رأى موقع “مودرن دبلوماسي” أنّ الغرب يخسر أمام منافسيه مع مرور الوقت، وهذه حقيقة تواجهها الولايات المتحدة وأوروبا أكثر من أي وقت مضى، مستشهداً بالعدوان على غزّة، والحرب في أوكرانيا، واللذين يمثلان “كابوساً للغرب”، بسبب “انتصار روسيا وحماس في الحروب الجيوسياسية”.
وشرح الموقع أنّ “الوضع راكد ويتدهور (في أوكرانيا)، ويرجع ذلك إلى الحرب، التي لا هوادة فيها.. وأدّى إرهاق الحرب للغرب إلى إعاقة المساعدات المقدمة إلى كييف، وتوقفها في بعض الأحيان، في حين يلوح إحتمال إعادة إنتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على أنه إحتمال مخيف في أوكرانيا، إذ يُلقي ظلالاً من الشك على دعم الناتو المستمر لشركائه”.
ونتيجةً لذلك، “تنجرف أوكرانيا بعيداً عن هدفها المتمثل بإستعادة سيادتها على الأراضي التي تحتلها روسيا.. وتقترب موسكو إلى هدفها المتمثل بتأمين الأراضي التي سيطرت عليها.. وهذه النتيجة تقوّض صدقية حلف شمال الأطلسي وأوروبا، وقدرتهما على حماية حلفائهما، وتقلل نفوذهما في أوروبا الشرقية إلى أدنى مستوى على الإطلاق”.
وبالنسبة إلى العدوان على غزّة، قال الموقع” إنّ الحرب لا تسير على ما يرام، بالنسبة لإسرائيل وحلفائها الغربيين.. وسوف تستغرق عمليات إسرائيل البرية والأنفاق وقتاً طويلاً، بينما يريد بايدن والقادة الأوروبيون، لأسباب إنتخابية ومعيارية جيوسياسية، إنهاء الحرب والتوسط بشأن وقف إطلاق النار”.
من ناحية أخرى، ذكر الموقع أنّ “الحرب المطوّلة في غزة، والإنتهاكات الصارخة والمتهورة، والتي ترتكبها إسرائيل للقوانين الإنسانية الدولية، من شأنها أن تزيد في الضغوط التي يمارسها الرأي العام الدولي، وخصوصاً في الجنوب العالمي والمجتمعات الإسلامية في الولايات المتحدة وأوروبا، لحملها على وقف إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن”.
وأكّد أنّ إنتهاكات “إسرائيل” “ستكشف المعايير المزدوجة، التي يستخدمها الغرب تجاه أوكرانيا وفلسطين، وهذا يُفقد الغرب صدقيته المعيارية والقيمية المزعومة في عيون أجزاء كثيرة من العالم، وخصوصاً العالم العربي”.
وفي الوقت نفسه، فإن “مرور الوقت يفيد روسيا وحماس”، وأيّ نتيجة تثبت إعلانهما النصر “ستقوض صدقية الغرب وتضعف معاييره، فضلاً عن تقليص نفوذه في المنطقتين الجيوسياسيتين الحيويتين في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط”، بحسب الموقع.
وأكّد “مودرن ديبلوماسي” أنّه “إذا إستمر الإتجاه الحالي، فإنّ عام 2024 سيكون العام الذي سيدفع فيه الغرب، وخصوصاً أوروبا، ثمن خسائره”.
وأشار أنّ “كابوس أوروبا، الذي تعيشه بسبب الهيمنة الأميركية، يصبح أكثر واقعية كل يوم”، موضحاً أنّ أوروبا تعاني، بصورة عامة، عواقب طموحات الهيمنة الأميركية واعتمادها على واشنطن.. وهذا الأمر سيكون “ثمنه هذه المرة أعلى من أي وقت مضى، وسوف يؤدي إلى تأكّل سمعة أوروبا ونفوذها في أجزاء كثيرة من العالم، بل حتى داخل قارتها”.
وأضاف” أن التحول في إستراتيجية الولايات المتحدة تجاه روسيا والصين، من الردع والتوازن العسكري إلى الإحتواء والإضعاف، لم يؤدِّ إلى تقويض الردع الغربي فحسب، بل فشل أيضاً في إحتواء روسيا والصين”.
وشدد على “أنّ أي شيء أقل من إنتصار أوكرانيا وتدمير حماس، سوف يعني هزيمة الغرب في صراعه الجيوسياسي مع روسيا والصين، وهو صراع يبدو أن الغرب خسره بالفعل في الجبهتين المعيارية والسردية”.