الدكتورة هند الرستماني اختصاصية إماراتية في الصحة النفسية، وهي المؤسّسة والرئيسة التنفيذية لعيادة أمان للعافية، وهي من العيادات الرائدة في مجال الصحة النفسية وتتخذ من دبي مقراً لها.
كرّست الدكتورة الرستماني مسيرتها المهنية لتبنّي منهجية شاملة فعّالة في التعامل مع الصحة النفسية لمساعدة الأفراد في التغلب على التحديات المختلفة والتمتع بالعافية في الأوجه المختلفة لحياتهم.
بدأت الدكتورة الرستماني مسيرتها الأكاديمية بطموحات للعمل في مجال الرعاية الصحية، حيث حصلت في البداية على درجة الماجستير في طب المناطق الحارة (أوما يُعرف بطب المناطق الاستوائية) من كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة (London School of Hygiene and Tropical Medicine) في لندن ببريطانيا، ثم نالت درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية من إمبيريال كوليدج لندن (Imperial College London) في المملكة المتحدة.
ومع مرور الوقت اكتشفت أنها تتمتع بشغف فطري بموضوع العافية النفسية الشاملة، وبالتالي اكتسبت المزيد من المؤهلات في هذا المجال المتخصص.. فقد حصلت على درجة الماجستير في الإرشاد النفسي من جامعة ويبستر (Webster University) من جنيف في سويسرا وشهادة لاحقة في تقنية إزالة الحساسية وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين (EMDR) والعلاج بالفن للبالغين والأطفال، كما أنها حاصلة على تدريب في العلاج بالقبول والالتزام (ACT) والعلاج بالفن للبالغين والأطفال.
تعمل الدكتورة الرستماني في الوقت الحاضر كمرشدة نفسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي متخصصة في مجموعة واسعة من مسائل الصحة النفسية، بما في ذلك القلق، والأمراض المزمنة، واضطراب الإحكام (التكيف)، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، والاكتئاب، والحزن والفجيعة، والصدمات النفسية واضطراب الكرب ما بعد الصدمة، وإدمان الإنترنت.. وهي تصمّم خططها العلاجية لتناسب الإحتياجات الخاصة لكل عميل بحيث تضمن توفير الرعاية والدعم الشخصيين له.
اكتسبت الدكتورة الرستماني طوال مسيرتها المهنية خبرة مميزة عبر العمل في بيئات متنوعة في مدينة جنيف بسويسرا.. وعملت كمرشدة اجتماعية في مركز تبيين للإرشاد النفسي والعائلي (12 عاماً)، وصقلت مهاراتها في تقديم التوجيه والدعم للأفراد والأسر ممن يعانون من صعوبات عاطفية ونفسية.
وعلاوة على ذلك، تمتد خبرتها إلى القطاع التعليمي الذي تركت فيه أثراً عميقاً على عافية الطلاب. فبصفتها مساعد نائب مدير الجامعة لشؤون الطلبة في جامعة زايد، فقد كان لها دور أساسي في إيجاد بيئة إيجابية وداعمة للطلبة.. وبالإضافة إلى ذلك، عملت كمديرة لمركز الإرشاد الطلابي في جامعة زايد، حيث أسهمت بفاعلية في تطوير برنامج إرشادي شامل وتنفيذه.
ومن خلال تولّي هذه المناصب، ساعدت العديد من الطلبة في التغلب على تحديات الحياة الأكاديمية والشخصية، وزوّدتهم بالأدوات اللازمة للنجاح والتفوق.
تشغل الدكتورة الرستماني عضوية مجلس إدارة مركز دبي للتوحد، وتنادي بإدماج الأفراد الذين لديهم طيف التوحد وتدافع عن عافيتهم، بالإضافة إلى أنها عضو في جمعية الإمارات للصحة النفسية للأطفال واليافعين.
وتسعى الدكتورة الرستماني من خلال مشروعها الجديد عيادة أمان للعافية إلى التوعية والتقليل من الحواجز المجتمعية المحيطة بالصحة النفسية، وتمكين الأفراد والعائلات من التغلب على التحديات التي تواجههم، والتمتع بالسلام الداخلي وعيش حياة مفعمة بالإنجازات.
وبهذه المناسبة كان لنا مع الدكتورة هند الرستماني هذا اللقاء :
- بدايةً، ما هو التوتر الموسمي؟ ولماذا يُعتبر ظاهرة تؤثر على الكثير من الناس؟
الدكتورة هند: التوتر الموسمي هو نوع من الاكتئاب المرتبط بتغيرات الفصول، يُعرف أيضًا بـ”الاضطراب العاطفي الموسمي”.. غالبًا ما يظهر في فصلي الخريف والشتاء، خاصة في المناطق التي يقل فيها ضوء النهار أو تتسم بأجواء ضبابية وممطرة. السبب الدقيق لهذه الظاهرة غير معروف، لكن الأبحاث تشير إلى تأثير قلة الضوء على مستويات السيروتونين وفيتامين د في الجسم، مما يؤثر سلبًا على المزاج والطاقة.
- ما هي الأعراض التي قد يلاحظها الشخص المصاب بالتوتر الموسمي؟
الدكتورة هند: تتراوح الأعراض بين تقلبات المزاج، انخفاض الطاقة، اضطرابات النوم كالأرق أو النوم المفرط، وزيادة الشهية، خاصةً للأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مما يؤدي أحيانًا إلى زيادة الوزن.
كما قد يعاني الشخص من صعوبة في الاستمتاع بنشاطاته اليومية، ويميل إلى العزلة.
- كيف يمكن أن تؤثر هذه الأعراض على الحياة العملية والاجتماعية؟
الدكتورة هند: التوتر الموسمي يؤثر بشكل كبير على الإنتاجية والكفاءة في بيئة العمل، حيث يُلاحظ انخفاض التركيز والتحفيز.. اجتماعيًا، قد تتفاقم الضغوط خلال التجمعات العائلية والمناسبات بسبب التوقعات الاجتماعية والخوف من الأحكام، مما يزيد من الرغبة في الانعزال.
- ما هي الحلول التي يمكن أن تساعد الأفراد في التغلب على التوتر الموسمي؟
الدكتورة هند: الحلول تتضمن تغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل:
*التعرض لضوء النهار الطبيعي
*ممارسة الرياضة بانتظام
*تناول أطعمة غنية بالفيتامينات
- التحدث مع المقربين لتخفيف الضغوط النفسية
*قضاء وقت بعيد عن وسائل التواصل الاجتماعي والاسترخاء
*ممارسة الهوايات مثل الرسم أو القراءة
كل هذه العادات تعزز التوازن النفسي وتساعد في إدارة المشاعر. - وماذا عن الحالات التي لا تنجح معها هذه الحلول البسيطة؟
الدكتورة هند: في الحالات الشديدة، قد يحتاج الشخص إلى تدخل طبي، مثل:
*العلاج بالضوء لتحفيز التغيرات الكيميائية في الدماغ وتحسين المزاج
- الأدوية المضادة للاكتئاب تحت إشراف طبيب نفسي
- العلاج السلوكي المعرفي لتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية.
- هل يمكن أن نعتبر هذا الموسم فرصة لتحسين الذات بدلًا من التوتر؟
الدكتورة هند: بالتأكيد.. يمكن استغلال هذا الوقت في مراجعة الذات، الاحتفاء بالإنجازات، وتعزيز روح الامتنان.. هذه الممارسات تساعد على تحويل هذه الفترة إلى فرصة للتطور الشخصي.
- شكرًا لك دكتورة هند على هذه المعلومات القيمة.. هل من كلمة أخيرة للمشاهدين؟
الدكتورة هند: شكرًا لكم.. أود أن أُذكّر الجميع بأن طلب المساعدة ليس ضعفًا، بل خطوة نحو العافية النفسية.. اعتنوا بأنفسكم واحتفوا بإنجازاتكم مهما كانت صغيرة.