شاركت النائبة العربيّة في الكنيست الإسرائيليّ، عايدة توما-سليمان، عن الجبهة والعربية للتغيير في مؤتمر “التضامن مع الشعب الفلسطيني ومن أجل تحصيل حقوقه” وذلك بدعوة من كتلة أحزاب اليسار في البرلمان الأوروبي.
وكان المؤتمر قد عقد في مقر البرلمان الأوروبي بمدينة بروكسل (بلجيكا)، وبمشاركة مجموعة من قوى اليسار الأوروبية وأعضاء برلمان ونشطاء من حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وشاركت النائبة توما سليمان في احدى جلسات المؤتمر إلى جانب المقررة الخاصة للأمم المتحدة عن المناطق الفلسطينية المحتلة، ومديرة الأونروا في اوروبا وسفيرة دولة فلسطين في بلجيكا الدكتورة أمل جادو، ونواب برلمان اوروبي حيث ألقت خطابًا تطرق إلى مجمل تداعيات الحرب التي تشنها حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلية على الشعبين الفلسطيني واللبناني وما تتطلبه المرحلة من تضامن دولي وأوروبي تحديدا.
وأكّدت توما سليمان في خطابها أنّ حكومة بنيامين نتنياهو “رأت في هذه اللحظة فرصة تاريخية حقيقية لها اذ استغلت مشاعر الخوف والمعاناة التي انتشرت في المجتمع الإسرائيلي بعد هجمات السابع من أكتوبر.
وجيّرت الحكومة هذه المعاناة والخوف لتنفيذ رؤية قديمة لليمين المتطرف، هذه الحكومة التي يمكن وصفها بأنها فاشية، تتبنى سياسة الاحتلال المستمر والاستعمار للأراضي الفلسطينية، وتهدف إلى التهجير والتطهير العرقي في المناطق الفلسطينية”.
وأشارت النائبة إلى تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي قال الأسبوع الماضي إنّ “وجود ترامب في البيت الأبيض يمثل فرصة للمضي قدمًا في محاولات ضم الضفة الغربية”، مؤكدة أنّ “هذا الأمر يجب ألّا يفاجئ أحدًا.. إذا عدنا إلى بداية تشكيل هذه الحكومة قبل عامين، نجد أنّ الاتفاق الائتلافي يحتوي على بنود تتحدث عن ضم أجزاء من الضفة الغربية”.
وأضافت: “سموتريتش تحدث عن الضم قبل أحداث السابع من أكتوبر بوقت طويل. لقد طلب أنْ يكون وزيرًا في هذه الحكومة ومسؤولاً عن القضايا المدنية للفلسطينيين تحت الاحتلال منذ عام 1967 لأنّه كان يخطط لهذا الضم”، وأضافت أن وجود ترامب في البيت الأبيض سيوفر لهذه الحكومة دعمًا لا نهاية له.
كما وجهت توما-سليمان رسالة للمجتمع الدولي، دعت فيه إلى تعزيز الجهود لوقف حرب الإبادة على غزة والتصعيد الخطير الرامي إلى اشعال حرب اقليمية.
وفي معرض الخطاب توجهت توما-سليمان لحركة التضامن العالمية قائلة: ” لقد أدهشتنا حركة التضامن العالمية منذ بداية هذه الحرب بزخمها ونشاطها، وأود أن أقول لكم إننا اليوم بحاجة إلى تضامنكم أكثر من أيّ وقت مضى لأنّ هذه الحرب لن تتوقف بدون ضغطكم”.
وأضافت: “نشطتم دومًا لمواجهة الحكومة الإسرائيلية وسياساتها العسكرية، ونحن نطلب منكم أن تستمروا في هذا، لكننا نطلب منكم أيضًا أن تواجهوا حكوماتكم”. ودعت إلى ممارسة الضغط على الحكومات الأوروبية لتغيير موقفها الداعم للحرب بإتجاه ممارسة الضغوطات على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب.
واختتمت توما-سليمان كلمتها بالحديث عمّا يتعرض له الفلسطينيون المواطنين في اسرائيل حيث يواجهون سياسات عنصرية وقوانين تهدف إلى تهميشهم وقمعهم، مؤكدة أنّهم “ليسوا فقط أقلية وطنية، بل أقلية تدعو إلى السلام ومناهضة الاحتلال”. ولفتت إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية “تحاول منع تمثيل الفلسطينيين في الكنيست من خلال اقتراح القانون الذي تبحثه الكنيست هذه الأيام”.
وخلال زيارتها، عقدت توما-سليمان سلسلة اجتماعات مع حزب العمال البلجيكي ونواب في البرلمان البلجيكي والاوروبي، وحركات تضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني وآخرين مناهضين للحرب على غزة ولبنان .. وناقشت هذه الاجتماعات دور الأحزاب والحركات الأوروبية في تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضرورة تكثيف الجهود للضغط على الحكومات الأوروبية.