أعلن معهد الصحافة الدولي (IPI)، في العاصمة النمساوية فيينا، عن منح الصحفية الفلسطينية الشهيدة مريم أبو دقة جائزة “أبطال الصحافة لعام 2025″، تقديرًا لشجاعتها وتفانيها في أداء رسالتها الإعلامية وتضحيتها في سبيل نقل الحقيقة من قلب المأساة في غزة حتى لحظة استشهادها.
وقد أوضح المعهد في بيانه أن الجائزة تُمنح سنويًا للصحفيين الذين يُظهرون التزامًا استثنائيًا بقيم الحرية الصحفية وحقوق الإنسان رغم المخاطر والتحديات، حيث أكد معهد الصحافة الدولي أن الصحفية مريم أبو دقة تمثل رمزًا للصحفيين الذين ضحوا بحياتهم أثناء تغطية الأحداث الميدانية في فلسطين.
وخلال الحفل السنوي الذي أقامه المعهد بالتعاون مع منظمات دولية تُعنى بحماية الصحفيين وحرية التعبير، أعلن رئيس المعهد أن الجائزة تُمنح هذا العام لسبعة صحفيين من قارات مختلفة، بينهم مريم أبو دقة، التي اعتُبرت رمزًا عالميًا للشجاعة المهنية والالتزام الأخلاقي تجاه الحقيقة.
وقال المدير التنفيذي للمعهد في كلمته: “نُكرّم مريم أبو دقة لأنها تمثل الصورة الحقيقية للصحفي الحر، لم تخف، لم تتراجع، بل ظلت شاهدة على المأساة حتى لحظتها الأخيرة.”
وحضر الحفل أكثر من 600 إعلامي ومراسل من نحو 50 دولة، إضافة إلى ممثلي منظمات دولية كـ”مراسلون بلا حدود” و”لجنة حماية الصحفيين”.. كما تم بث رسالة مصوّرة من عائلة الشهيدة في غزة، أعرب فيها والدها عن امتنانه لهذا التكريم قائلاً: “مريم لم تكن تبحث عن جائزة، كانت تبحث عن الحقيقة.. لكنها اليوم تُكرَّم لأنها قالتها بدمها.”
ويأتي هذا التكريم في وقتٍ ما زالت فيه التقارير الدولية تؤكد أن غزة هي أخطر مكان في العالم للعمل الصحفي، بعد استشهاد أكثر من مئتي صحفي منذ اندلاع الحرب.
وقد شدّد المعهد الدولي للصحافة في بيانه على أن استشهاد مريم “يمثل مأساة إنسانية ومؤشراً خطيراً على استهداف الحقيقة ذاتها .. وإن اغتيال الصحفيين في غزة، ومنهم مريم أبو دقة، جريمة ضد حرية الصحافة وضد حق العالم في المعرفة.”
وفي 9 أكتوبر الماضي، أعلن المعهد الدولي للصحافة ومنظمة دعم الإعلام الدولي، في بيانٍ مشترك، عن منح مراسلة إندبندنت عربية في غزة الراحلة مريم أبو دقة وسام “بطل حرية الصحافة العالمية”، تكريمًا لشجاعتها وصمودها في الدفاع عن حرية الإعلام، بعد استشهادها إثر ضربة “إسرائيلية” استهدفت مستشفى في جنوب غزة في أغسطس الماضي.
والصحفية الراحلة مريم أبو دقة كانت واحدة من أبرز الأصوات الميدانية في غزة، عملت في تغطية الأحداث من الميدان منذ بداية الحرب، ونقلت للعالم صور المعاناة والدمار بصوتٍ إنساني صادق.



