أكد نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم أنه لا يمكن فصل لبنان والمنطقة عن فلسطين، مضيفا أن “الاحتلال ظل في لبنان 22 عاما ولم يخرج إلا بالمقاومة”، موضحا أن “لبنان يقع ضمن المشروع التوسعي الإسرائيلي”.
وقال قاسم، في كلمة متلفزة بثتها قناة المنار التابعة لحزب الله الللبناني اليوم الثلاثاء، إن “إسرائيل ومن وراءها يقاتلون ويرتكبون المجازر ونحن في وضع يتطلب أن نتخذ موقفا”، موضحا أن “أملنا بالنصر لا حدود له”.
وأضاف: “كيان العدو قائم على المجازر والرذائل ويراهن على الإجرام والزمن، فما لم يأخذه اليوم يمكن أن يأخذه غدا، بالإضافة إلى التبني المطلق من قبل الولايات المتحدة”.
وأوضخ قاسم أن “إسرائيل كيان غاصب محتل يشكل خطرا حقيقيا على المنطقة والعالم”، مؤكدا أن “اسرائيل احتلال توسعي لا يكتفي بفلسطين”.
وفي خطاب متلفز، تحدّث الشيخ قاسم عن أبعاد المعركة الحالية ومخططات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المنطقة والمعادلات الجديدة، مشدداً على أنّ “طوفان الأقصى جاء بعد 75 عاماً من الاحتلال، وذلك حق مشروع”.
وقال إنّ “طوفان الأقصى هدف إلى إيصال رسالة للعالم بمرور 75 عاماً على الاحتلال والمجازر والاعتداءات”.
وأشار إلى أنّ “مساندة المقاومة في لبنان للفلسطنيين هي مساندة للحق، لأنّهم أصحاب حق، وبالتالي تضييق مدى المشروع التوسعي الإسرائيلي”.
وتوجّه إلى من يتحدث عن الضرر الذي يصيب لبنان بالقول: “من يتسبب بذلك ؟ أليس المعتدي؟ وهل من يدافع هو من يسبب الضرر؟”.
وأوضح الشيخ قاسم أنّ “الاحتلال لم يخرج من لبنان إلاّ بالمقاومة، حيث إنّ بلدنا يقع ضمن المشروع التوسعي الإسرائيلي”.
وشدّد على أنّ “إسرائيل كيان غاصب محتل يشكل خطراً حقيقياً على المنطقة والعالم”، وأنّها “احتلال توسعي لا يكتفي بفلسطين”.
وكشف أنّه “طُلب من حزب الله وقف الحرب والابتعاد أكثر من 10 كيلومترات عن الحدود كي لا نستفز إسرائيل، لكنّنا أصرّينا على وقف النار في غزة”.
وتابع: “لم نتجاوب مع طلبهم بفصل لبنان عن غزة، فالمشروع الحالي هو توسعي”، مؤكّداً: “نحن أمام مشروع فلسطيني، وليس أمام مشروع إيراني أبداً، وهذا فخر لإيران بدعم فلسطين”.
وفي لبنان، “فإنّ الاحتلال يهدف الى ضرب القيادة والقاعدة العسكرية من أجل فقدان قدرته على المواجهة وإنهاء حزب الله وصياغة لبنان جديد”.
وأضاف: “عندما نتصدى ونتحمل التضحيات ونؤلمهم نكون بذلك قد حمينا الأجيال المقبلة”، مردفاً أنّ “للمواجهة ثمن، لكنها تؤدي إلى الحرية”.
وتابع الشيخ قاسم: “لولا أميركا الشيطان الأكبر، لما استطاعت إسرائيل أن تسيطر هكذا، وهي تريد الشرق الأوسط الجديد”.
وأوضح أنّ “أعمال الإبادة التي تقوم بها إسرائيل وأميركا، تعني أنّهما شريكتان في إنجاز شرق أوسط جديد على الطريقة الإسرائيلية”.
لكن ومع تحوّل المعركة إلى مرحلة جديدة ومُعادلات جديدة، فإنّ لبنان “لم يعد في مرحلة المساندة حيث كنّا قد بدأنا بمعادلة الميدان في الحافة الأمامية، أمّا الآن فإنّنا في مواجهة مع حرب إسرائيلية ضدنا”، بحسب الشيخ قاسم.
وعليه، أعلن الشيخ قاسم أنّه “في المعادلة الجديدة وهي معادلة إيلام العدو، حيث بتنا نستهدف تل أبيب وحيفا، وما بعد حيفان كما أراد القائد السيد نصر الله. وبما أنّ العدو استهدف كل لبنان، فلنا الحق في أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو، حيث سنختار النقطة التي نراها مناسبة”.
كما وتوعّد في هذا السياق، بأنّ “المقاومة ستستهدف جيش الاحتلال ومراكز تواجده وثكناته”، مشدداً على أنّ “الحل هو في وقف إطلاق النار”، وأنّ الحديث هنا “ليس من موقف ضعف”.
وتوعّد أيضاً، بأنّه “مع استمرار الحرب، ستزداد المستوطنات غير المأهولة ومئات الآلاف بل أكثر من مليونين سيكونون في دائرة الخطر”.
ولفت الشيخ قاسم إلى أنّ “العدو يساعد المقاومة في ضربه من خلال تحرك المضادات الأرضية التي تنزل بقاياها على المستوطنات”، قائلاً إنّ “على الإسرائيليين ألاّ يصدقوا حكومتهم بشأن قدراتنا، والمثال على ذلك هو أسطورة غزة”.
وإذ شرح هذه الوقائع، جدد الشيخ قاسم طمأنة جمهور المقاومة بأنّ “حزب الله استعاد عافيته ورمم قيادته التنظيمية، بحيث لا يوجد مكان شاغر، وحتى هناك بديلاً في كل مركز”، مشدداً على أنّ “الحزب قوي على الرغم، والميدان يشهد”.
وأضاف: “صحيح أنّنا تألمنا من جراء الضربات التي تلقيناها، لكنهم لم يتمكنوا من تخطي الخطوة الأولى”.
وأشار إلى أنّ “ما أُنجز في الميدان على مدى أسبوعين، كان أكبر وأفضل من المتوقع، لأنّ مهمة المقاومة ليست منع التقدم، وإنّما الملاحقة”.
في الإطار، شدد الشيخ قاسم على أنّ “الإسرائيلي سيُهزم، فيما المقاومة لن تُهزم، لأنّها صاحبة الأرض، ولأنّ مقاوميها هم استشهاديون”.
كما شدّد على أنّ الطريق الحصري الوحيد من أجل استعادة الأرض وإيقاف العدوان هو “صمود المقاومة والتفاف شعبها”.
وفي السياق، بيّن أنّ “المقاومة تقاتل بشرف، أمّا هم، فيستهدفون المدنيين والأطفال والنساء والمستشفيات، وعمدوا إلى قتل عناصر من الجيش اللبناني ومن اليونيفيل وتفجير دور العبادة والمساجد والكنائس وقوافل المساعدات، لأنّ المشروع الإسرائيلي هو تدميري وإلغائي”.
ولفت إلى أنّ “الكيان المحتل قائم على القتل والتشريد وعلى المجازر، وهو يراهن على الإجرام والتبني المطلق من أميركا”.
وأردف الشيخ قاسم متسائلاً: “أين الأمم المتحدة ودول الغرب من طلب إسرائيل من قوات اليونيفيل المغادرة؟ أين القرارات الدولية التي يدعون إلى تنفيذها؟”.
وأضاف مهدداً: “نحن من سيمسك رسن العدو ونعيده إلى الحظيرة”، فـ”إسرائيل ومن وراءها يقتلون ويرتكبون المجازر، ونحن علينا اتخاذ موقف حيال ذلك.. فاصبروا قليلاً”.
وخلال خطابه، توجّه الشيخ قاسم إلى القائد الكبير السيد الشهيد حسن نصر الله بالقول: “نحن في المقاومة تربينا على يديك، فأن ملأت الساحات بالعزيمة والجهاد والعزة والانتصار، ومواقفك دستور عملنا وكلماتك نور طريقنا وخطابك أوتاد مسيرتنا”.
وأضاف: “أعداؤك يخافون طيفك، ويرونك في كل مجاهدٍ ومحب، وسنهزم الأعداء ونقتلعهم من أرضنا”.
وتابع: “السيد نصر الله لم يغادرنا، ومجاهدون يواجهون بعزم عنفوانه، وشعبه صامد بحبه، وأملنا بالنصر لا حدود له”.
وإلى المجاهدين توجّه الشيخ قاسم بالقول: “أنتم درة الجهاد وعنوان العزة والكرامة، والأمل، وبشائر النصر.. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة”.
وفي رسالته إلى الشعب اللبناني، قال الأمين العام لحزب الله: “التفافكم الإنساني يساعد في بناء الوطن معاً، ولا يراهنن أحد على الاستثمار خارج الإطار، والميدان هو الذي يحسم”.
وأضاف: “إسرائيل هي التي تعطل حياتنا جميعاً، وإنّ التفافكم الوطني اليوم يزيد اللحمة، وسنكون معا إن شاء الله”.
ولبيئة المقاومة، أكّد الشيخ قاسم أنّ “النصر هو مع الصبر يا أشرف الناس”، واعداً إياهم بوعد السيد نصر الله، “بالعودة إلى البيوت التي سنعمرها أجمل ممّا كانت”.
وتابع: “أبناؤكم في الميدان، وأنتم في النزوح، وأنتم فعلاً أشرف الناس ونحن وإياكم في مركب واحد”، لكن “أعدكم بأن تعودوا إلى بيوتكم التي سنعمرها وستكون أجمل مما كانت عليه، وقد بدأنا إعداد المقدمات لهذا الأمر”.
وتوجّه الشيخ قاسم لهم بالقول أيضاً: “نقدر تضحياتكم، ونحن لن نترككم، ونعرف أنّكم لن تتركونا”.
وفي الختام، شدّد الشيخ قاسم على أنّ “الحزب قوي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل، وهذا الجمهور الذي يعمل متماسكاً مع بعضه بكل قوة وعزيمة”.