لفتت المحامية عديلة حسيم، الأنظار خلال أولى جلسات الإستماع في الدعوى القضائية التي أقامتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، في مدينة لاهاي بهولندا، بشأن إرتكاب تل أبيب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في حربها على قطاع غزة التي إندلعت في 7 أكتوبر الماضي.
وقدَّمت عديلة حسيم، التي تُمثّل بلدها جنوب إفريقيا مع فريق آخر من المحامين، خلال مرافعتها التي إستغرقت نحو نصف ساعة ، العديد من الحجج أمام المحكمة لإثبات ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة.
عديلة هاشم :
عاديلة هاشم ولدت في عام 1965 بمدينة ديربان بجنوب إفريقيا، هي محامية صعدت إلى الصدارة الدولية كعضو في الفريق القانوني في قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في يناير 2024.. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة “حقوق الإنسان” من منظمة العفو الدولية عام 2002، وجائزة “المرأة المتميزة” من حكومة جنوب إفريقيا عام 2005، وجائزة “القانون والعدالة” من مؤسسة “فورد” عام 2010.
وتمتد مسيرة عديلة حسيم القانونية لعقود، وركزت بشكل أساسي على قضايا الحقوق الإجتماعية والإقتصادية ، وهي متخصصة في القانون الدستوري والإداري والصحي والمنافسة.
وعملت عديلة قاضية بالإنابة، وساهمت في العديد من الدوريات القانونية والصحية، كما شاركت في تأسيس منظمة Corruption Watch المعنية بمكافحة الفساد، ولديها العديد من المؤهلات الأكاديمية، تشمل بكالوريوس في الآداب والقانون، وماجستير في القانون، ودكتوراه في العلوم القضائية. كما تم قبولها في نقابة المحامين في جوهانسبرج في يونيو 2003.
وفي عام 2014، انضمت إلى وفد منظمة “افتحوا شارع الشهداء” من جنوب إفريقيا، التي تعارض الإستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، إذ حاولت الوصول إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية، وذلك ضمن الاحتجاج الدولي السنوي الخامس تحت شعار “افتحوا شارع الشهداء”، وهو الشارع الذي تقيّد فيه إسرائيل الحركة، حيث تسمح فيه بمرور المستوطنين الإسرائيليين في مستوطنتي “كريات أربع، وأبراهام أفينو”.
السيرة الذاتية لعديلة هاشم
حصلت عديلة هاشم على بكالوريوس في الآدابوبكالوريوس في الحقوق من جامعة ناتال .. ثم حصلت على زمالة فرانكلين توماس لمتابعة درجة الماجستير في القانون في كلية الحقوق بجامعة سانت لويس في سانت لويس بولاية ميسوري ، وتخرجت في عام 1999، حيث حصلت على دكتوراه في علوم القانون من كلية الحقوق في نوتردام، إنديانا بالولايات المتحدة، والتي أكملتها في عام 2006.
السيرة المهنية
كانت عديلة هاشم كاتبة قانونيًة في المحكمة الدستورية لبيوس لانجا وإدوين بكاميرون، وشاركت في قضية سوبراموني ضد وزير الصحة الجنوب إفريقي عام 1997… وقد أسست “مرصد الفساد” في جنوب أفريقيا عام 1999 لفضح الفساد الحكومي ومحاسبة المسؤولين.
كما شاركت، وهي العضو المسلم في فريق جنوب إفريقيا أمام “محكمة العدل الدولية”، في تأسيس “مركز المادة 27” للدفاع عن حقوق الإنسان عام 2001، الذي يُعنى بتقديم الدعم القانوني للضحايا ونشر الوعي حول حقوق الإنسان.
وفي عام 2003 أصبحت عضوًا بنقابة محامي جنوب أفريقيا.
تم قبول عديلة هاشم في جمعية جوهانسبرج للمحامين، وهي أكبر نقابة محامين في جنوب أفريقيا.. كما عملت في مشروع قانون الإيدز.
وفي عام 2007، انضمت إلى لجنة حملة العمل من أجل العلاج جنبًا إلى جنب مع أمثال أندرو فاينشتاين وشيريل جيلوالد لدعم نوزيزوي مادلالا روتليدج في أعقاب إقالتها من منصب نائب وزير الصحة.. أيضا شاركت عديلة هاشم في تحرير الصحة والديمقراطية: دليل لحقوق الإنسان وقانون وسياسة الصحة في جنوب أفريقيا ما بعد الفصل العنصري (2007) وقانون الصحة الوطني: دليل (2008).
وفي عام 2010، ساعدت عديلة هاشم في تأسيس منظمة المصلحة العامة القسم 27، حيث عملت كمديرة للتقاضي. وهي أيضًا عضو مؤسس في منظمة مراقبة الفساد.
وتشغل عديلة هاشم حاليا منصب كبير المستشارين في شركة ثولاميلا تشامبرز.
في يناير 2024، ظهرت هاشم في لاهاي كعضو في الفريق القانوني الذي يمثل إجراءات جنوب أفريقيا التي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية .
مجزرة “الحرم الإبراهيمي”
وتعود جذور علاقتها بالقضية الفلسطينية إلى النصف الأول من التسعينيات، وتحديداً في أعقاب ما يُعرف بـ”مجزرة الحرم الإبراهيمي” التي وقعت في عام 1994، حين فتح مستوطن إسرائيلي النار وبمساعدة آخرين، على مصلّين فلسطينيين داخل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وأودى الهجوم بحياة 29 فلسطينياً وإصابة 15 آخرين.
وفي تصريحات سابقة، وصفت عديلة الفصل العنصري في فلسطين بأنه “أبشع من أبارتهايد جنوب إفريقيا”، وذلك في إشارة إلى نظام الفصل العنصري الذي كان معمولاً به في البلد الإفريقي.
مرافعة جلبت أنظار العالم في محكمة العدل الدولية
وفي مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية، قالت عديلة حسيم إن “ما يحدث في غزة اليوم قضية تؤكد جوهر إنسانيتنا المشتركة ، وفقاً لما تم التعبير عنه في الشعار السابق لإتفاقية الإبادة الجماعية، حيث تؤكد جنوب إفريقيا أن إسرائيل انتهكت المادة 2 من الإتفاقية بارتكابها أعمالاً تندرج ضمن تعريف الإبادة الجماعية.. وتظهر هذه الإجراءات أنماطاً منهجية من السلوك يمكن الإستدلال منها على الإبادة الجماعية”.
وبينما كانت تعرض صوراً للمقابر الجماعية التي دُفنت فيها جثث الضحايا في القطاع الفلسطيني المحاصر، تابعت عديلة حسيم قائلة: “أول عمل إبادة جماعية هو القتل الجماعي للفلسطينيين في غزة، وغالباً ما تكون الجثث غير محددة الهوية”.
وأضافت: “استخدمت إسرائيل 6 آلاف قنبلة في الأسبوع، وقنابل تزن ما يزيد على 900 كيلوجرام مرة على الأقل في جنوب غزة الذي صنفته بأنه آمن.. لا أحد بمنأى عن ذلك.. ولا حتى الأطفال حديثي الولادة.. وقد وصفها قادة الأمم المتحدة بأنها مقبرة للأطفال”.
وأشارت عديلة حسيم إلى ” أن الهجمات الإسرائيلية خلّفت ما يقرب من 60 ألف جريح ومشوّهاً مرة أخرى، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك في ظروف إنهار فيها نظام الرعاية الصحية تقريباً”.
وأردفت بقولها: “يُعتقل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، وتُعصب أعينهم، ويجبرون على خلع ملابسهم، ويُحملون على شاحنات، وينقلون إلى أماكن مجهولة. إن معاناة الشعب الفلسطيني، جسدياً وعقلياً، لا يمكن إنكارها”.
جوائز وتكريمات
وشاركت عديلة في تأليف كتاب بعنوان “الصحة والديمقراطية: دليل لحقوق الإنسان والقانون والسياسة الصحية في جنوب إفريقيا بعد الفصل العنصري”، وكانت المؤسسة المشاركة ومديرة التقاضي في منظمة Section27 المعنية بحقوق الإنسان حتى عام 2017.
وحصلت عديلة كذلك على جوائز وتكريمات، من بينها جائزة “حقوق الإنسان” من منظمة العفو الدولية في عام 2002، وجائزة “المرأة المتميزة” من جنوب إفريقيا عام 2005 ، وجائزة “القانون والعدالة” من مؤسسة فورد عام 2010 .