هيومن رايتس ووتش تدعو لبنان للإفراج عن نجل القذافي المحتجز “ظلما” منذ أكثر من 8 سنوات
دعت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات اللبنانية للإفراج “فورا” عن هنيبعل القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل ، المحتجز إحتياطيا منذ 8 سنوات بتهم وصفتها المنظمة بأنها مثيرة للسخرية وملفقة، حيث أشارت المنظمة إلى أن 80% تقريبا من نزلاء السجون في لبنان رهن الحبس الإحتياطي، وبعضهم محتجز لسنوات عديدة دون تهمة.
وقد إعتقلت “قوى الأمن الداخلي” اللبنانية، التي تشرف على عمليات السجون، هانيبال القذافي في ديسمبر/كانون الأول 2015، بزعم صلته بإختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا بعد زيارة رسمية في أغسطس/آب 1978.
وبحسب أحد محاميّ القذافي، إتهمت السلطات اللبنانية هنيبعل بـ”حجب معلومات والتدخل لاحقا في جريمة الإختطاف المستمر” للإمام الصدر، رغم أن عمر القذافي الإبن في 1978 كان وقتها عامين فقط، ولم يشغل بعد بلوغه سن الرشد أي منصب رسمي رفيع، وفق المنظمة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن “الإحتجاز التعسفي المفترض لهنيبعل القذافي بتهم ملفقة بعد إمضائه 8 سنوات في الحبس الإحتياطي، يثير السخرية من النظام القضائي اللبناني الضعيف أصلا”.. وأضافت أن السلطات اللبنانية إستنفذت منذ فترة طويلة أي مبرر للإستمرار في إحتجاز هنيبعل القذافي وينبغي لها إسقاط التهم والإفراج عنه.
وقالت المنظمة إنها راسلت في يوليو/تموز 2023، بشكل منفصل، اللواء عماد عثمان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللبنانية، والقاضي زاهر حمادة، المحقق العدلي المسؤول عن القضية، تطلب معلومات تفصيلية عن الوضع القضائي للقذافي وصحته، لكنها لم تتلق أي رد.
وقال فريق الدفاع إن هنيبعل القذافي أضرب عن الطعام من يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول إحتجاجا على إستمرار إحتجازه التعسفي ، وكذلك ظروف الإحتجاز التي نتج عنها خسارة شديدة في وزنه ودخوله المستشفى بشكل متكرر.
وقد إختطف مجهولون هنيبعل القذافي في 2015 في سوريا قرب الحدود اللبنانية بعد أن جرى خداعه بأنه سيجري مقابلة مع إحدى الصحف، بحسب تقارير.. وبدل ذلك، نقله المسلحون إلى لبنان، حيث عذبوه وطالبوه بمعلومات عن إختفاء الإمام الصدر وطلبوا فدية، وفقا لمحاميه، حيث كان القذافي يعيش في سوريا مع عائلته بعد فراره من ليبيا في بداية ثورة 2011 التي أطاحت بنظام والده، وبعد قضائه فترة في الجزائر وعُمان.
هنيبعل القذافي يقبع في السجون اللبنانية منذ نهاية 2015 على خلفية إختفاء الإمام موسى الصدر
وحررت السلطات اللبنانية هنيبعل القذافي من خاطفيه، لكنها بحسب تقارير إعتقلته بعد أيام وأبقته محتجزا لدى “شعبة المعلومات” التابعة لقوى الأمن الداخلي بعد إصدار القاضي حمادة مذكرة توقيف إتهمه فيها بإخفاء معلومات حول إختفاء الإمام الصدر.
وخلال الأيام القليلة الماضية إنشغل الليبيون بأخبار إنتشرت عبر وسائل التواصل الإجتماعي، تحدثت عن وفاة نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي هنيبعل في لبنان.
وتداولت صفحات تلك الأخبار بكثرة خصوصا بعدما تدهور حال هنيبعل القذافي مرارا خلال العام الماضي، ما إستدعى نقله إلى المستشفى، حيث كتبت منشورات إنه تعرض لنوبة قلبية في سجون لبنان أودت بحياته.. إلا أن تلك الشائعات مغلوطة جملة وتفصيلا، وقد نفت عدة مصادر ما تردد عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي عن وفاة هنيبعل .
وقد صرحت ريم يوسف الدبري موكلة هنيبعل إن هذه الأخبار عارية من الصحة جملة وتفصيلاً، ومجرد شائعات، لا تعلم الغرض من نشرها في الوقت الحالي .. وعن قضية موكلها، أضافت ريم الدبري أنه لا يوجد أي جديد حول الملف حتى الآن.
وتحظى قضية نجل القذافي بإهتمام ومتابعة الليبيين، وكانت عادت إلى الواجهة قبل أشهر بعد إعلان إضرابه عن الطعام، تنديدا بإستمرار القضاء اللبناني في إحتجازه ظلما وتعسفيا منذ أكثر من 8 سنوات.
وكان المجلس الرئاسي الليبي قد أعلن عن تشكيل لجنة برئاسة وزيرة العدل حليمة البوسيفي، لمتابعة هذا الملف، كما أمر بتشكيل هيئة دفاع تتولى المتابعة القانونية أمام كافة الجهات والمحاكم اللبنانية بما يكفل توفير محاكمة عادلة لم يتم حتى الآن الإعلان عن نتائج أعمالها.