في أعقاب التفجيرات التي استهدفت عناصر جماعة حزب الله في لبنان عبر أجهزة البيجر، وُجهت أصابع الاتهام نحو إسرائيل، مما أثار تساؤلات حول إمكانية استخدام الهواتف الذكية، خاصة آيفون، كأدوات للاغتيالات والتفجيرات. فقد أثارت الحادثة جدلاً واسعاً حول ما إذا كان يمكن تحويل الأجهزة الذكية إلى قنابل أو أدوات تفجير.
تفاصيل الهجوم:
في 17 سبتمبر، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت انفجارات متتالية من أجهزة البيجر التي كانت تستخدم للتواصل من قبل مسؤولي حزب الله. هذه التفجيرات أسفرت عن إصابات عديدة، بما في ذلك للمدنيين والمقاتلين. ولم يتبنى أي طرف الهجوم علنًا، ولكن هناك تساؤلات حول كيفية تنفيذ العملية.
التحليل والنظريات:
- الهجوم الإلكتروني: تجري صحيفة “تليغراف” البريطانية تحقيقاً في الحادثة وتطرح فرضية أن التفجيرات قد تكون ناتجة عن هجوم إلكتروني. حسب هذه النظرية، قد يكون المتسللون قد تسببوا في تسخين الأجهزة عن بُعد، مما أدى إلى انفجار البطاريات. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن حدوث انفجارات مماثلة من هذا النوع عبر الهجمات الإلكترونية نادر ويصعب تحقيقه.
- تخريب سلسلة التوريد: نظرية أخرى تقترح أن إسرائيل قد تكون قد أعدت أجهزة البيجر للتفجير عن طريق إدخال مواد متفجرة داخل الأجهزة أثناء شحنها. ويُعتقد أن هذا الأسلوب قد يكون الأكثر احتمالاً، حيث يمكن أن يشمل وضع متفجرات صغيرة داخل الأجهزة لتنفجر عند تلقي إشارات معينة أو باستخدام توقيت محدد.
- الانفجارات الناتجة عن عيوب تصنيع: تشير بعض التحليلات إلى أن التفجيرات قد تكون نتيجة لعيوب في تصنيع الأجهزة، مثل مشاكل في بطاريات الليثيوم. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن مثل هذه الحوادث نادراً ما تسبب انفجارات مفاجئة من هذا النوع.
آراء الخبراء:
آلان وودوارد، خبير الأمن السيبراني في جامعة ساري: يرى أن تسخين بطاريات الليثيوم عن بُعد أمر صعب للغاية، وأن السبب الأرجح هو تخريب الأجهزة باستخدام أسلوب التفخيخ التقليدي.
توني إنجيسون، خبير سابق في إبطال مفعول القنابل: يوافق على نظرية التفخيخ، مشيراً إلى أن استخدام مادة متفجرة صغيرة يمكن أن يسبب الضرر الذي رأيناه في الانفجارات.
كين مونرو، مؤسس شركة الأمن السيبراني Pen Test Partners: يؤيد نظرية تخريب سلسلة التوريد، حيث يعتبر أن إحداث انفجار بطارية عن بُعد هو أمر صعب للغاية.
خلاصة:
بينما تواصل التحقيقات في الحادثة، تظل النظريات حول استخدام التكنولوجيا في التفجيرات والمخاطر المرتبطة بها موضع اهتمام. الحادثة تفتح نقاشاً واسعاً حول الأمان والتقنيات المستخدمة في عمليات الاستهداف، وتسلط الضوء على التحديات الكبيرة في مجال الأمن السيبراني والأجهزة الذكية.