أعلنت قوات الدعم السريع في السودان توقيف عدد من مقاتليها المشتبه بارتكابهم انتهاكات إبان سيطرتها الأحد على مدينة الفاشر التي كانت آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور.
وقالت قوات الدعم في بيان نُشر في وقت متأخر ليل الخميس “تنفيذا لتوجيهات القيادة والتزاما بالقانون وقواعد السلوك والانضباط العسكري أثناء الحرب، ألقت قواتنا، القبض على عددٍ من المتهمين في التجاوزات التي صاحبت تحرير مدينة الفاشر، وعلى رأسهم المدعو أبو لولو”، مضيفة “باشرت اللجان القانونية المختصة التحقيق معهم توطئة لتقديمهم للعدالة”.
و تشهد المدينة منذ أسابيع قصفًا متبادلًا ومعارك عنيفة، دفعت آلاف الأسر إلى النزوح، في ظل انهيار تام للخدمات الصحية ونقص حاد في الغذاء والمياه.
لم يُمثِّل سقوط مدينة الفاشر في يد”قوات الدعم السريع” في 26 أكتوبر/تشرين الأول مجرد حدث عسكري عابر ضمن صراع امتد لأكثر من عامين ونصف، بل يشكَّل نقطة تحول استراتيجية تحمل أبعادا إنسانية وسياسية وأمنية فاجعة على كل هذه المستويات.
ومنذ اندلاع الحرب السودانية في 15 أبريل/نيسان 2023، بين الحكومة السودانية و”الدعم السريع” ظلت الفاشر– عاصمة ولاية شمال دارفور– هدفا مركزيا لاستراتيجية التجويع والتطويق التي انتهجتها “الدعم السريع”.. لكن تمسك الجيش السوداني والقوات المشتركة لحركات دارفور والمتطوعين من أهل المدينة بالدفاع عنها، حتى أصبحت الحصن الأخير لسيطرة الحكومة السودانية في إقليم دارفور. بدأ الحصار الشامل للمدينة في مايو/أيار 2024، واستمر أكثر من 500 يوم حتى سقوطها في 26 أكتوبر، ما جعلها نموذجا حيا لمعاناة الحرب في السودان.
تُعد الفاشر مركزا إداريا حيويا ومحطة تجارية رئيسة في دارفور، بالإضافة إلى مكانتها كعاصمة تاريخية للإقليم إلى جانب كونها قاعدة عسكرية متقدمة للقوات الحكومية.
و قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023، بلغ عدد سكانها نحو مليون ونصف المليون نسمة، بما في ذلك النازحون الداخليون الذين تدفقوا إلى الفاشر من مناطق أخرى في دارفور هربا من سيطرة “الدعم السريع”.







