دعا وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي من بيروت الإثنين اللبنانيين إلى “إنهاء نفوذ إيران الخبيث” عبر حزب الله، مؤكدا أن بلاده “جادة للغاية” في قطع مصادر تمويل الحزب من داعمته طهران.
وفي مقابلة مع ثلاث وسائل إعلام بينها وكالة فرانس برس في مقر السفارة الأميركية، قال هيرلي بعيد لقائه مسؤولين لبنانيين “نعتقد أن مفتاح استعادة الشعب اللبناني لبلده يكمن في إنهاء النفوذ الإيراني الخبيث من خلال حزب الله”، مؤكدا أن الإدارة الأميركية الحالية “جادة للغاية في قطع تمويل إيران” التي تقدر الخزانة نقلها أكثر من مليار دولار منذ مطلع العام الى الحزب.
وقد وجّه الوفد الأميركي الذي يزور بيروت رسالة “حازمة وواضحة” إلى المسؤولين اللبنانيين، طالبهم فيها بالعمل بشكل فعّال من أجل مكافحة تبييض الأموال، وفق ما أفاد مصدر لبناني وكالة فرانس برس الإثنين.
وقال المسؤول لفرانس برس مفضلا عدم كشف هويته “وجّه الوفد الأميركي رسالة حازمة وواضحة جدا”، مطالبين السلطات بـ”أفعال حقيقية قبل نهاية العام”.
وأضاف “طلب من السلطات اللبنانية أن تكافح تبييض الأموال والاقتصاد القائم على النقد، وإغلاق القرض الحسن”، وهي مؤسسة مالية تمنح قروضا لقاء رهن بالذهب ومرتبطة بحزب الله وتخضع لعقوبات أميركية.
والتقى الوفد الذي يقوده نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان غوركا الاثنين رئيس الحكومة نواف سلام الإثنين، غداة لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون.
وناقش سلام مع المسؤولين الأميركيين، وفق بيان صادر عن مكتبه، “الجهود الحكومية في مكافحة تبييض الأموال”، و”تعزيز سلطة الدولة في الموانئ البحرية والجوية”.
وفرضت الخزانة الأميركية الخميس عقوبات على ثلاثة أفراد من حزب الله اتهمتهم بـ”تسهيل نقل عشرات ملايين الدولارات من إيران إلى حزب الله في العام 2025، عبر مكاتب صيرفة”.
وقالت إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حوّل منذ مطلع العام أكثر من مليار دولار الى حزب الله، وتم ذلك بغالبيته من خلال شركات صيرفة.
ويستخدم حزب الله الذي أضعفته حربه الأخيرة مع اسرائيل، هذه الأموال، وفق الخزانة، لـ”دعم مقاتليه وإعادة بناء بنيته التحتية الإرهابية، ومقاومة جهود الحكومة اللبنانية لتأكيد سيطرتها” على كامل أراضيها.
وكان الرئيس اللبناني أكّد الأحد في بيان أنه أبلغ الوفد بأن “لبنان يطبّق بصرامة الاجراءات المعتمدة لمنع تبييض الأموال أو تهريبها أو استعمالها في مجال تمويل الارهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها”.
وضم الوفد بالإضافة إلى غوركا عددا من المسؤولين البارزين في مجال مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية، بينهم وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي والمساعد الخاص للرئيس ونائب مدير مكافحة الإرهاب رودولف عطالله.
وأثنى غوركا الاثنين في منشور على منصة إكس على الرئيس اللبناني، حيث قال إن عون “في موقع يمكنه من خلاله المساهمة في تحقيق رؤية الرئيس دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط في إطار جديد وأوسع للاتفاقات الابراهيمية”، في اشارة الى تطبيع العديد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل عام 2020.
وفي الآونة الأخيرة، أبدى عون أكثر من مرة استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل، فيما أكد حزب الله رفضه أن “يُستدرج” لبنان الى تفاوض مع اسرائيل.
ومنذ وقف إطلاق النار الذي أنهى في 27 تشرين الثاني/نوفمبر حربا بين حزب الله واسرائيل استمرت لعام، تم التوصل اليه برعاية اميركية وفرنسية، تضغط واشنطن على لبنان من أجل تجريد الحزب من سلاحه.
وأقرت الحكومة في آب/أغسطس نزع سلاح حزب الله، ووضع الجيش اللبناني خطة من خمس مراحل للقيام بذلك.. إلا أن الحزب يرفض باستمرار تسليم سلاحه، واصفا قرار الحكومة بأنه “خطيئة”.
وتواصل اسرائيل، التي تتهم لبنان بالمماطلة في تحقيق هذا الهدف، شن غارات خصوصا على جنوب لبنان، تقول إنها تستهدف بنى تحتية وعناصر من الحزب يعملون على إعادة ترميم قدراته العسكرية.





