حذر أمين عام “حزب الله” نعيم قاسم، مساء الجمعة، إسرائيل من مواصلة اعتداءاتها على لبنان، مؤكدا أن حزبه ليس ضعيفا، ويملك خيارات للرد على هذه الاعتداءات في الوقت المناسب حال لم تتوقف.
وبشكل يومي، ترتكب إسرائيل خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع “حزب الله” قبل نحو 5 أشهر، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
وفي رده على ذلك، قال قاسم في كلمة متلفزة، إن إسرائيل “تعتدي يوميا على لبنان حتى بلغ عدد اعتداءاتها 2700 رغم عدم وجود ذريعة لديها لذلك” بعد توقعيها اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف محذرا: “نعطي الدبلوماسية فرصتها بمواجهة اعتداءات إسرائيل، لكن الفرصة ليست مفتوحة، وواهم من يحسب أننا ضعفاء”.
وتابع مخاطبا الإسرائيليين: “لدينا خيارات للرد ولا نخشى شيئا، وإن أردتم أن تجربوا استمروا (في الاعتداء على لبنان) وسترون الرد في الوقت المناسب الذي نقرره”.
وأكد قاسم أن حزب الله “التزم مع الدولة اللبنانية بالاتفاق لوقف إطلاق النار لكن إسرائيل هي التي لم تنفذ”.
وأردف: “من يتكلم عن القرار 1701 يجب أن يسمع ويفهم أن فيه التزامات على لبنان وإسرائيل التي عليها الانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية، ووقف اعتداءاتها جوا وبرا وبحرا، وأن توقف خرقها للسيادة اللبنانية بأشكال مختلفة، من أجل تنفيذ الاتفاق الذي هو مرحلة أولى من القرار 1701”.
وتابع قاسم: “بعدما تقوم إسرائيل بالتزاماتها، يبدأ لبنان بمناقشة ما نريد فعله في البنود الأخرى الموجودة في الـ1701، في إطار السيادة والاستقلال وليس تنفيذ القرار بناءً على الإملاءات والتفاسير الأمريكية الإسرائيلية”.
وفي عام 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف القتال بين “حزب الله” وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
ولفت قاسم إلى أن إسرائيل “تريد أن تحتل القسم الأكبر من لبنان لتضمه إلى فلسطين المحتلة، ولتُنشئ مستوطنات على الأرض اللبنانية، وتريد أن تستخدم لبنان من أجل توطين الفلسطينيين الذين تخرجهم من فلسطين المحتلة هذا هو المشروع الإسرائيلي”.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل 2763 خرقا له، ما خلّف 193 شهيدا و485 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية حتى الجمعة.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار، لتنفذ انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وبشأن قضية نزع سلاح الحزب، قال قاسم إن “جهة واحدة (لم يحددها) بعض الأصوات النشاز في لبنان تركز على سلاح المقاومة، لكن مشكلة بلدنا الأولى ليست هذا السلاح بل طرد الاحتلال الإسرائيلي”.
وأردف: “من يدعو لنزع سلاح المقاومة بالقوة يقدم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي، وهدفه الفتنة بين المقاومة والجيش، وهذه الفتنة لن تحصل”.
وأكمل مشددا: “لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله أو المقاومة، وهذه الفكرة عليكم إزالتها من القاموس”.
واعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” أن “هذا السلاح هو دعامة للمقاومة، وهو الذي حرر بلادنا وحمى سيادتها”.
ومضى محذرا: “سنواجه من يعتدي على المقاومة ويريد نزع سلاحنا، وننصح بألا يلعب معنا أحد هذه اللعبة”.
وشدد على أن “المشكلة الأولى في لبنان ليست سلاح المقاومة، بل طرد الاحتلال الإسرائيلي”.