أيها السادة يا من تحكمون هذا الشرق بالتنسك والعبادة .. ها أنتم تعيشون اليوم زمن الولادة في العيادة، حيث التبعية فراشاَ والخيانة وسادة .. وكما هي العادة ففلسطين هي حكايتنا المنسية بفصولها الولاّدة ، حيث القتل جماعي مجاعةٓٓ في إبادة .. ففي سوريا جاؤونا بحصان طروادة ، بعد أن حمّلوه بثوارٍ للحرية من كل أصقاع الأرض ، بدون تجردٍ ولا هوادة .. وإرادة سلفية ما بعدها إرادة ، حيث صارت مقولة ( من يحرر يقرر ) آية مقدسة يرددها حتى شارب القهوة المرّة بلا سكر زيادة .. فبني أمية عادوا وفي العودة أحمدٌ ، وإبن عمه حمادة .. فالقريشيون الأمويون رجعوا للحكم في بلاد الشام ومعهم أبا جهل وأبا سفيان ومسيلمة وإبن شدّاد وإمرأته شدادة .. العالم بأجمعه هلّلَ وكبّرَ للتغير كله إعجاباً وإشادة .. فما كان بالأمس إنتهى بلا عودة ولا إعادة ، وحتى السيف الدمشقي الرمز في ساحة الامويين غدى صدئً كأي قلادة ، فكيان بني صهيون وبغمضة عين وبلا رحمة ولا هوادة ، قصفوا ودمروا كل ما كان للدولة من أسلحةٍ كانت في الأمس قاهرةً فتاكةً ، لكل من تسول له نفسه إساءةً أو أذيةً لأوطانِ هذه الأمة المقدادة .. دولاً وكيانات ضاعت فيها الكرامة وإنتفت على أرضها السيادة …
لبنان أيضاً في مهب الريح ، شهيداً في ضريح ، حكومة جديدة وتصحيح.. فهذا جميل وهذا قبيح حتى صخرة الروشة صارت مكسر عصا وتشبيح .. مجهولة ملغومة هي التسابيح ، فإسرائيل تشعل حرائق تارة وتارة اخرى تطفئ مصابيح ، حيث العبور من ضفةٍ لأخرى يلزمها من الباب العالي تصاريح .. فالإسرائيلي يسرح ويمرح والقول جداً فصيح ، بأنهم أرباب هذه الأرض، والتفويض جاء ممن أرسل لنا المصطفى وموسى والمسيح …
نعم هي التناقضات كثيرة جداً في لبنان والكل للكل يستبيح .. فالجيش يلزمه تسليح والودائع التهمتها التماسيح .. أما الإعمار فحدث بلا حرج ، هي مليارات من الدولارات يحتاجها أعرج ويمسك بعكازاتها كسيح ..حمى الله لبنان ، فالحاضر صعب لكنه القادم أعظم وأقسى لا يمكن أن يتحمله هذا اللبنان الجريح …
في العودة لفلسطين القضية ، فإن الحديث الأهم اليوم هو الاعترافات بحل الدولتين على منبر الأمم المتحدة.. فيا ترى هل كان هذا سيحدث لولا عملية السابع من أكتوبر التي قامت بها حماس.. فلنعقل ونتعقل في المنطق والرؤية ، حيث الأحداث تثبت باليقين بأن من إعتمد على روسيا خاسر كبير ومن إعتمد على إيران خاسر أكبر بكثير .. فها هو الواقع يقول بشكل واضح وجلي بأن القوة هي التي تفرض وجود الدول ، وهي التي تحافظ على الكرامة والسيادة والحرية والعدل .. ويقول أيضاً بأننا نحن أمة لا تعرف من القوة إلا إسمها ، ولا نعرف عن القيم إلى سردها ، وفي الحياة ككل لا نعرف منها إلا زهوها وبهرجتها من قصور وابراج وحسابات بنكية وألقاب من الفخامة والمعالي لاتنتهي حتى تصل لقدسية الله…
الإبادة مستعرة ومستمرة ، هي المجاعة هي المحرقة هي الموت البطيء .. فكل يوم قتلى وجرحى بالعشرات والمئات، والعالم أجمع ما زال عاجزاً عن وقف آلة القتل الصهيونية، والقانون الدولي ومجلس الأمن أيضاً مازال عاجزاً على كسر الإرادة الأمريكية في إستعمال الفيتو ، والصمت هو سيد الموقف …
هل في ضرب إسرائيل للدوحة عبرة وإشارة مهمة لكل العرب ودرساً يجب فهمه؟؟ بالتعامل مع الأمريكي والصهيوني في آن لا قيمة له ، عندما يمس أمن الكيان الصهيوني !! فإسرائيل أولاً وثانياً وثالثاً ، وبعد ذلك ياتي العرب.. وأن لا وفاء ولا ثقة في تحالفات وهمية مع عالم يكون فيه قانون الغاب هو سيد القوانين، حيث القوي يأكل الضعيف والقيم ليست إلا شعارات تغيرها القوى كيفما وعندما يريد لمصلحته وهواه…
أيا ترى هل سنرى إسرائيل الكبرى في قادم الأيام؟؟ سيكون هناك عد عكسي لزوال هذا الكيان الشيطان، كما تقول الأسطورة حيث لا يتجاوز عمر هذا الكيان ال80 عاما.
في الإنتظار والترقب أستودع الله أوطاننا اًمناً وأمانا وسلاما.
رياض مرعي
كاتب سوري عربي