« سبوتنيك» سيدرج في التاريخ بوصفه حدث تاريخي لروسيا ، حيث يمثل إطلاق أول قمر صناعي سوفياتي ..
ومنه أنشئنا « سبوتنيك عربي» وهو عمل دؤوب رائع نخاطب به العالم العربي بلغتهم وبكل مصداقية وموضوعية ، ونركز على القضايا الإنسانية التي جلبت لنا الإعجاب
أجرت الحوار : بثينة جبنون / رئيسة تحرير مجلة «بثينة»
ترجمة: الدكتور نواف إبراهيم / إدارة سبوتنيك بموسكو
تشرفنا بإجراء حوار حصري مع السيد إيفان زاخاروف يوريفيتش رئيس إدارة العمل مع دول الشرقين الأدنى والأوسط في الإدارة الموحدة للبث بالمجموعة الدولية للإعلام « روسيا سيغودنيا «، وذلك لتسليط الضوء على نشأة مؤسساتهم الإعلامية الناطقة بالعربي وآفاق التوسع في القارة الإفريقية …
السيد إيفان يحمل خبرة مهنية طويلة وعالية في مجال البث الخارجي للإعلام الروسي.
ولد في 13 يوليو 1987 بمنطقة فيدنويه في ضواحي موسكو.
وهو خريج معهد بلدان آسيا وأفريقيا لدى جامعة موسكو الحكومية بإسم لومونوسوف، ومتخصص في الدراسات الشرقية.. يتحدث اللغتين الفارسية والإنجليزية.
منذ عام 2009 يعمل في الصحافة الدولية، حيث شق طريقه في عالم الصحافة بخطواته الأولى كمحرر في «إذاعة صوت روسيا» إلى أن شغل منصب رئيس قسم الشرقين الأدنى والأوسط في المجموعة الدولية للإعلام «روسيا سيغودنيا». مشارك في المحافل الصحفية الدولية في دول مختلفة ، وحائز جوائز حكومية من الإتحاد الروسي.
- في البداية لو نتعرف على سيرتكم المهنية ؟
تجربتي في البث الخارجي تمتد لأكثر من 14 عاماً، لقد كرست حياتي المهنية بأكملها في هذا الاتجاه.. ماذا يعني البث الخارجي ؟
تطلق هذه التسمية في روسيا على وسائل الإعلام التي تبث باللغات الأجنبية بهدف نقل موقف روسيا بالنسبة لهذه القضية أو تلك سياسية، اقتصادية، ثقافية، تعليمية، رياضية وإلخ……إلى الجماهير في مختلف البلدان .
في عام 2009، عندما كنت طالبًا في معهد «بلدان آسيا وأفريقيا» بجامعة موسكو الحكومية،
حصلت على فرصة عمل في إذاعة «صوت روسيا»، كوني متخصص في الشأن الإيراني وباللغة الفارسية، حينها كانت غايتي التدريب، لقد بدأت العمل كمحرر ووجدت نفسي ضمن فريق رائع من المحترفين ذوي الخبرة، حيث تعلمت الكثير منهم و الشيء الرئيسي الذي قدموه لي هو حب الصحافة ومحبة العمل في البث الإذاعي الخارجي.
في عام 2013، وبموجب مرسوم من رئيس الاتحاد الروسي، تم إستحداث المجموعة الدولية للإعلام «روسيا سيغودنيا»، والتي وحدت في إطارها عدد من أكبر وسائل الإعلام في ذلك الوقت.. وهذه المؤسسة أظهرت طموحاتها لتصبح الأفضل في بلدنا والحصول على أكبر قدر من إالإنتشار والإعتراف بها في الخارج.. أما بخصوص الجمهور الأجنبي في الخارج فقد أنشأت مجموعة «روسيا سيغودنيا» الإعلامية برند-علامة «سبوتنيك».
و منذ البداية، كانت عبارة عن مجموعة مواقع إلكترونية وشبكات تواصل إجتماعي وراديو بأكثر من 30 لغة.
“« سبوتنيك عربي» في طليعة الجبهة الإعلامية وهدفنا التوسع في افريقيا ونعتز بفريقنا المهني بالشرق الأوسط وشمال افريقيا “
بمجرد إنضمامي إلى فريق عمل «سبوتنيك»، إنطلقت مسيرتي وبدأت طريقي من رئيس مكتب التحرير في القسم الإيراني إلى رئيس دائرة العمل مع الشرقين الأوسط والأدنى.. اليوم أنا مسؤول عن تشغيل مواقع إلكترونية بأربع لغات (العربية، التركية، الفارسية، الدارية)، وعشرات شبكات التواصل الإجتماعي والإذاعة ومكاتب تمثيل وكالة الأنباء والإذاعة الدولية «سبوتنيك» في القاهرة وبيروت واسطنبول وأنقرة.
من الجدير بالذكر هنا أن فريق عملنا يضم أيضا عشرات الصحفيين في فلسطين وسوريا ولبنان والسودان وإيران وأفغانستان.، لدينا فريق عمل كبير متحاب ودود متعدد الجنسيات، وأنا فخور جدًا به.
- لو نتعرف على سبب إختياركم لكلمة «سبوتنيك « التي استخدمت في عدة مجالات مثل أول قمر صناعي روسي واللقاح الطبي خلال أزمة كورونا ؟
سيدرج يوم الرابع من شهر أكتوبر/تشرين أول من عام 1957 إلى الأبد في تاريخ البشرية بإعتباره أحد أهم الأحداث التاريخية .. إذ أنه تم في مثل هذا اليوم إطلاق أول قمر صناعي سوفياتي في العالم.. وفي عام 2014، تم إطلاق وكالة أنباء «سبوتنيك»، بما في ذلك باللغة العربية.
وفي عام 2020، في ذروة إنتشار جائحة فيروس كورونا»كوفيد19»، طورت روسيا لقاح «سبوتنيك V، الذي نال إعترافًا عالميًا بفعاليته.
أما، ما الذي يوحد كل هذه الأحداث، أعتقد أن الأمر لا يقتصر على الإسم فقط، على الرغم من أنه شرف عظيم لنا بالطبع أن نحمل الإسم نفسه الذي يحمله لأول قمر صناعي في التاريخ.
«سبوتنيك» بمظاهره الثلاثة آنفة الذكر هو نتيجة عمل رائع لعدد كبير من الناس الموهوبين ،المبدعين لأجل تقديم الفائدة للناس في كل أنحاء العالم .
- «سبوتنيك» هي وكالة خدمات أنباء وإذاعة عالمية روسية إنطلقت في 10 نوفمبر 2014 ، أنشئت بمرسوم رئاسي ، حيث تبث بعدة لغات دولية .. ماهو الهدف من إختيار اللغة العربية والتوجه للعالم العربي ، ومدى إهتمامكم بأحداث العالم العربي ؟
بالحقيقة اللغة العربية لو نظرت إليها من أي إتجاه كان، فهي مهمة جداً للصحافة من وجهات نظر متعددة.. وفيما لو أخذنا القياس من حيث الكم نرى فعلياً أنه عندما يسمع مديراً إعلاميا أن الجمهور المحتمل لمنتجه هو 23 دولة يبلغ عدد سكانها حوالي 380 مليون نسمة، فإن عيناه تبرق وتضيء حرفياً!
وفيما لو أخذنا قياس»بعد» الحدث في وقت يحتل فيه الشرق الأوسط نصيب الأسد من الأحداث العالمية الرئيسية التي تشكل كل الأجندات، نرى مسؤوليتنا تكمن في أن نكون حاضرين في المنطقة وأن نبقي سكانها والعالم على إطلاع على كل المستجدات.
وأخيراً دعونا نأخذ قياس «بعد» الصورة، كمستشرق، ليس لدي أدنى شك في أن الناس في العالم العربي يقدرون الموقف الموقر والإحترام تجاههم، أنا وزملائي نعمل بإنتباه وعناية فائقة، وفي الوقت نفسه، نلتزم بالموضوعية والصدق والحيادية.. نحن نركز على القضايا الإنسانية و نشعر بأن جمهورنا ومتابعينا في الدول العربية معجبون بعملنا هذا
“مجموعة «روسيا سيغودنيا» الإعلامية برند-علامة «سبوتنيك»، هي عبارة عن مجموعة مواقع إلكترونية وشبكات تواصل إجتماعي وراديو بأكثر من 30 لغة ”
- تبث إذاعة «سبوتنيك» بكل اللغات العالمية وتتميز بمنصاتها الرقمية من خلال التطبيقات والهواتف المحمولة .. ما مدى توسعها في العالم العربي ؟
التنمية – نتيجة للعمل الدؤوب، نحن نتجه نحو زيادة عدد ساعات البث الإذاعي في العالم العربي، لقد أطلقت وكالة الإنباء الدولية والإذاعة «سبوتنيك» مؤخراً برامج بثها على مدار 24 ساعة في لبنان على موجة كانت مملوكة سابقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ، بالإضافة إلى ذلك ينمو جمهور قناة TG Sputnik Arab «سبوتنيك على تلغرام» بسرعة فهي تتفوق على عدد من المنافسين الأجانب من حيث عدد المشتركين.
- توجهكم نحو دول إفريقيا يعكس سياسة روسيا الإتحادية في التوسع في عدة دول إفريقية وخاصة بشمال إفريقيا .. كيف تتهيأون لذلك بعد إفتتاح مكتبكم بالجزائر ؟
نعم تعتبر افريقيا وجهة مهمة لبث «سبوتنيك» باللغة العربية، مع الأخذ بعين النظر المحتوى الخاص بنا ، إذ يخصص جزء كبير منه للقضايا الحالية التي توفر تغطية للمشهد في كل من الجزائر وتونس والمغرب والسودان، وبالطبع مصر.. مكتبنا التمثيلي في القاهرة يعمل بنجاح منذ سنوات عديدة وهو حاليا مركز «سبوتنيك» الوحيد في أفريقيا، ونحن لن نتوقف عن المتابعة والتوسع والإنتشار ولدينا طموحات كثيرة للتوسع في افريقيا .
- تم حظر بث وتوزيع كل القنوات الروسية و»سبوتنيك» من طرف الإتحاد الأوروبي في عدة دول بالعالم ، وحتى على محرك غوغل وعلى اليوتيوب وعلى منصات التواصل الإجتماعي ، في سياق حزمة العقوبات التي فرضت على روسيا الإتحادية، كيف تم التعامل مع هذا القرار المجحف في حق مؤسساتكم الإعلامية ؟؟ وهل يعتبر قراراً غربياً ممنهجاً لتضليل الرأي العام العالمي ضد روسيا ؟
على مدار عشرة أعوام كان التوجه تعسفي من قبل محرك غوغل تجاه وسائل الإعلام الحكومية الروسية، زهذاوهذا واضح وملموس .. نعم هذه المشكلة بالنسبة لنا ليست مستجدة، ولكن عندما يقوم محرك غوغل بخلق عقبات جديدة فإننا نتفاعل مع الحدث، وعليكم أن تصدقوا أن هذا الأمر بالنسبة لنا لم يعد يشكل هاجساً يخلق التوتر لدينا وإنما يغدو مجالا لتعبئة أفضل الإمكانات لأفضل النوعيات ، وبنفس الوقت دعوة تحفيز للتقدم نحو الأمام وخلق إنجازات رفيعة وتحقيق تطورات خاصة بنا.
وفي نهاية المطاف ، غوغل ليس هو العام كله .. هناك منصات أخرى ، حيث نمتلك المعرفة والقدرة على العمل من خلالها.. تابعوا من فضلكم «سبوتنيك» عربي على قناة تلغرام ، نقوم هناك بتفعيل العديد من الميزات والتطبيقات، هذا عدا عن كمية الأخبار وأيضا الوسائط المتعددة : الفيديو،والتسجيلات الإذاعية، والأنفوغرافيك»الرسوم البيانية» .
“ تتمثل مهمة «سبوتنيك» في نقل وجهة النظر الغربية البديلة وتقدم صورة مثيرة للإهتمام في وقت قياسي وبكفاءة ومهنية عالية ”
- كيف تتم المعالجة الإعلامية للقضايا العربية في الإعلام الروسي الناطق باللغة العربية ؟
ومدى المصداقية والموضوعية التي تتوخونها ؟
سأتحدث فيما يخص «سبوتنيك عربي».. مهمتنا الرئيسية هي الحصول على المعلومات مباشرة من مكان الحدث ومن المشاركين في الأحداث ، وليس من خلال وسطاء أو إعادة نسخ أخبار وسائل الإعلام الغربية ، وإلا فإننا سوف نقوم بتحريف المعنى وهذا أمر غير مقبول مهنيا وغير مسموح به .. وبطبيعة الحال، نحن نسعى جاهدين للقيام بذلك بسرعة وحياد ونزاهة من خلال مراسلينا في المكاتب الخارجية ..
لايوجد عمل دون أخطاء، لكن في حال وقعت أي أخطاء نحن على وجه السرعة نتخذ التدابير اللازمة ونعمل على تصحيحها.
- الإعلام أصبح سلطة كبيرة يصنع الأحداث وأداة قوية في الحروب ، كيف تقيمون دور المؤسسات الإعلامية التابعة للحكومة الروسية في تغطيتها الحرب في أوكرانيا وهل قدمت الهدف المنشود ؟
حسب التقييم وحسب ما يصرح زملائي نحن في طليعة الجبهة الإعلامية، وهذا الوضع ملموس بشكل يومي، وهذا يتطلب زيادة المسؤولية والتطور والكفاءة في العمل والأداء .. بالمحصلة نتائج تغطية الأحداث التي تجري في العالم ستحكم على كل شيء .. صدقوني، نحن نفعل كل ما يتوجب علينا القيام به، بل وأكثر من ذلك… لأن هدفنا التميز والإمتياز .
- ماهي مشاريع مجموعتكم الإعلامية في المستقبل ؟
نحن نعمل في بيئة متعددة المهام، وفي نفس الوقت نعمل على تطوير شبكات التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية والراديو .. أيضا نحن نعمل بنشاط وجد على توسيع شبكة مراسلينا، حيث نزيد من معارفنا وتوسع مجموعتنا الإعلامية .. نحن عازمون على مواصلة طريقنا ولا ننسى تعميم إسم «برند»مؤسستنا.. فنحن نشارك أيضا في المؤتمرات والمعارض والمنتديات الدولية المختلفة للترويج لمؤسساتنا الإعلامية الرائدة.
- كلمة حرة لكم ؟
يسعدني أن أتقدم بجزيل الشكر لمجلة « بثينة» على هذه الدعوة الكريمة وهذا الحوار المتميز ، الذي من خلاله نقوم بمصافحة متابعينا في العالم العربي وتحديدا بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. حتما لنا دائماً سعادة التواصل معهم وأن نكون في خدمتهم .. مع أطيب الأمنيات لكم بالتوفيق والنجاح في إبداعاتكم وإصداراتكم القيمة .