أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، مساء الاثنين، مقتل أسيرين إسرائيليين لديها في قطاع غزة أثناء قصف لجيش دولتهما على القطاع.
جاء ذلك خلال مقطع مصور بثته “القسام” يظهر 3 أسرى يوجهون رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية يطالبون فيها بوقف الحرب وإعادتهم إلى عائلاتهم، ليظهر في آخر المقطع مشهدا يوثق مقتل اثنين منهم.
وأظهر المقطع في البداية يوسي شرعابي (53 عاما) وتايس فريسكي (38 عاما) ونوعا أرغماني (26 عاما) وهم يتحدثون عن وقائع احتجازهم وظروفهم في الأسر وخوفهم من الموت بفعل القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع الفلسطيني، ويطالبون حكومتهم بإعادتهم إلى منازلهم.
وفي نهاية المقطع المعنون بـ”نحن لا نزال على قيد الحياة، أعيدونا إلى البيت”، أظهر الفيديو جثتي شرعابي وفريسكي بنفس الملابس التي ظهروا بها في بداية المقطع، دون تحديد وقت ومكان مقتلهم في غزة.
وبعد أن أعلن متحدث “كتائب القسام” أبو عبيدة، يوم الأحد، أن مصير العديد من أسرى إسرائيل في غزة “بات مجهولا خلال الأسابيع الأخيرة”، مرجحا مقتل بعضهم مؤخرا، حيث نشرت “القسام”، مقطعا مصورا مقتضبا للأسرى الثلاثة وكتبت في ختامه رسالة لأهاليهم: “انتظرونا.. غدا سنخبركم بمصيرهم، حكومتكم تكذب”.
وتقدر إسرائيل وجود نحو “137 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة”، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نفذت “حماس” هجوما على مستوطنات غلاف غزة قتلت فيه نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت حوالي 5431، وأسرت 239 على الأقل.
وترعى مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة، جهودًا للتوصل إلى هدنة مؤقتة ثانية في غزة، حيث تم التوصل للهدنة الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن إطلاق سراح 105 محتجزين لدى حماس بينهم 81 إسرائيليا، و23 مواطنا تايلانديا، وفلبيني واحد، و240 أسيرا فلسطينيا.
وفقدت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، الاتصال والتواصل مع أحد أفراد مجموعتها الآسرة لأحد الأسرى الإسرائيليين، مؤكدةً أن ذلك وقع بسبب قصف “جيش” الإحتلال الهمجي على قطاع غزة، ليلة رأس السنة.
وفي وقت سابق، رجّحت كتائب القسّام مقتل 5 أسرى إسرائيليين أيضاً، بعد فقدانها الإتصال بالمجموعة المسؤولة عنهم، من جراء الغارات التي يشنّها الإحتلال على القطاع.
وسبق أن نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مشاهد مصوّرة لأسيرين إسرائيليين لديها أيضاً، أكدا أنّ حياتيهما في خطر بسبب القصف الإسرائيلي على غزة. وقالا، في رسالة إلى مسؤولي حكومة الإحتلال: “نشعر يأنّكم لا تريدون أن نعود أحياءً”.
ومطلع الشهر الجاري، نشرت كتائب القسام مقطع فيديو توجّهت فيه إلى عائلات الجنود الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
الفيديو نُشر تحت عنوان: “إلى عائلات الجنود الأسرى.. احذروا!”، تضمّن رسالةً مفادها أنّ “نتنياهو لا يأبه بموت كل الجنود الأسرى، لأنّ أخاه يوناتان قُتل في محاولة لتحرير الأسرى، ويقول لكم (لعائلات الأسرى) بصورة واضحة: ذوقوا ما ذقت بموت أخي”.. واختُتم الفيديو، الذي نُقل باللغات العربية والعبرية والإنكليزية، بعبارة “لا تثقوا به”؛ أي نتنياهو.
وساهمت هذه المشاهد في إشعال غضب أهالي الأسرى الإسرائيليين، الذين يُنظمون باستمرار تظاهرات إحتجاجية في “تل أبيب”، تحت شعار “أعيدوا الأسرى الآن”، مطالبين بإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى، ومنتقدين سلوك رئيس حكومتهم، بنيامين نتنياهو، في هذا الملف.
بدورها، تؤكّد المقاومة الفلسطينية أنها لن تفاوض على الأسرى الإسرائيليين إلاّ بعد وقف الحرب على غزّة، رافضةً أي اتفاقات موقتة. ولفتت إلى أن الإحتلال الإسرائيلي هو من يعرقل التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل.