مع اقتراب نواف سلام من تولي رئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، فإن القاضي الذي يترأس محكمة العدل الدولية منذ فبراير/ شباط الماضي تنتظره تحديات جمة بالنظر إلى الأوضاع الخاصة التي يعيشها لبنان.
ولد نواف سلام في 15 ديسمبر / كانون الأول عام 1953 في بيروت من عائلة سياسية معروفة، فوالده عبدالله سلام أحد مؤسسي شركة طيران الشرق الأوسط، وهي شركة الطيران الوطنية اللبنانية، ومثّل العائلة في مجلس إدارتها ما بين 1956 و1983.
أما جدّه سليم علي سلام، الذي كان رئيساً لبلدية بيروت كما شغل عدة مناصب أخرى في لبنان. وعمّه هو صائب سلام، الذي ترأس الحكومة اللبنانية 4 مرّات في الفترة ما بين 1952 و1973، وترأس ابن عمّه تمام سلام الحكومة في الفترة 2014 و2016.
ووفق وسائل الإعلام اللبنانية فإن نواف سلام يتمتع بشعبية في صفوف الشباب والتغييريين.
الدراسة
بدأ نواف سلام مساره الأكاديمي بحصوله على دبلوم من مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس عام 1974 ثم دكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون في باريس عام 1979.
كما حصل بعد ذلك على شهادة في القانون من جامعة بيروت عام 1984 ثم ماجستير في القانون من كلّية الحقوق بجامعة هارفارد عام 1991 ثم دكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992.
سيرته المهنية
وبدأ سلام مساره المهني في مجال القانون عام 1984 محامياً بالاستئناف وعضواً في نقابة المحامين في بيروت ومستشاراً وممثّلاً للعديد من الهيئات الدولية والمحلية والعامة والخاصة في بيروت في فترتين (1984ـ1989) و(1992ـ2007). وعمل في مدينة بوسطن الأمريكية ممثّلاً قانونياً لعدد من المؤسسات الدولية في الفترة ما بين (1989ـ1992).
كما عمل في المجال الأكاديمي، كمحاضر في جامعة السوربون من عام 1979 إلى عام 1981، حيث درس التاريخ المعاصر للشرق الأوسط، وفي عام 1981 كان زميلاً زائراً في مركز ويذرهيد للشؤون الدولية بجامعة هارفارد، وبين عامي 1985 و1989 عمل محاضراً في الجامعة الأمريكية في بيروت.
وبعد عودته إلى بيروت عام 1992، عمل محامياً في مكتب تكلا للمحاماة، وبالتوازي مع ممارسته القانون، بدأ تدريس القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت وترأس قسم الدراسات السياسية والإدارة العامة في الجامعة ذاتها في الفترة 2005ـ2007.
وعمل محاضراً في جامعات عدّة منها كلية الحقوق في جامعة هارفارد وكلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا ومعهد السلام الدولي في نيويورك وكلية الحقوق بجامعة «ييل» وجامعة «فرايبورغ» الألمانية وجامعة بوسطن، وفي جامعات عربية في الرباط والقاهرة وأبو ظبي.
كما انتخب عضواً في المكتب التنفيذي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان ما بين 1999 و2002، وكانت مهمّة هذا المجلس هي تقديم المشورة والاقتراحات والتوصيات في المشاريع ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي التي ترده من الحكومة.
وعيّنه مجلس الوزراء اللبناني عام 2005 عضواً ومقرّراً في الهيئة الوطنية لإصلاح قانون الانتخابات، إذ أسهم في إعداد مسودة قانون انتخابي جديد بعد إنهاء سوريا وجودها العسكري في لبنان.
رئيس محكمة العدل الدولية
انتخب سلام رئيساً لمحكمة العدل الدولية في لاهاي في فبراير/شباط 2024 لـ3 سنوات بعد انتهاء ولاية الرئيسة الأمريكية القاضية جون دونوغيو، ليصبح بذلك ثاني عربي يترأس هذه المحكمة منذ إنشائها عام 1945. وكان سلام انضم عام 2018 إلى هذه المحكمة التي تتألّف من 15 قاضياً يتم انتخابهم من قبل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
السلك الدبلوماسي
وشغل نواف سلام منصب سفير وممثّل دائم للبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017 وممثّله في مجلس الأمن.
وكذلك رئيس مجلس الأمن (2010 ـ 2011).
كما كان عضواً في بعثات ميدانية لمجلس الأمن إلى دول عدّة كإثيوبيا والسودان وكينيا أوغندا وأفغانستان.
وله العديد من المؤلفات والمقالات في مجالات القانون الدولي والدستوري والسياسة والتاريخ.