احتفلت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ، مساء الخميس 29 فبراير 2024 ، بتوزيع جوائز الفائزين في الدورة الـ 18 بحضور شخصيات فكرية وثقافية إماراتية وعربية، بينهم معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، والدكتور أنور محمد قرقاش رئيس مجلس الأمناء، ومحمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد وأمناء عامون لجائزة الملك فيصل وجائزة عبد الحميد شومان وعدد من الشخصيات الثقافية والفكرية الإماراتية والعربية وضيوف الجائزة وأصدقاء مؤسسة العويس الثقافية.
وفاز بجوائز الدورة الـ 18 لـ«مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية» كل من: الشاعر المصري حسن طلب، والروائي والمسرحي البحريني أمين صالح، والناقد العراقي الدكتور عبد الله إبراهيم، والمفكر والمترجم المغربي الدكتور عبد السلام بنعبد العالي.
وألقى الدكتور أنور محمد قرقاش، رئيس مجلس أمناء جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية كلمة مرحبة هذا نصها:
“نيابةً عن مجلسِ أُمناءِ مؤسسةِ سُلطان بن علي العويس الثقافيةْ يُسعدُني أنْ أرحبَ بكُمْ في هذا الحفلِ الذي نُكرّمُ فيهِ كوكبةً جديدةً من المبدعينْ الذينْ أثّروا المشهدَ المعرفيِ والثقافيِ العربيِ بأفكارهمْ وأعمالهمْ المُتميزةْ، فلهُم منا كلَ التقديرِ والتكريمْ.
الثقافةُ هي الروحُ التي تَزدهرُ بها الحضاراتِ وهي الهويةُ التي تُعطي الدولَ والشعوبَ هُويتها وتميُّزهاْ، وهي التي تُعززُ التفاهمَ والتواصلَ بين الناسْ، وتُمهدُ الطريقَ للتعايشِ والانفتاحِ في عالمٍ متنوعٍ بثقافاتهِ وإبداعاتهْ.
ولطالما كانتْ دولةُ الإماراتِ مؤمنةً بأنْ الثقافةَ والإبداعَ طريقُ رئيسيُ من طرقِ التطور ِوالتقدمْ، ولطالما كان المبدعون والمثقفون محلَ تقديرٍ واحترامْ، ومنْ هُنا كانتْ وما زالتْ مؤسسة سُلطان بن علي العويس الثقافيةْ سباقةً إلى تكريمهم والاحتفاءَ بهم، فالأُممُ التي تحتفيِ بمُبدعيها ومثقّفيها هي الأممُ الحيةُ القادرةُ على مواصلةِ التنميةِ والازدهارْ.
واليومُ وضمنَ مسيرةِ مؤسسةِ العويس الثقافيةْ في تكريمِ المبدعين نُرحّبُ بفوزِ كلٍ منْ الشاعر حسن طِلِب والناقدْ عبد الله إبراهيم والقاصْ أمين صالح والمفكر عبد السلام بنعبد العالي الذين تتشرّفْ بهم جائزة العويس وتُرحبْ بهم دولةُ الإماراتِ العربيةِ المتحدةْ.
لقد دأبنا في مؤسسةِ سُلطان بن علي العويس الثقافيةْ على مواكبةِ النشاطِ الإبداعيِ العربي ، منطلقينَ من قيمٍ راسخةٍ في مجتمعنا، قيمُ متوارثةْ من الآباء المؤسسين، الذين رأوا في الثقافةِ عاملاً حيوياً لبناء المجتمعِ وتنميتهِ وفتحِ آفاقٍ واسعةٍ له من النهضة والتطور.
وأستذكرُ هنا مآثرَ المغفورِ له سُلطان بن علي العويس الذي قدّم نموذجاً نعتزُ به لرجلِ الأعمالِ المثقفِ والمُدركِ لأهميةِ الثقافةِ والفكرِ وضرورةِ دعم المبدعينَ والمتميزينْ، فقد كان رحمه اللهُ نِعمَ المثالِ والقُدوةِ لرجالِ الأعمالِ وللقطاعِ الخاصِ وتحفيزهِم على إثراءِ الحركةِ الثقافيةِ والفكريةْ.
وقرأ الدكتور عبد الله إبراهيم كلمة الفائزين قال فيها:
“خوّلني الفائزون بالدورة الثامنة عشرة لعام 2022 – 2023 من جائزة سلطان العويس الثقافية أن أنوبَ عنهم في الوقوف أمامكم، أولا لإلقاء التحيّة عليكم في هذا الحفل البهيج، وثانيا للترحّم على صاحب الجائزة المغفور له سلطان بن علي العويس، وثالثا لشكر القائمين على أعمالها بداية من مجلس الأمناء، مرورا بلجان التحكيم، وصولا إلى الإدارة التنفيذية المسيّرة لشؤونها.
ثم يلزمني القولُ بلسان الفائزين إنّ هذه الجائزة شقّت طريقها بقوة في المجتمع الثقافي العربي، وابتكرت لها هوية لا غبار حولها منذ انطلاق دورتها الأولى في عام 1988، وبقيت أمينة على التعبير عن الهدف الأسمى الذي أعلنته منذ البداية، وهو (تشجيع الأدباء، والكتّاب، والمفكرين، والعلماء العرب، وتكريمهم؛ اعتزازا بدورهم في النهوض الفكري والعلمي في مجالات الثقافة والأدب والعلم في الوطن العربي).. ولو عاينّا مضمون الهدف المعلن للجائزة طوال خمس وثلاثين سنة، لاتّضح مدى تطابق الهدف مع الثمار التي قُطفَتْ منه، ففعلاً لا قولاً، ارتبطت الجائزةُ بنخبة من خيرة الأدباء والمفكّرين العرب، وكان لهم أعظمُ الأثر في تنشيط الفعل الإبداعي والثقافي، وزاد عددهم على مائة فائز .
ثم تلت الدكتورة ميساء الخواجا عضو لجنة التحكيم تقرير اللجنة هذا نصه:
“عقدت لجنة تحكيم جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية، في دورتها الثامنة عشرة 2022 – 2023 م، اجتماعاتها في دبي، في الفترة الممتدة من 10 إلى 11 أكتوبر 2023م، برئاسة الأمين العام للمؤسسة عبد الحميد أحمد، وحضور أعضاء الأمانة العامة وكافة أعضاء لجان التحكيم التالية أسماؤهم :
د. إسكنــدر حبــش
د. حبيب بوهرور
د. حسين حمودة
د. صـبري مسلم
د. عبد الخالق عـبد الله
د. عبد الرحمان بو علي
د. محمد عبد الكريم حوراني
د. محمد لطفي اليوسفي
د. مريـم الهاشمـــــي
د. ميساء زهدي الخواجا
د. نيفين مسعــــد
د. يوسـف حطيــني
وبعد المداولات والنقاش، توصلت اللجنة إلى النتائج الآتية:
أولاً : حقل الشعـر
قررت اللجنة منح الجائزة للشاعر حســن طِلِــب حيث رأت اللجنة في تجربته فرادة وغزارة وتنوعًا، إضافة إلى وجود مشروع شعري متكامل ومتنام يتسم بالتجريب ويمازج بين الشعرية والصوفية والرؤى الفلسفية، ويشتغل على توزيع القصيدة وفق نمط ذاتي يجمع بين الشكل البصري والقيمة الصوتية للحروف والكلمات، ومساءلة اللغة وتجريب إمكاناتها إلى الحد الأقصى، بحثاً عن قصيدة الإشراقات، واستثمار الإيقاع بأشكاله المختلفة، والشاعر في ذلك كله يعيد صياغة العلاقة مع التراث الإنساني، ويكتب قصيدة بشكل متفرد ومتجدد.
ثانياً: حقل القصة والرواية والمسرحية :
قررت اللجنة منح الجائزة للقاص أمين صالح، وذلك لامتلاكه تجربة إبداعية مغايرة، تمثلت في ما كتب من قصص قصيرة ونصوص وأعمال أخرى تدلت على أنه متنوع الثقافة متعدد الاهتمامات.، وتمتاز لغته بأنها تمزج بين السرد والشعر لتحقيق الانسجام المطلوب في هذا النوع من الكتابة الإبداعية، وهو غالبًا ما يختار الجديد الغرائبي من أجل إدهاش المتلقي، ويحرص على ألاّ يقع في المكرر والمعاد، وقد أفاد من السريالية، ومن التقنيات السينمائية المتنوعة في مشروعه الإبداعي.
ثالثاً: حقل الدراسات الأدبية والنقد:
قررت اللجنة منح الجائزة للناقد عبد الله إبراهيم، الذي تتسم مؤلفاته بوضوح الرؤية المنهجية والانشغال بموضوع السردية العربية ومنجزاتها وسياقاتها المتحولة، والإهتمام بالقضايا الثقافية، وإعادة تأمل العلاقة بين الشرق والغرب، ما أدى إلى توسيع دائرة الكتابة النقدية؛ فغدت حفرًا معرفيًا حضاريًا يفكك المقولات والأطروحات والأنساق الثقافية والمفاهيم الفكرية السائدة، في نتاج مهم تنامى بدأب وعمل متصل وتمثّل في تقديم مشروع نقدي متكامل.
رابعاً : حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية:
قررت اللجنة منح الجائزة للدكتور عبد السلام بن عبد العالي، وذلك لأنه من رواد المدرسة التفكيكية في الثقافة العربية، وهو يرى في الأدب والكتابة والترجمة مداخل مهمة للفلسفة، وتتميّز أعماله بأسلوب سهل يقارب بين المتخصّص وغير المتخصّص. كما تتميّز أفكاره بالاتساق والتكامل والترابط، وكأنه يشيّد بناءً متعدّد الطبقات. .وهو باحث غزير الإنتاج ممتّد العطاء، ويربط الفلسفة بالمجتمع ويناقش من خلالها قضايا التطوّر ومستجدات الواقع، وتمتاز أعماله الفكرية بالأصالة والاستمرارية”.
ثم بدأت وقائع حفل التكريم حيث قدم معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة الدروع الكريستالية للفائزين بحضور أعضاء مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وهنأ الفائزين، ثم التقطت الصور التذكارية الجماعية.
وكان قد بلغ عدد المرشحين في كل الحقول 1861 مرشحاً، حيث تقدم إلى «جائزة الشعر» 231 مرشحاً، وللقصة والرواية والمسرحية 490 مرشحاً، أما الدراسات الأدبية والنقد فكانوا 290 مرشحاً، والدراسات الإنسانية والمستقبلية 485 مرشحاً، وفي الإنجاز الثقافي العلمي 270 مرشحاً.
وفاز بالجائزة خلال الدورات السابقة 101 أديب وكاتب ومفكر عربي، فضلاً عن 5 مؤسسات ثقافية مرموقة أسهمت في نشر الثقافة والمعرفة، وحكّم في حقولها أكثر من 270 محكماً واستشارياً من مختلف المشارب الثقافية. وتبلغ قيمة الجائزة لكل حقل من حقولها 120 ألف دولار أميركي.