أعلن الصليب الأحمر الدولي، السبت، استكمال تبادل الدفعة الثانية من المرحلة الأولى من اتفاق غزة، حيث تم الإفراج عن أربع رهائن إسرائيليات محتجزات في القطاع غزة، مقابل 200 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية، لتعم الاحتفالات تل أبيب ورام الله على حد سواء، فيما تجرى المباحثات للإفراج عن رهينة أخرى قبل يوم السبت.
وأكدت حركة «حماس» أنها تنتظر انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق في قطاع غزة وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وبدء عودة النازحين إلى أراضيهم وبيوتهم، فيما طالب الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة بالالتزام بالقيود المفروضة حتى يتم الانتقال للمرحلة التالية من الاتفاق.
لكن عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة المدمّر اصطدمت بخلاف في اللحظات الأخيرة مع ربط اسرائيل الخطوة بالإفراج عن الرهينة أربيل يهود.. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه تسلّم الإسرائيليات، وهن أربع مجندات صعدن بعد تسليمهن الى الصليب الأحمر، على منصة في إحدى ساحات مدينة غزة، وسط تجمهر آلاف الأشخاص وانتشار لعناصر من «حماس»، و«الجهاد».
وأعلن في بيان لاحق وصول الرهينات دانييل جلبوع وكارينا أرئيف وليري ألباغ ونعمة ليفي الى الأراضي الإسرائيلية، حيث تم نقلهن على متن مروحية إلى مستشفى في بتاح تكفا وسط إسرائيل برفقة أفراد عائلاتهم. وعمّت أجواء الفرح «ساحة الرهائن» في تل أبيب، حيث تجمّع حشد من الإسرائيليين.
في المقابل، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 200 معتقل فلسطيني، تم استقبالهم في رام الله، حيث نزل عدد منهم من الحافلات، وهم يرتدون ملابس رياضية باللون الرمادي، قبل أن يُحمَل بعضهم على أكتاف المحتفلين الذين تجمعوا رافعين الأعلام الفلسطينية.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان: «بعد الانتهاء من الترتيبات اللازمة في السجون، ومصادقة السلطات السياسية، تم الإفراج عن المعتقلين من سجني عوفر وكتسيعوت»، مشيرة إلى أن عددهم 200.
وصل 70 معتقلاً من هؤلاء إلى مصر على متن حافلات، بحسب وسائل إعلام أكدت أنّ المعتقلين «المُبعدين» من إسرائيل، سيتمّ نقلهم إلى مستشفيات مصرية لتلقي العلاج.
وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحرّرين أمين شومان، إنّ هؤلاء المعتقلين المفرج عنهم سيختارون بعد ذلك «الجزائر أو تركيا أو تونس».
ومن بين الفلسطينيين المفرج عنهم السبت، هناك 120 معتقلاً يمضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية .. وذكر نادي الأسير الفلسطيني أن أقدم معتقل فلسطيني لدى إسرائيل محمد طوس ضمن دفعة السبت.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية، إن بعض المعتقلين الفلسطينيين سيعادون إلى غزة، والبعض الآخر إلى الضفة الغربية.
وهي الدفعة الثانية من التبادل بعد أسبوع على بدء تطبيق الاتفاق الذي تمّ برعاية أمريكية وقطرية ومصرية، وشملت الدفعة الأولى الأحد ثلاث إسرائيليات مقابل قرابة تسعين معتقلاً فلسطينياً.
وينص الاتفاق المؤلف من ثلاث مراحل، على وقف الأعمال القتالية وعلى انسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة.. وتمتد المرحلة الأولى على ستة أسابيع، وتشمل الإفراج عن 33 رهينة من غزة، في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.
كما ينص على أن يتم خلال المرحلة الأولى التفاوض حول المرحلة الثانية. وأفاد عضو المكتب السياسي في «حماس» باسم نعيم الجمعة، بأنّه «فور انتهاء هذه الخطوة تبدأ عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله»، مضيفاً أنّ لجنة مصرية قطرية «ستتولى الإشراف الميداني على تنفيذ الاتفاق، ومتابعة ومراقبة تنفيذ عودة النازحين من جنوب القطاع إلى الشمال عبر شارع الرشيد الغربي، حيث المفروض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم تطبيقاً للاتفاق».
غير أنّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد السبت، أنّ الدولة العبرية «لن تسمح بعبور سكان غزة إلى الجزء الشمالي من غزة حتى يتم ترتيب الإفراج عن الرهينة المدنية أربيل يهود التي كان يفترض أن يُفرج عنها اليوم».
وقالت «حماس» لاحقاً إن يهود «على قيد الحياة وبصحة جيدة»، وسيفرج عنها السبت.
كذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، السبت إنّ الجيش «قلق للغاية» بشأن «مصير» الرهينتين الطفلين المتبقيين في غزة.
وأضاف هاغاري «إسرائيل تصرّ على عودة كفير وأرييل بيباس». وأعرب عن «القلق العميق حول مصيرهما»، وكذلك مصير والدتهما شيري.
من جانبها، عبرّت عائلة الطفلين عن خيبة أملها من عدم إدراج اسميهما إلى جانب الرهائن اللواتي أفرجت حماس عنهن السبت.
وقالت العائلة في بيان «أصبنا بخيبة أمل كبيرة… كنا نأمل بأن نرى شيري والطفلين في القائمة التي كان من المفترض أن تشمل مدنيين».
وقبل الإفراج عن الإسرائيليات الأربع السبت، وصل العشرات من مقاتلي «حماس» و«الجهاد» الملثمين بكامل لباسهم العسكري إلى ميدان فلسطيني في المدينة. وكانوا يحملون بنادق وقاذفات صواريخ.
وكانت حماس نشرت الجمعة أسماء الرهينات الإسرائيليات الأربع اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و20 عاما.