هل يمكن للعين أن تجابه المخرز إلا بإعجاز .. وهل يا ترى هناك سحرا في عكّازْ.. فما نراه يفوق الخيال في إنجاز !!!
فبعد أكثر من عام على القتل والدمار مازال الغيث يأتي بثوبٍ من مطرٍ مباركٍ ورٓزازْ ..رغم أن كل مقومات الحياة التي أُعدمت بوحشية وانتفت بقوة البارود والنار والكاز ..إلا أرواح من راحوا التي مازالت تحوم فوقنا ، محلقّةٌ كما النسر البازْ ..بل كما الطير الفينيق الذي يولد من الرماد، ليقتل للشياطين طغيانهم ويدفن ما في أصوات بغيهم من نشاذ …
إنها إرادة الله بلا شك هي من تجعل من فعل العين إعجازًا ما بعده ولا قبله إعجاز …
هنيئاً للصابرين إن صبروا قالها تعالى لأولى الألباب ..وبفصاحة لغة القرآن قرأناها في قدسيةٌ الكتاب ..ورب فئة صغيرة غلبت فئة كبيرة بإذن رب البشر ، وهذه الأطياب ..نعم هي أم المعارك تدور اليوم بين أهل الباطل وكل من للحق من أصحابٍ وطلاّب .. هي أم المعارك بين شياطين هذه الأرض من طواغيثٍ وأفاعي وذئابْ .. وبين أحرارٍ تمسكوا بالعروة الوثقى للإنسانية بكل مافيها من قيمٍ للخالق الوهّاب…
ها قد طغوا وبغوا وقتلوا ودمرّوا وأرهبوا ولم يستثنوا بشراً ولا حجر ..ولا مدناً ولا شوارعاً ولا بيوتاً تشرق عليها شمساً ويغفوا فوقها قمر ، فحرقوا الحقول والسهول ، وكل ما في الجبال من شجر ..ولم يرف لهم جفنُ عينٍ في بُعدْ أو قُصرِ نٓظٓرْ …
هـؤلاء هم شياطين هذه الأرض، هـؤلاء هم بالله وقيمه من قد كفر ..فكيف يا ترى يمكن لأهل الحق أن يوقفوا هكذا خطر ..أن يلجموا هذا الجبروت من الظفر ..إلا أن يقفوا وقفة الرجل الواحد كما أيوب الذي بقضاء الله ربه آمنٓ ومن ثم صٓبرْ.. فنال بذلك رضى الله بما أمر …
أوليس الحق وأهل الحق لغالبون ، مهما طال زمن أو قَصرْ …أو ليس التاريخ قال لنا الكثير من العبر ..فقد مرّٓ من قبلهم من أمثالهم غجراً وتٓترْ ..وسقطوا وهاهم اليوم بلا خبرٍ ولا أثرْ …
أين نحن بين الطغيان والطوفان ؟؟؟ وما الذي سيحدث اليوم والغد بين أهل الشر وأهل الخير مكاناً وزمان ..وكيف ستكون بعد هذه المجابهة الأوطان ؟؟؟
فهل يا ترى سنرى الحق يحقُ في الأرض محلقاً في العنان ..والأمن في البيوت والبنيان ..وكيف سوف يحيا في النفوس الأمان ..وكيف تتألق الإنسانية ، بتألق القيم ويتألق بها الإنسان .. وكيف سيزهق أهل الباطل زهوقاً ، لم يكن في الحسبان .. وكيف سيكون هناك لأهل الحق انتصارا ، كما الشمس الساطعة في نيسان …
أين نحن اليوم وقانون الغاب هو العنوان .. والشيطان مازال يعربد ويتغطرس ويستحم في دماء مٓنْ كانْ ..أننا أيها السادة في زمن فاق في عهره كل العصور وكل الأزمان …
الواقع والحقيقة تقول بأن الحرب لن تأتي لنا لا بالأمان ولا بالسلام .. فجربناها وحشدنا لها بكل ما لدينا من جيوش وأموالٍ وأقوام .. ودفعنا من الأثمان أغلاها ، أرواحاً ونفوساً بالأكوام ..والنتيجة دائماً كانت ومازالت مكانك راوح ، وكأننا نتقدم للوراء لا للأمام ..فعبثاً حاولنا وفشلنا بشهادةٌ المعارك التي خضناها أياماً وتواريخاً سجلته الأعوام ..والسبب في ذلك بأننا ما كنا يوماً على قلباً واحداً كرجلٍ واحدٍ إمام ..وأقصد هنا دولنا وحكوماتنا المبعثرة والمنشورة المنثورة على أطراف بلاد الشام ..من جبل طارق حتى حدود بني هشام وهمام وضرغام ..لهذا وجب علينا أن نحارب بالسلام ، بكل ما يملك هذا السلام من قوة وأدواتٍ عٍظام ..وهذا يتجلى بعلمٍ ومعرفة ووعيٍ نتحدى بهم كل الإنام ، فنحن نعرف بأن هكذا سلام وهكذا سلاح يقتل المعتدي بإيلام ما بعده إيلام .. ( قال الراحل حافظ الأسد يوماً في مقابلة مع محطة ال ABC الامريكية في جوابه : نحن نريد السلام فإذا كان السلام يقتلهم فهذا شأنهم ) ، وهنا بيت القصيد فلا مخرجاً لهذا العدو إلا الرضوخ والاستسلام ..مهما كان هذا العدو شراً مستطيراً ، لا يُقاوم حتى في الأحلام …ولهذا يجب الإقرار بأنه من المستحيل أن تدحر ظالم بعين يحميها جفناً فقط في مواجهة مخرزٍ كله إيلام ..أو أن ننير بشمعة مهما عَظّمٓ تكوينها ونورها أن ننهي هكذا ظلمٍ وهكذا ظلام…
لهذا لا راياتاً بيضاء ستُرفع ، ولا للهزيمة سنحمل أعلام.. بل عملاً متكاملاً حضارياً يجمعنا معاً هو للشجعان سلام لا إستسلام …
وداوي بالتي هي الداء فلتكن إرادتنا الصلبة هي أرضنا والسماء ..والسلام بيدٍ والإيلام بيدٍ أخرى، وهذا هو الداوء .. فهل سنجتمع يا ترى على رأيٍ سواء ..أما كفانا مذلةً في قضاء ..أما كفانا تبعيةٌ في شقاء ..أما كفانا أن نرى أطفالنا ونساؤنا وشيوخنا أشلاء ..أما كفانا دماراً ودماء …
لنقوم قومة الرجل الواحد الإمام نرتجي سلاماً لا إستسلام، هو الإيلام الذي نصبوا إليه إيلام كله سلام ..سلاحنا وحدة الكلمة والإرادة لهكذا قرار ومقال يتجلى مقام …
بوركت السواعد الأبية للأحرار في لبنان ..فها هم بالإيلام يردعون محتلٍ ويرتجون سلام.. وبوركت كتائب القسم والقسّام فهم يدافعون عن أرضهم وشعبهم بكل ما أوتوا به من سيفٍ وحسام …
كان الله مع كل من يدافع عن أرضهِ وشعبه وعرضه وهدفه السلام ..فهؤلاء يدفعون عن أوطانهم شر ظالم وسواد ظلام .. ورحم الله شهداء هذه الأمة فهؤلاء هم العِظامْ العِظامْ .. وما إستشهدوا إلا لتكون أوطاننا هي أرض السلام .