أفاد قيادي في حماس لوكالة فراس برس بأن الحركة الفلسطينية ما زالت بحاجة لبعض الوقت لدرس خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي يفترض أن تنهي حربا طاحنة مستمرة منذ عامين في القطاع المحاصر والمدمر.
وتنص الخطة التي أيدها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو على وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في القطاع خلال 72 ساعة ونزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، على أن يعقب ذلك تشكيل سلطة انتقالية برئاسة ترامب نفسه.
وقال القيادي في حماس الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن الحركة “ما زالت تواصل المشاورات حول خطة ترامب التي قدمت للحركة، وابلغت الوسطاء أن المشاورات مستمرة وتحتاج لبعض الوقت”.
لكن ترامب أمهل حماس الثلاثاء “ثلاثة إلى أربعة أيام” للقبول بالخطة التي رحبت بها عدة دول عربية وإسلامية وغربية.
من جانبه أعلن عضو المكتب السياسي في حماس محمد نزال في بيان “بدأنا مشاورات والخطة عليها ملاحظات ، وسوف نعلن موقفنا من الخطة قريبا”.
وأوضح “نتواصل مع الوسطاء والأطراف العربية والإسلامية.. ونحن جادون في الوصول إلى تفاهمات”. وقال “قررنا مناقشة الخطة الأميركية من منطلق الحرص على وقف حرب الإبادة ووقف المجازر الإسرائيلية المستمرة”.
على الأرض، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني الجمعة إن مدينة غزة تتعرض لقصف جوي ومدفعي كثيف متواصل.
وأضاف أن الضربات الإسرائيلية أدّت إلى مقتل 11 شخصا في مختلف أنحاء القطاع، من بينهم ستة في مدينة غزة نفسها.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع هجوما جويا وبريا على كبرى مدن القطاع أجبر مئات الآلاف على الفرار.
ووصف عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوضع في غزة بأنه “كارثي”، متحدثا عن إجبار الفلسطينيين على النزوح على نحو متكرر في حين أن “الحصول على الغذاء والماء ما زال محدودا”.
وأكدت الأمم المتحدة الجمعة أن لا وجود لمكان آمن يلجأ إليه الفلسطينيون الذين أُمرتهم إسرائيل بمغادرة مدينة غزة، وأن المناطق التي حددتها لهم في الجنوب ليست سوى “أماكن للموت”.
وقال المتحدث باسم منظمة اليونيسف جيمس إلدر للصحافيين في جنيف، متحدثا من قطاع غزة إن “فكرة وجود منطقة آمنة في الجنوب مهزلة… القنابل تُلقى من السماء بشكل متوقع يبث الرعب في النفوس، والمدارس التي حُددت كملاجئ موقتة تُحول إلى ركام، والخيام… تحرقها الغارات الجوية على نحو ممنهج”.
ولاحظت منظمة العفو الدولية أن تصعيد إسرائيل هجومها على مدينة غزة تسبَّبَ بـ”موجة نزوح جماعي كارثية”.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين، وكثير منهم سبق أن هُجروا مرات عدة، يُجبرون على النزوح إلى “مناطق مكتظة في الجنوب.. تفتقر إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية والمأوى والبنية التحتية اللازمة للحياة”.