شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، على رفضه التام أي محاولات تهجير قد تطال أي مواطن فلسطيني من قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، والتي وصلها بلينكن قادما من القدس، في وقت سابق اليوم، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وقال عباس: “لن نسمح بحدوث التهجير لأي مواطن فلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية”.
وحذر عباس “من خطورة ما تقوم به إسرائيل من إجراءات تهدف لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، أو الضفة الغربية، بما فيها القدس، والتي كشفتها التصريحات الصادرة عن وزراء ومسؤولين إسرائيليين”.
وأكد” أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الإحتلال في فصله، أو اقتطاع أي جزء منه”.
وركزت مباحثات عباس وبلينكن على جهود وقف الحرب في قطاع غزة، والتطورات في الضفة الغربية، وأهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع.
وتأتي زيارة بلينكن لإسرائيل وللأراضي الفلسطينية ضمن جولة جديدة هي الرابعة له في المنطقة منذ إندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.. وتمحورت الجولة حول تفادي إتساع الحرب إلى جبهات أخرى، والبحث في “اليوم التالي” لما بعد إنتهائها، والدعوة إلى حماية المدنيين وزيادة المساعدات للقطاع الذي يواجه أزمة انسانية متعاظمة.
وإلتقى بلينكن في تل أبيب الثلاثاء عددا من المسؤولين الإسرائيليين، يتقدمهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية “أن بلينكن إلتقى اليوم الأربعاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله بالضفة الغربية، حيث بحث بلينكن وعباس التقلبات المتزايدة في الضفة الغربية والجهود الأمريكية لمعالجة العنف (الإسرائيلي) المتطرف”.
ومنذ إندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد من وتيرة الاقتحامات والمداهمات للمدن والبلدات والمخيمات، وما نتج عنها من مواجهات وعمليات قتل واستهداف.
كما بحث بلينكن وعباس الجهود الجارية لتقليل الأضرار التي لحقت بالمدنيين في غزة وتسريع وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين بجميع أنحاء غزة.
وتزامنا مع زيارة بلينكن، نظم عشرات الفلسطينيين، في وقت سابق الأربعاء، مسيرة إحتجاجية وسط مدينة رام الله، تنديدا بالزيارة.
وتأتي زيارة بلينكن إلى رام الله ضمن جولة يجريها في المنطقة، لبحث تطورات حرب غزة والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.
ومساء الإثنين، وصل بلينكن إلى إسرائيل في زيارة هي الخامسة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في إطار جولة إقليمية بدأها في تركيا واليونان وشملت أيضا السعودية والأردن وقطر والإمارات ومصر.
وفي سياق آخر، شدد بلينكن في لقائه مع عباس على موقف الولايات المتحدة المتمثل في أن جميع عائدات الضرائب الفلسطينية التي تجمعها إسرائيل يجب أن يتم تحويلها باستمرار إلى السلطة الفلسطينية وفقا للاتفاقيات السابقة.
وأكد الوزير على أن الولايات المتحدة تدعم الخطوات الملموسة نحو إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، يعيش فيها الطرفان بسلام وأمن.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن عباس أكد خلال لقاء بلينكن على ضرورة الإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية فورا.
والخميس الماضي، أفادت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، بأن “أموال المقاصة الفلسطينية سيتم بحث تحويلها خلال زيارة بلينكن إلى إسرائيل”.
وتعتمد السلطة الفلسطينية بشكل كبير على “أموال المقاصة”، التي تقوم إسرائيل بجمعها من الضرائب نيابة عن السلطة مقابل واردات الفلسطينيين على السلع المستوردة.
ومنذ بداية الحرب على غزة، في 7 أكتوبر، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، رفضه تحويل أموال المقاصة كاملة إلى السلطة الفلسطينية.