ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن “حماس” أعادت جثة لسيدة من قطاع غزة وليست للأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس، وتوعد الحركة بأنها “ستدفع ثمن خرق اتفاق” وقف إطلاق النار وصفقة التبادل.
وفي كلمة مصورة نشرتها هيئة البث الإسرائيلية، قال نتنياهو إن “حماس أعادت جثة لسيدة من قطاع غزة وليست للأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس”، على حد زعمه.
وتوعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بجعل حركة حماس تدفع ثمن ما اعتبره انتهاكا “وحشيا” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما “تبيّن أنّ إحدى الجثث التي سلّمتها الحركة الفلسطينية للدولة العبرية الخميس، ليست للرهينة شيري بيباس كما كانت قد أعلنت”.
في غزة، نشر أبو عبيدة، المتحدث بإسم كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، أسماء الرهائن الإسرائيليين الأحياء الستة الذين من المفترض الإفراج عنهم في إطار عملية التبادل السابعة بين حماس والدولة العبرية.
والرهائن هم “إيليا ميمون اسحق وكوهن عمر شيم توف وعومر فنكرت وتال شوهام وأفيرا منغستو وهشام السيد”، حيث نشر منتدى عائلات الرهائن أسماءهم أيضا.
غير أنّ التصعيد الأخير على خلفية عدم تسليم الرهينة شيري بيباس، يهدّد بتعريض اتفاق الهدنة الهشة في القطاع للخطر.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير بعد حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا في قطاع غزة، واندلعت في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وغداة يوم حداد وطني في إسرائيل تمّ خلاله تسليم رفات ثلاث رهائن كانوا محتجزين في قطاع غزة، من بينهم الطفلان بيباس، أعلن نتانياهو أنّ الجثّة الرابعة لم تكن لوالدتهما شيري بيباس، بل لامرأة من غزة.
ورفضت حماس الجمعة “تهديدات” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بجعلها تدفع الثمن على خلفية اتهامها بتسليم الدولة العبرية جثمان امرأة من غزة بدلا من الرهينة شيري بيباس.
واستغربت الحركة في بيان “الضجة التي يثيرها الاحتلال في أعقاب ادعائه بأن جثمان الأسيرة شيري بيباس لا يتطابق” مع فحص الحمص النووي، ورفضت “التهديدات التي أطلقها بنيامين نتنياهو في إطار محاولاته لتجميل صورته أمام المجتمع الصهيوني”.
وتابعت “لقد تلقينا من الإخوة الوسطاء ادعاءات ومزاعم الاحتلال، وسنقوم بفحص هذه الادعاءات بجدية تامة، وسنعلن عن النتائج بوضوح”، مشيرة إلى “احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين، قد يكون ناتجًا عن استهداف الاحتلال وقصفه للمكان الذي كانت تتواجد فيه العائلة مع فلسطينيين آخرين”.
كذلك، دعت الى “إعادة الجثمان الذي يدعي الاحتلال أنه يعود لفلسطينية قتلت أثناء القصف الصهيوني”.
وشددت الحركة الفلسطينية على “جديتنا والتزامنا الكامل بجميع التزاماتنا… فلا مصلحة لنا في عدم الالتزام أو الاحتفاظ بأي جثامين لدينا”.
– “الطفلان قُتلا في الاحتجاز” –
وجاء تسليم الرفات الخميس في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الذي تمّ التوصل إليه بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبينما تقول حماس إن طفلي عائلة بيباس قتلا مع والدتهما في قصف إسرائيلي على المكان الذي كانا محتجزين فيه في قطاع غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، قال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على “تلغرام”، “وفقا لتقييم السلطات المختصة واستنادا إلى المعلومات الاستخبارية ومؤشرات التشخيص المتوفرة، قُتل أرييل وكفير بيباس بوحشية في الاحتجاز في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 على أيدي إرهابيين فلسطينيين”، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.
وكان كفير بيباس يبلغ ثمانية أشهر ونصف الشهر عندما خطف، وكان الأصغر من بين 251 رهينة تم اقتيادهم إلى غزة.
وخُطفت عائلة بيباس من كيبوتس نير عوز المحاذي لقطاع غزة. وأفرِج في الأول من شباط/فبراير عن والد الطفلَين ياردين بيباس البالغ من العمر 35 عاما.
وتعود الجثة الرابعة التي تمّ تسليمها لعوديد ليفشيتز الذي كان في سن الثالثة والثمانين عندما خُطف.. وليفشيتز صحافي مخضرم ومدافع عن حقوق الفلسطينيين.
واعتبر منتدى عائلات الرهائن أنّ عدم إعادة حركة حماس الرهينة شيري بيباس مع جثتي طفلَيها “أمر محزن ومروّع”.
ودعا نتانياهو دول العالم لإدانة “القتل المروع” للطفلين بيباس. وتوعّد بمحاسبة “المتوحشين الذين أعدموا الرهائن”.
وقبل صدور نتائج تشريح الجثث، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي حركة حماس على خلفية مراسم التسليم التي جرت في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وقال “إننا جميعا غاضبون من وحوش حماس”، مضيفا “سنعيد جميع رهائننا، وسنقضي على القتلة، وسنقضي على حماس، ومعا سنضمن مستقبلنا”.
وكان مقاتلون ملثّمون ومسلّحون سلّموا الصليب الأحمر الخميس أربعة توابيت سوداء حمل كلّ منها صورة لأحد الرهائن، ورفعت على منصة أقيمت في المكان لافتة تمثّل بنيامين نتانياهو كمصاص دماء.. وجرى ذلك أمام حشد من الأشخاص الذين تجمّعوا في المكان.
ووصفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ترتيبات حماس بأنها “مشينة وقاسية”.
وهي المرة الأولى التي تسلّم فيها حماس جثث رهائن منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.. وكان الجيش الإسرائيلي عثر على جثث بعضهم خلال عملياته العسكرية في غزة.