فرجت قوات الاحتلال في ساعة مبكرة من فجر الإثنين عن القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار (61 عامًا) ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وبدت بيضاء الشعر نحيلة الجسد تكاد لا تقوى على السير.
وكانت إسرائيل اعتقلت خالدة جرار في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2023 من منزلها بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري.
وصدر بحقها أمر اعتقال إداري، وطيلة مدة اعتقالها كانت محتجزة في سجن الدامون شمال إسرائيل إلى جانب بقية الأسيرات الفلسطينيات.
إثر الإفراج عنها، أثارت صور خالدة استياء الشارع الفلسطيني، وتناقلها فلسطينيون بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مستنكرين ما وصفوه بـ”الجريمة الإسرائيلية”.
في حين ظهرت الأسيرات الإسرائيليات الثلاث اللاتي أطلقت “حماس” سراحهن الأحد في حالة جسدية ونفسية جيدة، ويرتدين ملابس نظيفة منمقة.
في المقابل، كشفت أسيرات فلسطينيات، عن تعرضهن لضرب وتنكيل وإهانات وتفتيش شبه عار قبيل الإفراج عنهن، فضلا عن الأوضاع المأساوية طيلة فترة أسرهن.
وقد صرحت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة : إن “السلطات الإسرائيلية مارست بحق خالدة جريمة مركبة حرمتها من الحياة والطعام والهواء”.
وتابعت “منذ 12 أغسطس (آب الماضي)، وضعت خالدة في العزل الانفرادي في إحدى أقدم وأسوأ الزنازين التي يمكن تخيلها في إسرائيل”.
و”مارست السلطات الإسرائيلية بحق خالدة كل قمع وتنكيل على كل المستويات من العزل الانفرادي إلى التجويع والحرمان من أدنى تفاصيل الحياة الإنسانية، وقرار العزل الانفرادي كان مفتوحًا”، حسب أماني.. ووفق نادي الأسير، أمضت خالدة غالبية سجنها في العزل الانفرادي.
“أموت يوميًا”
وفي أغسطس الماضي، قالت خالدة جرار في رسالة عبر محاميها، بعد زيارتها في العزل: “أموت يوميًا، فالزنزانة أشبه بعلبة صغيرة مغلقة لا يدخلها الهواء”.
وتابعت: “فقط يوجد في الزنزانة مرحاض وأعلاه شباك صغير، تم إغلاقه لاحقًا بعد نقلي بيوم واحد، ولم يتركوا لي أي متنفس، وحتّى ما تسمى بالأشناف (فتحات) في باب الزنزانة تم إغلاقها”.
“هناك فقط فتحة صغيرة أجلس بجانبها معظم الوقت لأتنفس، فأنا أختنق في زنزانتي وأنتظر أن تمر الساعات لعلي أجد جزيئات أوكسجين لأتنفس وأبقى على قيد الحياة”، كما أكدت خالدة.
من هي خالدة جرار ؟
خالدة جرار هي أسيرة سابقة تعرضت للاعتقال نحو خمس سنوات، وهي ناشطة حقوقية ونسوية.
وعلى مدار عمليات اعتقالها المتكررة واجهت إجراءات انتقامية، كان أقساها هو حرمانها من إلقاء نظرة الوداع على ابنتها التي توفيت خلال اعتقالها السابق.
وشغلت خالدة جرار منصب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير بعد حركة فتح.
وترأست مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، وانتخبت عام 2006 نائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني.