأثير الحرب على البنية الإنسانية في القطاع.
ومن بروكسل، أفادت “واشنطن بوست” بأن الاتحاد الأوروبي وافق على إقراض أوكرانيا 105 مليارات دولار بعد فشل خطة استخدام الأصول الروسية، في قرار جاء عقب مفاوضات شاقة كشفت عمق الانقسامات داخل التكتل.
وأضافت الصحيفة أن القرار سيجنب كييف أزمة مالية خانقة، في وقت تقود فيه واشنطن محادثات مع موسكو بشأن مستقبل أوكرانيا، مما يعكس تباين الأدوار بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي آسيا، رأت صحيفة لوتان السويسرية أن صفقة الأسلحة الأميركية القياسية لتايوان والبالغة نحو 11 مليار دولار تعزز ثقة تايبيه بمصداقية واشنطن، وقد تدفع بكين إلى تفضيل خيار إعادة التوحيد السلمي.
في المقابل، وصفت صحيفة تشاينا ديلي الصينية الصفقة بأنها مقامرة خطيرة واستهتار بمبدأ الصين الواحدة، مؤكدة أن تايوان تمثل خطا أحمر في العلاقات الصينية الأميركية، وأن مسؤولية خفض التصعيد تقع على واشنطن.
أما مجلة تايم فرأت أن عام 2025 كان مأساويا على الدول الفقيرة مع تراجع المساعدات الدولية، إذ لم يتمكن برنامج الأغذية العالمي سوى من إطعام ثلث من يعانون الجوع، وسط خسائر واسعة في الصحة والتعليم.







