قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الجمعة الماضي، جاء تتويجا لسلسلة من الهجمات ضد القيادة العليا للتنظيم ومخابئ الأسلحة الرئيسية، استنادا إلى معلومات استخباراتية جُمعت خلال عقود من الزمن.
أفادت في تحليل إخباري بأن حزب الله يواجه الآن تحديات جمّة تتمثل في التصدي للاختراقات في صفوفه التي ساعدت إسرائيل على تدمير مواقع أسلحته وتفخيخ أجهزة اتصالاته، واغتيال زعيمه “المخضرم” الذي ظل مكان وجوده محاطا بالسرية التامة طيلة سنوات.
ولطالما تجنب نصر الله الظهور العلني منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، فقد كان “يقظا” لفترة طويلة، وكانت تحركاته مقيدة وكانت دائرة الأشخاص الذين يراهم صغيرة جدا، وفقا لمصدر مطلع على ترتيباته الأمنية، نسبت إليه الصحيفة الإسرائيلية القول إن الاغتيال يشير إلى أن عملاء لإسرائيل اخترقوا مجموعته.
وأوردت وكالة رويترز أن مصدرا أمنيا -لم تفصح عن هويته- صرح لها قبل أسبوع بأن زعيم حزب الله كان أكثر حذرا منذ تفجيرات 17 سبتمبر/أيلول، خوفا من أن تحاول إسرائيل قتله، مشيرا إلى غيابه عن جنازة أحد القادة وتسجيله المسبق لخطاب بُث قبل أيام قليلة.
وفي تقرير إخباري في السياق ذاته، نقلت تايمز أوف إسرائيل عن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن إسرائيل كانت على علم بمكان حسن نصر الله قبل أشهر من شن الضربة التي قتلته.
وذكر مسؤولون -لم تكشف الصحيفة الإسرائيلية عن أسمائهم- أن قرار ضرب نصر الله اتخذ في الأيام الأخيرة دون إخطار الولايات المتحدة به مسبقا، خشية أن تضيع الفرصة من إسرائيل لقتله.
وبحسب التقرير، فقد خططت إسرائيل للعملية في حين كان مسؤولوها منخرطين في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن وقف محتمل للأعمال العدائية، وقبل أن يغادر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نيويورك في وقت مبكر من صباح الخميس للتحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضحت أن 3 من أولئك المسؤولين أكدوا أن هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله وخليفته المحتمل، لم يكن في المخبأ تحت الأرض في بيروت الذي استهدفته الغارة.
وقال مسؤولون كبار في سلاح الجو الإسرائيلي يوم السبت إن الضربة سارت بسلاسة دون أخطاء أو نيران معادية على طائراتهم الحربية.