أصدر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسث توجيهاته بتثبيت تطبيق “سيغنال”، على جهاز كمبيوتر بمكتبه في البنتاغون، حسبما قال ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر لـ”واشنطن بوست”.
وأوضحت المصادر أن الوزير فعليا “استنسخ” تطبيق “سيغنال” من هاتفه الشخصي إلى كمبيوتر مكتبه، كحل لمشكلة ضعف تغطية شبكات الهواتف داخل البنتاغون، مما سمح له بالتواصل السريع مع البيت الأبيض وكبار المسؤولين عبر التطبيق المشفر.
وكان الهدف الظاهري من هذا الاستخدام هو تسهيل الاتصالات، إلا أن التطبيق استُخدم لاحقًا لنقل معلومات حساسة تتعلق بعملية عسكرية وشيكة في اليمن، حسب ما ورد في تقارير إعلامية.
وقد شارك هيغسث هذه المعلومات ضمن مجموعة دردشة على “سيغنال” أنشأها مستشار الأمن القومي مايكل والتز، وضمت قرابة 20 مسؤولا رفيعا من الإدارة الأميركية، بمن فيهم نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف.
ومن بين التفاصيل التي تم الكشف عنها في الدردشة: مواعيد الهجمات، ونوعية الطائرات والأسلحة المستخدمة، وهي معلومات سرية للغاية.
وقد أثارت هذه القضية، التي أطلق عليها الإعلام اسم “فضيحة سيغنال” ردود فعل سياسية واسعة، حيث طالب عضوان بارزان من لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، الجمهوري روجر ويكر والديمقراطي جاك ريد، بإجراء تحقيق من قبل المفتش العام في وزارة الدفاع، الذي وافق على فتح تحقيق رسمي هذا الشهر.
من جهته، نفى المتحدث بإسم هيغسث استخدام الوزير للتطبيق على كمبيوتر حكومي، مؤكدا أن وسائل الاتصال الخاصة به سرية.
لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن تطبيق “سيغنال” تم تثبيته على جهازين مكتبيين على الأقل داخل مكتبه.
وأدى تصاعد الضغوط إلى إقالة الوزير لثلاثة من كبار مساعديه، متهما إياهم بتسريب معلومات.
وتأتي الفضيحة في وقت يتزايد فيه الجدل حول قدرة هيغسث على إدارة أكبر مؤسسة فيدرالية في البلاد دون خبرة تنفيذية حكومية سابقة، في ظل انقسامات داخلية متفاقمة داخل البنتاغون.
ورغم دعم الرئيس دونالد ترامب المستمر له، إلا أن عددا متزايدا من المسؤولين الحاليين والسابقين في المؤسسة العسكرية يشككون في ملائمة هيغسث للمنصب.