إستشهد القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري الثلاثاء في ضربة إسرائيلية إستهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد 88 يوما على بدء الحرب في قطاع غزة.
وقال مصدر أمني لبناني بارز إن ضربة إسرائيلية قتلت صالح العاروري مع عدد من مرافقيه، موضحاً أن طابقين في المبنى المستهدف تضرّرا .
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن إنفجارا ناتجا عن مسيرة إسرائيلية إستهدف مكتبا لحماس في المشرفية بالضاحية الجنوبية لبيروت وأدّى إلى سقوط ستة شهداء.
وأكّد تلفزيون الأقصى التابع لحماس من قطاع غزة “ استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الشيخ المجاهد القائد صالح العاروري في غارة صهيونية غادرة في بيروت”، وأشار إلى إستشهاد “اثنين من قادة القسام في بيروت” معه.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق في بيان “عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الإحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا، أو النيل من إستمرار مقاومته الباسلة.. وهي تثبت مجدّداً فشل هذا العدو الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في قطاع غزَّة”.
وفي 31 أكتوبر/ تشرين أول فجر الجيش الإسرائيلي منزل العاروري، في بلدة عارورة قرب رام الله بالضفة الغربية، وذلك بعد أيام من عملية واسعة النطاق ضد نشطاء “حماس” في القرية وتحويل المنزل إلى مركز للتحقيق معهم.
وكان الشهيد الشيخ صالح العاروري قد تطرّق، في مقابلةٍ سابقة مع “الميادين”، إلى تهديدات الإحتلال الإسرائيلي باغتياله وإستهداف قيادة “حماس”، قائلاً إنّ “التهديد الإسرائيلي لشخصي لن يغيّر قناعاتي، ولن يترك أي أثر، ولن يغيّر مساري قيد أنملة”، مُضيفاً: “نحن مؤمنون، ونتمنى أن تُختتم حياتنا بالشهادة التي نعتز بها”، مشيراً إلى أنّ الشهادة هي الفوز العظيم في نظر قادة المقاومة.
وعقب معركة “طوفان الأقصى”، إلتقى صالح العاروري بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله برفقة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث جرى تقييم المواقف المتخذة دولياً وإقليمياً وما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحساسة، كما بحث سبل تحقيق إنتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين ووقف العدوان على غزة وفي الضفة.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية في بيان مقتضب: “سمع دوي انفجار في منطقة المشرفية (بالضاحية الجنوبية في بيروت)منذ قليل، ولم تعرف الأسباب حتى الآن”، وأشارت الوكالة إلى أن “النيران شوهدت وهي تندلع في إحدى السيارات” دون مزيد من التفاصيل.
وصالح العاروري من مؤسسي كتائب “عز الدين القسام”، وقد أمضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، الى أن أفرج عنه في العام 2010، وأبعدته إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية، حيث يقيم العاروري كما عدد آخر من قادة حركة حماس في لبنان.
وقد إعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قصف إسرائيل مكتب حماس “توريطاً” للبنان في الحرب”.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلا شبه يومي للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله الموالي لإيران والداعم لحركة حماس، ما يثير مخاوف من توسع الحرب.