شهدت الذكرى السنوية افتتاح “صالة العرض التعليمية” التي تشكل مساحة نابضة بالإبداع، وتحتضن الفنانين والطلاب والأفراد، حيث تهدف إلى إثرائهم بتجارب ثقافية ملهمة.
وفي أجواء احتفالية مفعمة بالفن والإلهام، احتفلت مؤسسة بسام فريحة للفنون، الواقعة في جزيرة السعديات، بمرور عامٍ على انطلاق مسيرتها الفنية الحافلة بالإنجازات.
واحتفاءً بعامٍ من دعم التعبير الفني والتبادل الثقافي والحوار الإبداعي، شكلت الذكرى السنوية محطة بارزة في مسيرة المؤسسة، وتجلّت من خلال مجموعة من الفعاليات والعروض المتنوعة، حضرها شخصيات بارزة من دولة الإمارات ومن السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي، وثلة من أهل الإعلام والثقافة والفن والمجتمع .
ملحق فني مميز

احتضنت مؤسسة بسام فريحة للفنون في 12 من شهر أبريل الماضي ، حفل استقبال مميز بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاقها، حيث شكّل افتتاح “صالة العرض التعليمية” – الملحق الجديد للمؤسسة – الحدث الأبرز في الاحتفالية.. ويضم هذاالملحق معارض فنية، ومساحات مخصصة لورش العمل، وقاعة متعددة الاستخدامات للمناسبات، يجسد التزام المؤسسة العميق برعاية الإبداع الفني، وطموحها في توفير بيئة ملهمة تُثري عقول الفنانين والطلاب والجمهور من خلال تجارب ثقافية قيّمة.
معارض فنية جديدة
وبالتزامن مع افتتاح “صالة العرض التعليمية”، شهدت الاحتفالية أيضا إطلاق معرض إبداعي لطلبة مدرسة كرانلي أبوظبي، إلى جانب الكشف عن منحوتة استثنائية للفنان الإيطالي العالمي الشهير لورينزو كوين.
يحمل المعرض الطلابي عنوان “الانطباعات الأولى”، وهو احتفاء بإبداعات طلبة مدرسة كرانلي أبوظبي، حيث يضم مجموعة من الأعمال الفنية التي تعكس خيالًا خصبًا ورؤية فنية شابة.. وقد كانت هذه الإبداعات نتاج ورش فنية نظّمتها مؤسسة بسام فريحة للفنون، وأتاحت للشباب فرصة استكشاف طيف واسع من الأساليب الفنية، من الواقعية التصويرية إلى التجريد، وتحت إشراف نخبة من الفنانين والمعلّمين المحترفين.
ويهدف المعرض إلى تشجيع التجريب والتعبير عن الذات. يستمر المعرض حتى 11 مايو 2025، كما أنه يمثل الانطلاقة الأولى لسلسلة من المعارض الطلابية المستقبلية التي ستُقام خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
ويقدّم العمل الفني “الحب” للفنان العالمي لورينزو كوين منحوتة فنية ضخمة تحمل رمزية عميقة، مصنوعة من شبكة أسلاك فولاذية وأضواء LED، حيث يُجسّد يدين متشابكتين بلمسة إنسانية دافئة، تستحضر مشاعر الوحدة والحنان والتواصل الإنساني العميق. وقد صُمّم هذا العمل الإبداعي ليعكس روح المسؤولية المجتمعية التي يجسّدها “عام المجتمع 2025” في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويقدم تذكيراً بصرياً بروابطنا الأصيلة بمجتمعاتنا.. ويستمر عرضه حتى 31 أغسطس 2025.
عامٌ من النجاحات
شكّلت الذكرى السنوية الأولى لمؤسسة بسام فريحة للفنون فرصة مثالية للتأمل في حصاد عامها الأول، واستعراض أبرز الإنجازات التي تحققت خلاله.

وقد حازت المؤسسة على جائزة “تصميم الشرق الأوسط 2024” عن فئة أفضل مشروع ثقافي للعام، تقديراً لتصميمها المبتكر ورؤيتها الاستثنائية التي جمعت بين الفن والثقافة والهندسة المعمارية في تناغم ملهم.. في حين لا يزال برنامج المؤسسة، الحافل بورش العمل، وجلسات الإرشاد، والمبادرات التعليمية، يحظى بإقبال واسع من أفراد المجتمع من مختلف الفئات العمرية.
وانطلاقاً من التزامها بدعم الفنانين على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، والمساهمة في تنمية المشهد الفني المزدهر في أبوظبي، حرصت المؤسسة منذ انطلاقتها في مارس 2024 على توفير مساحة تحتضن الإبداع، واستضافت عدداً من المعارض الفنية المؤثرة.
فعلى سبيل المثال، يُعدّ معرض “الساعة الأبدية .. 20 عاما من الفن التجريدي الإماراتي” من أبرز المعارض التي احتضنتها المؤسسة ، وأكثرها تأثيراً.
وقد نُظّم بالتعاون مع وزارة الثقافة في الإمارات العربية المتحدة وبمشاركة نخبة من الفنانين الإقليميين وجامعي التحف والمعارض الفنية، مقدّما للجمهور تجربة فنية ثرية، أتاحت لهم التعمق في عوالم الفن التجريدي الإماراتي المعاصر.
وفي معرض “أصداء الشرق”، تجلّت روائع الفن الاستشراقي من مجموعة المُقتنيات الخاصة بسعادة بسام سعيد فريحة، في حين حمل معرض “حديقة المعادن” تجربة فنية تأملية، بالتعاون مع سفارة جمهورية البرازيل الاتحادية.
وفي أحدث عروضها الفنية، قدّمت مؤسسة بسام فريحة للفنون معرضين جديدين للفنان الإيطالي المبدع ستيفانو سيمونتاكي، المعروف بلقب “ذا بريزم”، وذلك تحت إشراف القيِّم الفني ماركو سينالدي، الفيلسوف الحاصل على درجة الدكتواره والمتخصِّص في نظرية الفن المعاصر.. ويمتاز المعرضان، “مشروع الوحدة” و”رحلة الثقة والامتنان والحب”، بالتفاعل الحيوي بين الأشكال والألوان، إلى جانب التراكيب الدائرية والأسطح العاكسة.
وتترافق هذه التجربة الفنية مع سلسلة من الجلسات والبرامج العامة التفاعلية التي تركِّز على الرفاه، والتي تشمل جلسات العلاج بالصوت، والتأمُّلات الموجَّهة، ودروس اليوغا، وحوارات مع الفنان، وورش عمل تفاعلية، ويُتاح للزوار الاستمتاع بهذه التجربة الفريدة حتى 31 أغسطس.

نبذة عن مؤسسة بسام فريحة للفنون:
مؤسسة بسام فريحة للفنون (BFAF) هي المؤسسة الفنية الخاصة الوحيدة التي تضمها المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات بإمارة أبوظبي، وقد تأسست هذه المؤسسة الفنية غير الربحية على يد فاعل الخير وجامع المقتنيات الفنية الثمينة سعادة بسام فريحة في شهر مارس من عام 2024.
تسعى مؤسسة بسام فريحة إلى تحقيق هدفين رئيسيين يمثلان الغرض من تأسيسها، الهدف الأول هو منح الجمهور بشكل عام فرصة الاطلاع على مجموعة فنية خاصة وحصرية من المقتنيات العالمية، أما الهدف الثاني فهو توفير منصة ملائمة لانطلاق وعرض أعمال الفنانين المحليين والإقليميين.
وتضم المؤسسة بين جنباتها ثلاث مساحات مخصصة لإقامة المعارض الفنية وهي المعرض الرئيسي، وصالة العرض الملحقة، وحديقة النحت، بالإضافة إلى صالة عرض تعليمية تم افتتاحها مؤخرًا. كما أن أبواب معارض المؤسسة الفنية مفتوحة بشكل مجاني أمام الجمهور، ويعزز هذه التجربة برنامج تعليمي شامل يمتد عبر الأجيال، يشمل أمسيات تاريخ الفن، وحوارات فكرية ملهمة، وورش عمل تفاعلية. كما تتعاون المؤسسة بشكل وثيق مع المدارس، في سعيها إلى إلهام الجيل القادم من الفنانين وهواة جمع الأعمال الفنية.
وقد روعيَ في التصميم المعماري لمبنى المؤسسة الذي نفذته شركة A.D.D للاستشارات، أن يكون بمثابة انعكاس يجسد شخصية مؤسسها سعادة بسام فريحة شخصياً، ليجسّد إرثه العريق في عالم الفن، بما يحمله من رؤية فنية مبدعة، وقوّة حضور، وأناقة تتجاوز حدود الزمن .