“طوفان الأقصى” وماذا بَعدْ …؟؟؟ عكسيٌّ بدأ العدّْ ..هي خمسة وسبعون عاما من المعاناة حتى جاء الرد وأي رد هذا الرّدْ .. وأي مَدْ كان هذا المٓدْ ..هي معجزة هي إسطورة ولو أنها مكلفة ، لكنها جاءت على القدّْ ..لقد رأينا بأم العين وَهنٓ بيت العنكبوت حتى ولو بُني بالفولاذ والحديد من كل طرف وكل حٓدْ ..لله درهم أبناء غزة العزة وما أجملهم بما يحملونه بقلوبهم للقدس من عشق وشوق وحب وودْ …هـؤلاء رجال الله وإن رموا فإن الله رمى بجدْ ..هـؤلاء أحفاد المصطفى وأولياء الغدْ ..هـؤلاء أنبل بني البشر وأكرم من على هذه الأرض طولاً وعرض .. هـؤلاء اللذين عاهدوا الله على أن يحملوا أرواحهم بأياديهم فداءً لأوطانهم حتى ولو كانت الشهّادة هي البٓدْ البدّْ …
“طوفان الأقصى ” وما أدراك ما هذا الطوفان ..طوفان غيّرٓ الدنيا وقلب المعادلات وزلزل كل ما كان ..طوفان في زمن غير كل الأزمان ، حيث رأينا وبأم العين كيف العين تواجه المخرز بالبرهان ، فشتّان بين توازن القوى حيث نرى المواجهة بين هذا الجبروت الشيطان وبما يملك من مقومات وأدوات وأوزان وبين شعب يعاني من الإحتلال فظائع كلها ظلم وتنكيل وقتل وحصار وذل تزن بالأطنان …
في 7 أوكتوبر كانت الواقعة ، فيا ترى أ ستكون هي الرافعة .. هو المستحيل الذي حصل حيث إستيقظ الأمل بإرادة يُضرب بها المثل ..هكذا عادت القضية الفلسطينية لتكون الحدث الأهم في حديث الدول وإستراتيجياتها ومواقفها من هكذا تطورات، ولو على خجل ..هكذا تسارعت الأحداث على عجل ليستيقظ هذا الوحش المكسور أمنياً وعسكرياً من غفوته بعقيدته البنوية القائمة على هدر الدماء لأي كان طفلٌ كان أم إمرأة كانت أم جمل بما حمل .. هكذا بدأ الإنتقام والثأر فهاجم الآمنين والعُزل بالنار والحديد، فدّمر ما دمر وقتل ما قتل ولم يأبه للصور والمشاهد التي غطت مساحات الإبادة الجماعية والمحارق الإجرامية بلا رحمة أو وجل ، فصرنا نرى أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ في الشوارع وعلى أرصفتها وتحت الدمار والخراب في حللٍ مخزية مؤذية ليس بعدها حلل …
تداعت الشعوب في كل أصقاع الأرض للمشهد الدرامي وهذه الإبادة الجماعية وأم المحارق، وتظاهروا في أغلب العواصم العربية والعالمية ضّد هذا الإحتلال الغاصب والمجرم وأفعاله الغير إنسانية والإرهابية بكل ما للإرهاب من صفات وحشية قذرة ومؤلمة ، لكن لا حياة لمن تنادي .. فالأمم المتحدة ومجلس الأمن وقفوا صامتين شاخصين لا يقووا على شيء سوى الإدانات والخطابات الرنانة ، والتي لا تغني وتثمر عن جوع …
حصار وقتل بالآلاف وتدمير كل ما في للحياة من مقومات والعالم أجمع يتفرج وهذا الوحش مستمر بجريمته ، لا يأبه لأحد ولا قانون ولا لحقوق ..وكيف لا ..وأمريكا والغرب حكومات وزعامات تلتزم بمساندة إسرائيل وحقها ، ليس بالدفاع عن النفس كما يدعون بل بحقها المشروع في قتل من تشاء وتدمير ما تشاء …
كم كنت كمواطن عربي سوري أن أرى العرب كل العرب وقد وقفوا وقفة الرجل الواحد في وجه هذا الظلم وهذا الطغيان وأعلنوا بأن التطبيع مع هكذا كيان هو إجرام وفسخ كل المعاهدات ، وأن لولا أمريكا والغرب لما وجدنا أنفسنا في هكذا محرقة ، وكم بنيت أحلامي لأرى وأسمع بطرد السفراء الغربيين من بلاد العرب حتى يتوقف هذا القتل وهذا الدمار لمرة واحدة ، ويصرون على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 دولة حرّةٌ ومستقلة وعاصمتها القدس …
“طوفان الأقصى” كانت الفرصة التي كنا ننتظرها لمحو الذل والعار الذي أدمى هذه الأمة ، وكم كنت أتمنى أن أرى مصر العربية أن تكون فعلاً عربية بسيادة قرارها على أرضها وفتح المعبر على مصراعيه للإعانات ، ودخول ما يلزم من متطلبات الحياة للعيش بكرامة الأحرار كما باقي شعوب هذه الأرض .. أما عن باقي الدول العربية فحدث بلا حرج عن وعن وعن وعن ولا حياة لمن تنادي لأصحاب المعالي والجلالة والفخامة .. فهم في واد والحدث المهم في وادٍ آخر.. والسؤال الذي وبكل جرأة أسأله لماذا أنتم هكذا ..هي أمريكا والغرب أولياء أموركم أم إنكم تعودتم بفعل ( السلطة والكراسي ) أن تسكتوا وتتبعوا وتنفذوا أوامر من ينهبكم ويقتل أبناء أمتكم ويستغلكم ويهددكم ويملي عليكم ما يريد ..أما آن الأوان لكم أن تنتفضوا وتنفضوا عنكم هذا الغبار المسيء لكم ولأمتكم ..أما آن لكم أن تنظروا بعيون وعقول مفتوحة لتروا بالمطلق بأنكم الأقوى والأغنى بأصالتكم وعروقكم وتاريخكم ولغتكم ومواردكم وقيمكم ودياناتكم …!!!
بالله عليكم ألم تحرك ضمائركم رؤية مقتل ما يزبد على 21,000 عربي فلسطيني في غزة ، أغلبهم من النساء والأطفال ، وجرح ما يزيد على 50,000 منهم بنار وحقد الصهاينة وأمريكا والغرب ..حسبي الله ونِعمَ الوكيل ..فأنا والنعم بالله مازلت أحلم وسأحلم حتى أن أرى حلمي حقيقة .. فالحقيقة مرآتي ومرآتكم ، وأحلفكم بالله أن لا تكسروها حتى ولو كرهتموها …
يا أهل غزة يا أهل العزة لقد دخلتم التاريخ من بوابة المجد ، فهنيئا لكم ولنا ، فقد رفعتم رؤوسنا وصنتم كرامتنا وعرضنا .. أنتم شعب الله المختار ، فإصبروا وصابروا حتى تعلو للحق كلمته .. فإن الله معكم والنصر لكم بإذن الله …وهذا بالمطلق .
خير الختام قول الشاعر التونسي الشابي :
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ..فلابد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل إلا أن ينجلي .. ولا بد للقيد إلا أن ينكسر
أمن وأمان وسلام للجميع .. وكل عام وأنتم بخير