أدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اليمين الدستورية الجمعة لولاية ثالثة مدتها ست سنوات، فيما وصفت المعارضة تنصيبه بأنه “انقلاب”.
وقال أمام الجمعية الوطنية “أقسم بأن هذه الفترة الرئاسية الجديدة ستكون فترة السلام والرخاء والمساواة والديموقراطية الجديدة”، ليعلنه بعدها رئيس الجمعية خورخي رودريغيز “رئيسا دستوريا”.
وبعد أن وضع حول عنقه وشاح الرئاسة وقلادة مفتاح تابوت سيمون بوليفار، أضاف مادورو “قولوا ما تشاؤون.. لكن هذا التنصيب الدستوري تم رغم كل شيء وهو انتصار كبير للديمقراطية الفنزويلية”.
وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفنزويلي بتنصيبه لولاية ثالثة، فيما شارك رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين في حفل التنصيب في كراكاس.
حضر المراسم أيضا معظم الشخصيات الحكومية الفنزويلية، بينها وزير الداخلية ديوسدادو كابيلو ووزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز، الشخصيتان الرئيسيتان في قمع الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات.
في المقابل أعلن المعارض الفنزويلي إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي يدعي الفوز في الانتخابات الرئاسية في تموز/يوليو، أن مادورو “توّج نفسه ديكتاتورا” في حفل تنصيبه الجمعة.
وقال غونزاليس أوروتيا في شريط فيديو “اليوم في كراكاس، انتهك مادورو الدستور والإرادة السيادية للشعب الفنزويلي التي تم التعبير عنها في 28 تموز/يوليو.. إنه ينفّذ انقلابا ويتوّج نفسه ديكتاتورا”.
وأكد المعارض الفنزويلي أنه “الرئيس المنتخب”، داعيا الجيش إلى “عصيان الأوامر غير القانونية” الصادرة عن السلطة الحالية.
من جهتها استبعدت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو الجمعة أي عودة فورية إلى فنزويلا لغونزاليس أوروتيا.
وقالت إن غونزاليس أوروتيا “سيأتي إلى فنزويلا لأداء القسَم رئيسا دستوريا لفنزويلا في الوقت المناسب، عندما تكون الظروف مناسبة.. ليس هذا الوقت المناسب لعودة إدموندو إلى فنزويلا”.
وأضافت ماتشادو أن “النظام فعّل كامل منظومة الدفاع الجوي”، وأنها طلبت من غونزاليس أوروتيا عدم العودة إلى فنزويلا “لأن سلامته (الجسدية) ضرورية لإلحاق الهزيمة النهائية بالنظام والانتقال إلى الديموقراطية التي باتت قريبة جدا”.
بدوره، قال تحالف المعارضة الرئيسي “بلاتافورما يونيتاريا” في بيان “لقد تم تنفيذ انقلاب”، منددا بـ”اغتصاب السلطة من جانب نيكولاس مادورو المدعوم بالقوة الغاشمة، متجاهلا السيادة الشعبية التي تم التعبير عنها بقوة في 28 تموز/يوليو”.
وأضاف أن غونزاليس أوروتيا “هو الذي يجب أن يُنصَّب اليوم أو غدا”.
أغلقت قوات الأمن المنطقة المحيطة بمقر الجمعية الوطنية في وسط كاراكاس، فيما بث التلفزيون الرسمي صورا لمئات من أنصار مادورو وهم يتظاهرون في الشوارع.
كما أغلقت الحكومة الحدود مع كولومبيا فجر الجمعة، مشيرة إلى “مؤامرة دولية تهدف إلى زعزعة سلام الفنزويليين”.
وقد ندّدت الولايات المتحدة بـ”مهزلة” تنصيب مادورو، وفرضت عقوبات جديدة على كراكاس رافعة إلى 25 مليون دولار المكافأة مقابل الإدلاء بأي معلومات تؤدي إلى محاكمة الرئيس الفنزويلي.
ووصفت لندن نيكولاس مادورو بأنه “غير شرعي” وفرضت عقوبات على 15 شخصية بارزة في إدارته.
بدورها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كايا كالاس أن مادورو “لا يتمتع بأي شرعية ديمقراطية”.
وأضافت كالاس في بيان باسم دول الإتحاد ال27 أن “الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب من يدافعون عن القيم الديموقراطية في فنزويلا”.
أتى التنصيب غداة يوم من احتجاجات المعارضة ضد فوز الزعيم الاشتراكي البالغ 62 عاما في الانتخابات التي جرت في 28 تموز/يوليو، وأعقبتها اضطرابات دامية واعتقال الآلاف.