وجه برلمانيون لبنانيون، الجمعة، نداء عاجلا إلى مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” أودري أزولاي، طالبوها فيه بالتحرك لحماية المواقع الأثرية ببلدهم من الاعتداءات الإسرائيلية باعتبارها تراثا مشتركا للبشرية.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن البرلمانية نجاة عون صليبا والبرلماني ملحم خلف سلما وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، اليوم، رسالة موجهة إلى مديرة اليونسكو أزولاي وقعها معظم أعضاء البرلمان والكتل النيابية في البلاد.
وأضافت أن الرسالة “تتضمن نداء عاجلا وملحّا من هؤلاء البرلمانيين إلى أزولاي لحماية التراث المشترك للبشرية، في ظل الخطر الكبير المُحدق بالمواقع الأثرية في مدن بعلبك (شرق) وصور وصيدا (جنوب) وغيرها من المعالم جرّاء العدوان الإسرائيلي على لبنان”.
ودعا هؤلاء البرلمانيون في رسالتهم منظمة اليونسكو ومديرتها أزولاي “إلى الاستجابة لهذا النداء العاجل وإعطاء الأولوية لحماية هذه المواقع التاريخية في إطار مسؤوليتهما بالدفاع عن هذه الرموز التي لا تقدر بثمن”.
وطالب البرلمانيون أزولاي بـ”تعبئة سلطة اليونسكو وتأمين الانتباه الدولي واتخاذ التدابير الحمائية كافة للمواقع التاريخية في لبنان باعتبارها جزءا من الحضارة الإنسانية والتراث العالمي المشترك”.
من جانبه، وجه الوزير بو حبيب بعثة لبنان الدائمة لدى اليونسكو في باريس بتسليم الرسالة إلى أزولاي، وفق المصدر ذاته.
وفي الفترة الأخيرة، حذر مسؤولون لبنانيون من تدمير الغارات الإسرائيلية لمعالم تاريخية في البلاد، بعدما ألحق بعضها بالفعل أضرارا كبيرة بعدد منها.
ففي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات عنيفة على حي الآثار بمدينة صور، الذي يُعد وجهة سياحية مهمة، حيث يضم مواقع أثرية بارزة تعود للحضارتين الفينيقية والرومانية.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن إصابة 4 أشخاص، وأثارت قلقا على آثار هذا الحي التاريخي.
وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ألحقت غارات إسرائيلية على قضاء بعلبك أضرارا بمواقع أثرية، بينها “قبة دوريس” الواقعة في بلدة دوريس.
ويعود تاريخ بناء هذه القبة إلى العصر الأيوبي في القرن الثالث عشر الميلادي، حيث تم تشييدها باستخدام مواد منقولة من الآثار الرومانية القديمة، ما يضفي عليها قيمة تاريخية مزدوجة.
إذ تضررت أعمدة هذا المبنى التاريخي، وبدأت الحجارة تتساقط منه تحت وطأة الغارات الإسرائيلية الضارية.
وفي 6 أكتوبر، تصاعدت سُحب الدخان جرّاء قصف إسرائيلي خلف الأعمدة الرومانية الأثرية بقلعة بعلبك، المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي منذ 1984.
وحينها، حذّر محافظ بعلبك الهرمل بشير الخضر، في تصريحات صحفية، من أنه قد يكون لغارات مماثلة أثر سلبي على القلعة، سواء من الدخان الأسود الذي يؤثر على الحجارة، أو من قوة الانفجار الذي قد تؤثر ارتجاجاته على الموقع.
فيما أكدت اليونيسكو، عبر بيان، أنها تتابع عن كثب تأثير الأزمة الجارية في لبنان على مواقع التراث الثقافي، بما في ذلك مواقع التراث العالمي.