قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن استمرار الحرب في قطاع غزة وضع مكانة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية على المحك، وجعل هدفه بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعيد المنال.
وتلاشت آمال التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حماس بعد أن سحب نتنياهو فريق التفاوض من المحادثات بقطر في وقت سابق هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تنتقل المحادثات إلى القاهرة الأسبوع المقبل.
ويواجه نتنياهو انقسامات داخل حكومته، ويشعر الرأي العام الإسرائيلي بالقلق إزاء الحرب التي تطول أمدها دون تحقيق أي من الهدفين الأوليين: تدمير حماس وإطلاق سراح المحتجزين.
وقد أصبحت عائلات المحتجزين الإسرائيليين أكثر حدة في انتقاداتها لرئيس الوزراء، ودعت هذا الأسبوع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى دفع نتنياهو شخصيا لقبول الاتفاق.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن شعبية نتنياهو تراجعت، وبدأت حركة الاحتجاج تملأت شوارع إسرائيل بالمتظاهرين المناهضين للحكومة، للضغط من أجل إطلاق المحتجزين والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة.
كما يواجه نتنياهو تهديدات من داخل ائتلافه الحاكم بإسقاط حكومته إذا قبل صفقة تطلق الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام المؤبدة، كما تطلب حماس.. وقد واجه نتنياهو أيضا صراعا داخل حكومة الحرب، حيث يُنظر إلى أعضائها على نطاق واسع على أنهم ينتظرون الفرصة للإطاحة به.
وقال أبراهام ديسكين، الأستاذ بالجامعة العبرية في القدس “إن نتنياهو يحاول أن يكون متشددا في المفاوضات من ناحية، ويحاول إرضاء أولئك الذين يعارضونه وحكومته من ناحية أخرى” وأضاف أنه ومع أي اتفاق محتمل، يخاطر نتنياهو بالفشل في تحقيق الهدف الذي حدده مرارا وتكرارا للحرب: الانتصار الكامل على حماس، بما في ذلك تفكيك القوة العسكرية والسياسية لهذه الحركة.
ويقول مسؤولون عسكريون ومخابرات إسرائيليون وأميركيون إن هذا الهدف أصبح بعيد المنال على نحو متزايد، بغض النظر عما إذا كانت الحرب مستمرة أم لا، وأضافوا أنه رغم تعرض هذه الحركة لضربات شديدة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، فيبدو أن ذلك لن يثني حماس على الاستمرار كحركة اجتماعية وعسكرية.
وقد أدى هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لمخاطر سياسية جديدة لنتنياهو حيث ألقى بعض الإسرائيليين عليه اللوم بسبب الفشل في منع الهجمات.
وبينما يقول المسؤولون المقربون من نتنياهو إنه يريد التوصل إلى اتفاق، فإنه يحتاج أيضا إلى التفاوض على اتفاق من شأنه أن يبقي حكومته متماسكة، ولا يؤدي إلى تنفير قاعدة دعمه المحافظة قبل الانتخابات المحتملة في وقت لاحق من هذا العام.
ويجادل المحيطون بنتنياهو أيضا بأن الضغط الأميركي لإنهاء الحرب والتسوية مع حماس يقوض موقف إسرائيل التفاوضي.
وداخل إسرائيل، تعرض نتنياهو أيضا لانتقادات من المفاوضين السابقين والمسؤولين الأمنيين لمنح فريقه المفاوض تفويضا محدودا بالجولة الأخيرة من المحادثات بالدوحة. ويرفض مسؤولون مقربون من رئيس الحكومة الانتقادات.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المحادثات إن الفريق لديه القدرة على التفاوض بشكل جدي.
وقال غيرشون باسكن مفاوض المحتجزين الإسرائيليين الذي ساعد بالتوسط في عملية تبادل أسرى سابقة مع حماس “ليس هناك ما يشير على الإطلاق إلى أنه مستعد لإعطاء الأولوية للرهائن على هدفه غير القابل للتحقيق في الحرب المتمثل في تحقيق النصر الكامل”.
وكان نتنياهو شخصية مستقطبة في المجتمع الإسرائيلي، وواجه قبل الحرب احتجاجات واسعة النطاق ضد خططه لتقليص سلطة القضاء، كما يواجه أيضا محاكمة فساد مستمرة رغم أنه ينفي هذه الاتهامات.