قالت صحيفة هآرتس إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقد السيطرة على كذبه كما يحدث له عندما يكون تحت الضغط، خاصة أنه محشور في الزاوية بسبب ضغوط الدعوة إلى صفقة المحتجزين والولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة -في تقرير لأنشيل فيفر- أن نتنياهو قال في لقاء مع أقارب المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة إنه خلافا لما يقال، لا يوجد أي إقتراح حقيقي من جانب “حماس” وهذا غير صحيح، وفقا لفيفر.
وأضاف الكاتب “سأقول ذلك بكل وضوح قدر استطاعتي، ليتساءل بعد ذلك “من قال إن هناك إقتراحا من حماس؟ ويرد بأن نتنياهو هو نفسه من قال قبل أقل من 24 ساعة “إنني أرفض تماما شروط الإستسلام التي يطرحها وحوش حماس”.
وبالتالي -يشير الكاتب- إلى أنه ليس هناك إقتراح فحسب، بل إن معه شروطا فعلية واصل نتنياهو تفصيلها، إذ قال “مقابل إطلاق سراح رهائننا تطالب حماس بإنهاء الحرب وانسحاب قواتنا من غزة وإطلاق سراح القتلة والمغتصبين من النخبة وترك حماس في مكانها”.
ورغم أن نتنياهو يستطيع التهرب من الكذب على عائلات المحتجزين وعلى الجمهور، فإن ما يقلقه أكثر هو أن الحكومة المصرية توشك أن تقدم إقتراحا رسميا بشأن صفقة لإطلاق سراح المحتجزين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين ووقف طويل الأمد لإطلاق النار في غزة، وهو ما يفضله رفيقاه بيني غانتس وغادي إيزنكوت، وسيطالبانه بإجابة واضحة ولن يسمحا له بالتهرب.
وفي الوقت نفسه، لا يزال نتنياهو يحاول الكذب على الرئيس الأميركي جو بايدن، فقد أعطاه الانطباع بالإستعداد للنظر في أشكال معينة من الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ثم لجأ إلى وسائل التواصل الإجتماعي وكتب “لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على غرب الأردن، وهذا يتعارض مع الدولة الفلسطينية”.
وبعد أن أصبح عاملا الضغط -وهما الأميركيون وصفقة المحتجزين- غير محتملين فإن من الممكن أن يوافق نتنياهو على بحث إمكانية الأقتراح المصري والإطار الأميركي، لأنه من المحتمل أن ترفضه حماس والسلطة الفلسطينية، وبالتالي قد يلعب على كسب الوقت في هذه الأثناء.
لكن القلق الأكبر وأكثر ما يخشاه نتنياهو هو خسارة الأغلبية في الكنيست بعد أن استغرق 4 سنوات و5 حملات إنتخابية -بينها 18 شهرا محبطا خارج منصبه- حتى يتمكن من تأمينها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فهذه الأغلبية من الأحزاب التي دعمته في الانتخابات الأخيرة هي كل شيء بالنسبة له، وسوف يفعل أي شيء لتجنب تبديدها.
وأي إشارة من نتنياهو إلى إستعداده قبول وقف إطلاق النار أو الموافقة على سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة بعد الحرب -كما يقول الكاتب- سوف تعرّض 14 مقعدا للخطر، ليس لأن زعيمي الحزبين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير في عجلة من أمرهما لمغادرة الإئتلاف الحاكم ولكن لأنهما بحاجة إلى تعزيز ادعاءاتهما بأنهما “اليمينيان الحقيقيان” عندما تأتي الإنتخابات المقبلة.
وبدون هذين الظهيرين سيكون نتنياهو تحت رحمة غانتس وإيزنكوت الذي يمتلك حزب الوحدة الوطنية صاحب المقاعد اللازمة لإبقاء الحكومة واقفة على قدميها إذا غادرتها الأحزاب اليمينية المتطرفة، لكنهما سيرغبان في إستبداله في أقرب وقت ممكن.
وخلص الكاتب إلى أن نتنياهو لا يستطيع كبح الأحداث إلى الأبد رغم تجنبه إجراء مناقشة جدية في مجلس الوزراء بشأن إستراتيجية “اليوم التالي” في غزة، ولكنه مهما فعل من المرجح أن يخسر جزءا من ائتلافه الطارئ في غضون أسابيع، ولن يستطيع سموتريتش وبن غفير حمايته من القرارات التي يتعين عليه إتخاذها، وسرعان ما ستنفد أكاذيبه، وفقا للكاتب.