
عادت عائشة القذافي، ابنة الزعيم الراحل معمر القذافي، إلى الواجهة من جديد، وذلك بعد ظهورها في معرض فنّي تستضيفه العاصمة الروسية موسكو، حيث عرضت لوحات أرادت من خلالها التعبير عن مواجعها وتوثيق مأساة عائلتها خلال الصراع الليبي الذي أطاح بنظام والدها في ثورة فبراير عام 2011.
وقالت عائشة القذافي، التي حضرت المعرض بنفسها، إن مشاركتها في هذا المعرض جاء لإحياء ذكرى وفاة والدها وشقيقها المعتصم باللّه اللذان قتلا في 20 أكتوبر 2011، مشيرة إلى أن لوحاتها تجسّد الذكريات المؤلمة التي عاشتها عائلتها خلال سنوات الصراع في ليبيا.
المعرض الذي يحمل عنوان «ابنة ليبيا» يعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي ترمز إلى فترة حكمه، وأحداث سقوطه المأساوية.
أحد الأعمال البارزة في المعرض هي لوحة تجسد جثة القذافي الدامية إلى جانب شقيقها معتصم القذافي، اللذين قُتلا في عام 2011 خلال الثورة الليبية.
وأعلنت في مؤتمر صحافي، أنها أرادت من خلال رسوماتها، أن تبيّن للعالم الجريمة التي ارتكبت في حق والدها وشقيقها، عندما تم قتلهما من طرف حفنة من المجرمين وعرض جثمانهما أمام الملأ لعدة أيام ، داعية إلى زيارة المعرض الذي يتواصل إلى غاية 1 ديسمبر المقبل، وتسليط الضوء على أعمالها.
وهذه ليست المرة الأولى، التي تستخدم فيها عائشة الفن التشكيلي والمعارض الفنية للتعبير عن آلامها وذكرياتها في ليبيا والأحداث التي مرّت بها، بعد أن ظلت بعيدة عن الأضواء منذ الإطاحة بنظام والدها عام 2011، حيث سبق أن ظهرت في شهر مايو الماضي، خلال مشاركتها في معرض فنّي، بمسقط عمان.
اللوحة تصور المشهد بواقعية قاسية، حيث يغطي الدم جسديهما، ويظهر في الخلفية جمع من الناس يصورون الجثث بهواتفهم الذكية، بينما تطفو قبضة ممسكة بالمال فوق المشهد.
وعند افتتاح المعرض، قالت عائشة القذافي للصحافيين: «هذه اللوحة لم ترسم بيدي، بل بقلبي»، مشيرةً إلى التأثر العميق بوفاة والدها وأخيها.

وقبل أن تظهر موهبتها الفنية، كانت عائشة من أبرز الوجوه الإعلامية البارزة في ليبيا قبل ثورة 2011، ومن الشخصيات الناشطة في العمل الإنساني والخيري، حيث تمّ تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة عام 2009، إلى جانب تخصّصها في القانون الدولي.. وبعد سقوط نظامه، فرت مع عائلتها من ليبيا في عام 2011 إلى الجزائر، حيث حصلت على اللجوء في البداية، ثم انتقلت مع زوجها وابنائها في ضيافة سلطنة عمان في عام 2013.

“عائشة القذافي : هذه الأعمال رسمتها بقلبي ولم أرسمها بيدي حيث تعكس رؤيتي للحياة والذاكرة “
وتحدث إيغور سبيفاك، رئيس المنظمة التي أشرفت على المعرض، قائلاً: «إن روسيا تعتز بعلاقاتها مع عائلة القذافي… وأن الشعب الروسي يحب عائلة القذافي، ويرغب في رؤية أعمال عائشة الفنية هنا».
وافتتح المعرض في متحف الدولة للفن الشرقي بموسكو، حيث يُعرض مجموعة من الأعمال التي تركز على إرث القذافي وحكمه.
