دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة من بيروت إلى الإسراع في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، ضمن المهل المتفق عليها.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني جوزاف عون في القصر الرئاسي قرب بيروت “تم تحقيق نتائج.. لكن يجب تسريع العملية وتأكيدها على المدى الطويل.. يتعين أن يكون هناك انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وأن يحتكر الجيش اللبناني بشكل كامل السلاح”.
وأعلن ماكرون من بيروت عن مؤتمر دولي تعتزم باريس استضافته خلال “الأسابيع المقبلة” بهدف “إعادة إعمار” لبنان، بعدما أحدثت المواجهة الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل دمارا واسعا في مناطق عدة.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني جوزاف عون في القصر الرئاسي قرب بيروت “على المجتمع الدولي أن يعد لدعم واسع من أجل إعادة إعمار البنى التحتية”.
من جهته، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، نواف سلام، الجمعة أن لديه تصورا أوليا لشكل الحكومة سيعرضه على الرئيس جوزيف عون، مؤكدا أنه لا أحد سيسمح بتعطيل عملية تشكيل الحكومة.
جاءت تصريحات سلام خلال مؤتمر صحفي عُقد عقب لقائه برئيس مجلس النواب، نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة غرب بيروت.
وقال سلام: “أنا والرئيس بري نقرأ من كتاب واحد، وهو الدستور، وسأبقى على تواصل معه حتى تشكيل الحكومة”.
وأوضح أن الاستشارات النيابية لم تنته (الخميس)، مشيرا إلى أن هناك إجماع بين الكتل النيابية على ضرورة الإسراع في النهوض بالبلاد والعمل على الإنقاذ.
وأضاف سلام: “لا خيار أمامنا سوى التفاهم، ولا أحد سيعطل، ولا أحد سيسمح بتعطيل تشكيل الحكومة”.
وأشار إلى أنه سيعرض تصورا أوليا للحكومة على الرئيس عون.
من جهته، وصف رئيس مجلس النواب، نبيه بري، اللقاء مع الرئيس المكلف بـ”الواعد”، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي.
وكان سلام أنهى الخميس، اليوم الثاني من الاستشارات النيابية غير الملزمة لتشكيل الحكومة، في ظل مقاطعة من نواب الثنائي الشيعي الممثلين بكتلتي “الوفاء للمقاومة” التابعة لـ”حزب الله” و”التنمية والتحرير” التابعة لـ”حركة أمل”.
والاستشارات النيابية لتشكيل حكومة تستند إلى المادة 64 من الدستور اللبناني، ورغم ذلك فإن رئيس الوزراء ليس ملزما من الناحية الدستورية بترشيحات الكتل النيابية والنواب للحقائب الوزارية.
لكن هذه الاستشارات تعد جزءا من الأعراف السياسية اللبنانية، وتُساعد رئيس الوزراء المكلف على فهم أولويات الكتل النيابية واتفاقهم أو اختلافهم على شكل الحكومة (تكنوقراط، سياسية، مختلطة).
وغالبا ما تطرح الكتل النيابية أسماء مرشحين للوزارات أو تعلن حقائب وزارية ترغب في الحصول عليها، وتسهم هذه الاستشارات في تسهيل حصول الحكومة على ثقة البرلمان لاحقا.
ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة إلى بيروت، في زيارة سيؤكد خلالها دعم بلاده القادة الجدد وجهود تشكيل حكومة قادرة على فتح صفحة جديدة في تاريخ البلد الصغير الذي عصفت به أزمات متلاحقة منذ زيارته الأخيرة.
وحطت طائرة الرئيس الفرنسي قرابة السابعة صباحا في مطار رفيق الحريري في بيروت، حيث كان في استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أن تشمل لقاءاته أيضا خلال الزيارة التي تستمر 12 ساعة قادة اللجنة المشرفة على تطبيق وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، إثر مواجهتمها الأخيرة.
وترأس فرنسا مع الولايات المتحدة اللجنة التي تضم كذلك قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) مع لبنان وإسرائيل.
وتتزامن زيارته مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي وصل مساء الخميس وقد يلتقيان في لبنان على ما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي.
وتهدف زيارة ماكرون إلى “مساعدة” نظيره اللبناني جوزيف عون الذي انتخب قبل أسبوع بعد أكثر من سنتين على شغور سدة الرئاسة، ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، على “تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته”، بحسب ما أعلن الإليزيه.
وتنوّه دوائر الإليزيه بالتطوّرات الأخيرة في البلد المتوسطي الصغير والذي يكتسي “قيمة رمزية وأخرى استراتيجية خاصة في الشرق الأوسط الحالي”.
وسعى ماكرون جاهدا في السنوات الأخيرة لإيجاد حلّ في لبنان الغارق في أزمات متلاحقة.. وكان زار البلاد مرتين عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020، لدعم انفراج سياسي تعذّر عليه تحقيقه حينها، وسط انقسام سياسي حاد بين الفرقاء السياسيين .