عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ،يوم الخميس 19 ديسمبر 2024، بمقرها في الرباط، المنتدى الدولي “اللغة العربية وصناعة المحتوى الهادف”، في إطار الإحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، بمشاركة نخبة من صناع المحتوى الذين اشتهروا بتقديم محتوى هادف بالعربية الفصحى.
وقد استهلت الجلسة الافتتاحية للمنتدى بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة للدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ألقاها نيابة عنه الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير للإيسيسكو، حيث أكد أهمية موضوع المنتدى في ظل عالم يشهد تناميا في مجال الاتصال والمعلومات، الأمر الذي يبرز مكانة اللغة كأداة قوية للتواصل.
وأوضح أن تنظيم المنتدى يأتي في إطار إيمان الإيسيسكو بالعلاقة التكاملية بين اللغة العربية وصناعة المحتوى الهادف، ولبيان إسهامات لغة الضاد في أحدث مستجدات العمل الإعلامي وأدواته وهي صناعة المحتوى، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور اللغة العربية في حفظ وصون الهوية الحضارية للعالم الإسلامي.
وأشار إلى أن اللغة العربية من منطلق عالميتها، يجب أن تسهم في صناعة محتوى هادف يعزز مكانتها الدولية والتفاهم والتبادل الثقافي، وأبرز الحاجة الماسة للغة مؤهلة لدعم صناعة محتوى هادف يقدم معلومات تعتمد حقائق غير منحازة، وتنبني على أدلة معتبرة وموضوعية، وذلك في ظل الثورة الاتصالية والتقنية.
وفي الكلمة التي ألقتها نيابة عن السيد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية، أبرزت السيدة سميرة ماليزي، الكاتبة العامة لقطاع الثقافة بالوزارة، أن اللغة العربية تعد رابطا تواصليا ومعرفيا في منطقة جغرافية مترامية الأطراف، ونوهت بدور اللغة العربية في صون الهوية الوطنية وتعزيز التنوع الثقافي في المغرب.
عقب ذلك جرى الإعلان عن الفائزين في مسابقة “مذيع الإيسيسكو الصغير” التي نظمها مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها لفائدة الأطفال الناطقين بغير العربية لتشجيعهم على ممارسة لغة الضاد وإتقانها، وشهدت مشاركة 200 طفل من 23 دولة، وتم تسليم الجوائز للفائزين، حيث فاز الطفل حسام مصطفى من كندا، بالمركز الأول، فيما فازت عائشة تيمور من تركيا بالمركز الثاني، والطفل محمد أسلم من ماليزيا، بالمركز الثالث.
ثم بدأت أعمال الجلسة الحوارية الأولى حول صناعة المحتوى الخاص باللغة العربية وآدابها، وشهدت استعراض مجموعة من صانع المحتوى من السعودية وموريتانيا وسوريا وفلسطين، تجاربهم الملهمة ومبادراتهم في هذا الصدد، أعقبتها جلسة بعنوان “صناعة المحتوى الثقافي العام باللغة العربية الفصيحة”، شهدت مناقشات ثرية بين صناع محتوى من الأردن والمغرب وتركيا، حول التحديات التي تواجههم وسبل تجاوزها.
وتوجت أعماله المنتدى بإصدار حزمة من التوصيات أبرزها: العمل على ضمان استمرار لغة الضاد وريادتها في صناعة المشهد الثقافي العالمي، وضرورة دعم صناعة المحتوى الهادف وتطويره بما يلبي عراقة اللغة العربية وحمولتها الحضارية، واستثمار المحتوى المرئي في تعزيز مكانة لغة الضاد دوليا.