أعاد الظهور الإعلامي الأخير لأفراد من عائلة الرئيس قيس سعيد، ومشاركتهم في الحملة الانتخابية الرئاسية، جدلا واسعا والنقاش بشأن الأدوار التي تلعبها هذه العائلة في المشهد بتونس .
وفي معظم فترات تاريخ تونس الحديث، لم يكن التونسيون يكنّون الكثير من الود لعائلات الحكام، بدءا بأُسر “البايات”، وصولا إلى الباجي قايد السبسي، مرورا بعهدي الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.
ولم تكن أسرة الرئيس قيس سعيد بمعزل عن هذا الجدل، فمنذ وصوله إلى قصر قرطاج رئيسا للجمهورية في عام 2019، أثُيرت تساؤلات كبيرة عن الدور المحتمل لشقيقه المحامي نوفل سعيد في رسم ملامح السياسات العامة، الذي يلعب دور المستشار الخاص الغير معلن والمرافق في عدة زيارات رسمية ، خاصة أنه كان قد اضطلع بمهام رئيسية في الحملات الانتخابية منذ البداية .
ورغم انكار قيس سعيد لتدخل عائلته في المشهد السياسي بتونس وتأكيد ابعاد شقيقه عن دوائر صنع القرار طيلة الولاية الأولى، فإن ذلك لم يمنع عودة النقاشات بشأن “العائلة الحاكمة” في ولايته الثانية، خصوصا بعد الظهور الإعلامي الأخير لنوفل سعيد، وعاتكة شبيل، شقيقة زوجة الرئيس، إشراف شبيل، عقب مشاركتهما الفعلية في إدارة فريق الحملة الانتخابية الرئاسية، وحث الشعب للتصويت لصالحه .
وقد وصف المحامي نوفل سعيد، مدير حملته الانتخابية، الفوز الذي حققه قيس سعيد في الرئاسيات بـ”الكبير”، مضيفا “بهذه النسبة الكبيرة، أصبح سعيد الرئيس الرمز.. ولا سبيل لبناء مستقبل جديد دون منسوب ثقة كبير”.
وبدورها، اعتبرت عضوة الحملة الانتخابية لقيس سعيّد عاتكة شبيل “أن مرور الرئيس قيس سعيّد من الدور الأول دليل على تواصل شعبيته على عكس ما يروّج .. وأن وجود العائلة في حملته أمرًا طبيعيا “.
وأضافت، في تصريح لإذاعة “موازييك” المحلية، “أنّ عدد الناخبين الذين صوّتوا له غير بعيد عن عدد الناخبين الذين اختاروه في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019”.
ويُعد هذا الظهور الإعلامي لشبيل نادرا للغاية، خاصة أنها لم تعلق في السابق على الكثير من الاتهامات التي طالتها، وبينها التأثير على قرارات وزير الداخلية الأسبق توفيق شرف الدين، وخاصة الانتقادات بعد تداول خبر تحصل ابنها على نيابة وكالة سيارات صينية Bestune بدون وجه حق، وأيضا الشائعات التي تطال أصهار الرئيس أبرزهم فخري شبيل ، شقيق زوجة الرئيس ، الذي يتداول عنه علاقاته المشبوهة مع رجال الأعمال ويتهمونه بالفساد وتدخله لدى مصالح وزارة الداخلية من خلال فرض تعييناته صلب الوزارة ، والذي قام بتحذير وتهديد النواب في حال عدم تنقيح القانون الانتخابي قبل اسبوعان من الانتخابات .
وقد تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي جوانب من مشاركة عاتكة شبيل ونوفل سعيد في الحملة الانتخابية للرئيس، وهما في مقدمة مستقبلي الرئيس وحرمه في مقر الحملة الانتخابية بالعاصمة قبل إعلان فوزه، وسط جدلا واسعا بشأن الدور الذي لعباه وسيلعبانه مستقبلا بعد فوز قيس سعيد لولاية ثانية لمدة خمس سنوات .