عكسيُّ هو العدّْ بين الردّْ والردّْ .. هذا ما يحدث في العالم الآن بين التراخي والشدّْ .. هو العالم أجمع في عملية الوقوف مع الذات بجدٍّ ما بعده جٓدّْ .. وها نحن بين إما الخنوع والركوع والتبعية أو المجابهة المباشرة كما الندّْ للندّْ ..لقد سقطت ورقة التوت عن أهل ودعاة الديموقراطية والحرية والحضارة من كل صوب ومٓدّْ .. هذا ما برهنته أفعال الصهاينة في غزة من مجازر اللامعقول والعار ..العار للإنسانية جمعاء من هكذا بٓدّْ .. الإبادة جماعية وعرقية وصلت لحد ما شابهه حٓدّْ ..هي إيران المنبوذة أمريكياً وغربياٍ وعربياً ها قد بنت لنفسها موقعاً محصنّاً وسَدّْ ..وباتت قوة عظمى يُحسب حسابها في كل ميدان وعلى كل منبر وجبهة وخٓدّْ ..حتى النووي عندها صار في متناول اليٓدّْ ..والمسيرات الذكية والصواريخ المجنحة منها والبالستية ها هي تُصنّع بأعدادٍ تفوق العٓدّْ ..بالمقابل وقفت الدول العظمى على رجل واحدة تنتظر الحدث المنتظر والأشدّْ ..وهكذا تم الردّْ وتم الصدْ وأيُّ رَدْ وأيُّ صٓدْ ..أساطيلٌ وطائراتٌ ومنظوماتٌ فضائية لأقوى دول العالم بدت أمام الهجوم الإيراني وكأنها ألعاب نارية هزيلة التأثير والقدّْ ..والكل الكل ينتظر ويقول « وماذا بعد وماذا بعد » ؟؟؟
لقد بدا واضحاً بأن بنية الكيان الصهيوني ليست إلا من زجاج ، وأنها فعلاً أوهن من بيت العنكبوت ..وبدت معها القوى العظمى وكأنها ليست كما يقال عنها بأنها هذا القاهر الجبروت ..فهاهم الحوثيون المحدودي القدرة والقوة وقد إستطاعوا أن يغلقوا باب المندب بالصورة والصوت .. هكذا صرخت وجعاً في واشنطن وتل أبيب ولندن وباريس أساطيلهم التجارية والبيوت ..هكذا أثبتت الحديدة بأنها حديدية فما بالك بصنعاء وحضرموت ..هي إذا وحدة الساحات التي بدأت من جنوب لبنان ، فألهبت القال والقيل والجدال وشد الحبال بين السياسيين في بيروت ..لكنها المقاومة خرجت لتضرب أعماق الكيان الصهيوني بصواريخ ومسيرات الموت ..لَتُسكْتْ بذلك ممن عارض الثمن الباهظ المدفوع .. فكان هناك من قال حسبي لبنان أولاً والعتب مرفوع .. لا للحرب لا للدموع .. الصمود مممنوعٌ ممنوعْ ..أما الكيان الصهيوني فهددٓ وجددٓ القتل والقصف للبيوت وللجموع .. لعله حزب الله يُجبر على الإذعان والخضوع ..لكن ما حصل ومازال يحصل هو صوت الحديد والنار ، هو الصوت المسموع ..أما العراق وحشدها الشعبي فلقد إرتقت به الشجاعة لتتجاوز المحظور والممنوع ..فقصفت الأراضي المحتلة والقواعد الأمريكية الموجودة في سورّية والعراق ، فأضاءت لنفق الخوف القناديل والشموع ..هي هكذا إذا الحال كرةٌ ثلجية تتدحرج لحرب إقليمية وربما عالمية ، ليكتمل ليوم القيامة هكذا مشروع .
أوقفوا القتل في غزة وعندها نبدأ الكلام .. أوقفوا المجازر والمحارق والتشريد والإبادة الجماعية، وهذا الإرهاب وهذا الإجرام …فدماء الأطفال العُزل والنساء والشيوخ يملئ شواراعنا والأشلاء أكوام ..هي المقابر جماعية لا أكفاناً بيضاء لها بل أكباداً وأحشاءً ووجوهاً مشوهة وأيدٍ مقطوعةٍ وأقدام ..هي مقابر والشواهد بدون أسماء بل أرقام ..هو الشجر يحكي هو الحجر يبكي ، هو الظلم هو الظلام ..هي حكاية شعبٍ باكمله يُقتلْ منذ عشرات الأعوام ..هي حكاية شعبٍ يُصلب ويُحرق والعالم أجمع شاهد عيان ، أخرس وأطرش وأعمى يأكل ويشرب وينام ..عالمٌ لا إنسانيةٓ فيه ولا قيماً ولا مبادئً ولا رحمةً ولا شفقةً ولا ضميراً ولا وجدانْ إلا في سحبٍ من غمامٍ وحطامْ .. عالمٌ لا حلالٓ فيه إلا الحرامْ كل الحرامْ .
هكذا تتجلى لنا الصورةُ ، واضحةً كما إشراقُ شمسٍ تلدُ صبحٍ تخلقُ نهارْ ..فالحركة الصهيونية العالمية تتحكم بسياسات الدول الكبيرة والصغيرة ، وهذا لم يعد سراً بل علناً وجهارْ …فالتكنولوجيا والذكاء الإصطناعي لهم فيه كل مايدور وكل ما يُدارْ .. والنووي والذريّْ لهم أيضاً والجرثومي وكل مافيه من قتلٍ وفناءٍ ودمارْ ..يتحكمون بالاقتصاد العالمي في كل ما يحتويه من محيطاتٍ وبِحارٍ ، يملكون فيها نظام المال وكل مافيه من يورو ودينارْ ودولارٍ .. فبأياديهم يقومون تنظيم الهيئات الدولية وقوانينها من أمم متحدة ومجلس أمن حيث لهم فيه الرأي الأخيرْ والقرارْ ..قادرون على كل شيء وفعل كل شيء ، حتى الطيرٌ إن طارْ ..ويمكنهم أيضا تعيين حكوماتٍ ورؤساءٍ ، وحتى شاويش بلدية أو مختارْ ..لله درّهُمُ هاقد صاروا كما الله لديهم الجنة ولديهم جهنم والنارْ .
هو الإتحاد الروسي بدأ المسارْ .. هي الشعوب مازالت تنجب أحرار ..هي الأمم مازال لديها في الأمر خٓيارْ ..هي الصين غدت جبارةً تجابهُ جبّارْ ..هي إيران عرفت كيف تطوّعُ الحديدٓ والنارْ.. هي كوريا الشمالية شبحٌ يبحث عن دورٍ في مدارْ ..هي أمتنا العربية في حالٍ يرثى لها في حالة إنهيارْ ما قبله ولا بعده إنهيارْ ..مع أنه مازال هناك في جسد هذه الأمة أصحابُ ضمائرٍ حيّةْ وأمهاتٍ تنجبٌ للأوطان حراةٍ وأحرارْ، هو العالم أجمع يتخبطُ بين الحقِ والباطلِ وبين النفاقٍ والحقائقِ وما له إلا الغِناءْ للفناءَ القادمَ وعزفاً للسمفونياتِ الحزينة وتنظيماً للأشعار ..هي ربابة من اللامبالاة يصاحبها في العزف غيتارْ .
نعم وألف نعم لقد بدأ العد العكسي وساعة القيامة آتية لا محالْ ..رحم الله المؤذن بَلالْ ..ورحم مُسبقاً منّا كل ماهو آتٍ من أجيالْ .. فالقادم من الأيام والأعوام سنرى بأم العين كيف سيكون الزلزال ..فهل سينتصر الحق وستنتصر الإنسانية مهما الزمن طال ، وأن الباطل ومهما عٓظم فمصيره لا محالة هو الزوال .
عطلة صيفية موفقة للجميع على أن نلتقي على الأمل والتفاؤل والإصلاح .
قال الشاعر : أُعللُ النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل