تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة في مجال التعايش والتسامح، والتي تأسست على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آن نهيان، طيب الله ثراه، فقد وضع سموه على عاتقه مسؤولية كل من المواطنين والوافدين القاطنين في الدولة، وكان الأب الحاني لكل من وطأت قدميه أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا يخفى على كل لبيب أن قيادتها وحكومتها وشعبها جسدت معاني المحبة والتعايش وقبول الآخر، باعتبارها أبرز القيم الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية التي قامت عليها منذ تأسيس دولة الإتحاد ، حتى أصبحت عاصمة عالمية للتسامح ، ولديها وزيرا للتسامح والتعايش ووزيرة دولة للسعادة لضمان سعادة المجتمع والرفاهية والإيجابي.
وتضم الإمارات أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والإحترام ، فيما كفلت قوانين الدولة للجميع العدل والإحترام والمساواة وجرمت الكراهية والعصبية، وأسباب الفرقة والاختلاف، فانطلقت قوافل التسامح والسلام من أرض الإمارات لتنير للعالم طريقه.
ومن ثمرة هذه السياسة الحكيمة أهدت قيادات دولة الإمارات البشرية خارطة التعايش والسلام عبر وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في أبوظبي في 4 فبراير 2019، حيث أن هذه الوثيقة غيّرت وجه العالم وعززت العلاقة بين الشرق والغرب، كما أسهمت في التقريب بين اتباع الحضارات المختلفة.
وعلى إثر هذا فقد شكلت منصة (pluriel) بالتعاون مع مركز (Trends ) أعمال المؤتمر الدولي الرابع لهذه الوثيقة تحت عنوان: “الأخوة الإنسانية” الذي انعقد في مدينة أبوظبي في 4 – 7 / فبراير 2024 بمركز ترندز للبحوث والاستشارات، حيث ضم المؤتمر 43 بحثا مهما بعناوين مختلفة وآراء متنوعة كلها في خدمة الإنسانية والتعايش السلمي والحوار بين الأديان ونبذ التطرف والكراهية وإقصاء الآخرين، والتأكيد على أن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلاهية قد خلق الله البشر عليها، وجعلها عرفا ثابتا تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد، وحرية الاختلاف، وتجريم إكراه الناس على دين بعينه أو ثقافة محددة ، أو فرض أسلوب حضاري لا يقبله الآخر.
كما أكد المؤتمر على أهمية اللقاء، الحوار والمحبة متنقلا من النمطية إلى ترحيب باللغات والتقاليد المتنوعة ، والهدف هو بناء علاقات متجددة ومستقبل مشترك بما يتوافق مع رؤية الأديان والثقافات المختلفة.
الدكتور ريباز صديق إسماعيل
جامعة صلاح الدين / اربيل