يشارك مركز تريندز للبحوث والإستشارات في أعمال الملتقى السنوي الأول لمراكز الفكر في الدول العربية، الذي تعقده الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، على مدار يومي 19 و20 ديسمبر الجاري تحت شعار «بالفكر نحققُ التنمية المستدامة»، بمشاركة 48 مؤسسة فكرية وأكاديمية.. كما تتضمن مشاركة «تريندز» جناحاً نوعياً يضم ما يزيد على 200 إصدار علمي ومعرفي مترجم للغات عدة، وتحلل مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والدولية .
وإستعرض «تريندز» في الجلسة الأولى من فعاليات اليوم الأول للمتلقى، دور مراكز الفكر في دعم جهود التنمية المستدامة، وتعزيز آفاقها المستقبلية، متناولاً جهود المركز البحثية والعلمية والمعرفية في دعم التنمية المستدامة، وذلك من خلال الدراسات والأبحاث التي تحلل التحديات الإستراتيجية والأمنية التي تهدد المنطقة العربية وتجعلها طاردة للتنمية، حيث أوصت هذه الدراسات بحلول ناجعة تمهد الطريق أمام صناعة تنمية عربية مستدامة.
تبادل الأفكار
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والإستشارات، في مداخلته بالجلسة الأولى من الملتقى السنوي الأول لمراكز الفكر في الدول العربية، إن هذا الملتقى المحوري يحظى بأهمية خاصة، حيث يجمع مراكز الفكر العربية لبحث التعاون وتبادل الأفكار حول القضايا التي تشغل هذه المنطقة المهمة من العالم، إلى جانب مشاركة الرؤى والتصورات التي تعزز فرص تحقيق التنمية المستدامة التي تنشدها الدول العربية.
وأوضح أن مركز تريندز للبحوث والاستشارات يمتلك تجربة مشابهة لجمع مراكز الفكر والدراسات، ولكن على نطاق عالمي، حيث يعقد سنوياً «مائدة تريندز المستديرة لمراكز الفكر»، والتي شهدت مشاركة واسعة من مراكز الفكر العربية والعالمية، تراوحت بين 30 إلى 40 مؤسسةً ومركزاً فكرياً.. كما نظم المركز ملتقى عالمياً لمراكز الفكر في دبي عام 2021 بمشاركة 35 من رؤساء مراكز الفكر العالمية، وغيرها من المؤتمرات والملتقيات البناءة.
التنمية المستدامة
وأشار الدكتور محمد العلي إلى أن «تريندز» حريص على تعزيز التعاون البنَّاء مع مختلف مراكز الفكر، بما يدعم تحقيق الأهداف المشتركة، ومن هنا تأتي المشاركة في هذا الملتقى المهم لمراكز الفكر العربية، موضحاً أن تحقيق التنمية المستدامة أصبح يشكل محور الجهود التي تبذلها الدول، منذ أن طغت تحديات نضوب الموارد الطبيعية ومشكلات المناخ والبيئة، مبيناً أنه لهذا السبب، إحتلت قضايا التنمية المستدامة وسبل توطينها ومواجهة تحدياتها مكان الصدارة في المحافل الدولية والإقليمية والوطنية كافة، وصار الحديث عن الإستدامة في الأنشطة الإقتصادية له الأولوية الأولى عند صُنّاع القرار في حكومات العالم أجمع، ولم تتخلَّفْ دول المنطقة عن الركب، فكانت للإستدامة تلك الأهمية نفسها في الدول العربية من الخليج إلى المحيط..
د. محمد العلي: دراسات التنمية المستدامة على رأس برامج «تريندز» البحثية ..
المركز يثري المعرض المصاحب للملتقى بنحو 200 إصدار مترجم للغات عدة
دعم التعاون العربي
وبين الرئيس التنفيذي لـ «تريندز» أن الفكر التنموي هو الأساس المتين الذي تقوم عليه صناعة السياسات التنموية السليمة، ولكن من المهم التركيز على دور مراكز الفكر العربية في دعم العمل الفكري في مجال التنمية المستدامة، سواءً في إصدار بحوث توطين هذه التنمية أو تقديم دراسات تستشرف مقوماتها وتحدياتها المستقبلية، مضيفاً أن الواقع الراهن للاقتصادات العربية يؤكدُ الدعم المستمر الذي تقدمه الحكومات العربية لأنشطة التعليم والتدريب لترسيخ الخبرات الثقافية والعملية اللازمة لرأس المال البشري .. كما يؤكدُ إنتشار العديد من مراكز الفكر في الدول العربية كافة، التي باتت تلعب دوراً لا غنى عنه لدعم التعاون العربي المشترك وتعزيز صناعة القرار التنموي العربي.
وتابع: «دراسات وبحوث واستشارات التنمية المستدامة على رأس برامج ومشروعات مركز تريندز البحثية، وذلك يعكس إيمان المركز الراسخ بأن الفكر هو الذي ينتج الحلول السليمة لمشكلاتنا الحالية والمستقبلية، ويعكس أيضاً إيمانه بأن دور مراكز الفكر لا يتمثل فقط في إستشراف المستقبل، بل المشاركة في صنعه وإستدامته».
حلول بحثية
وأكد الدكتور محمد العلي أنه إذا كانت التحديات والصعوبات التي تواجه التنمية العربية المستدامة، تتنوع بين التحديات الإقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية، فإن الجهود البحثية لـ «تريندز» توزعت لتشمل هذه التحديات كافة، وقدمت حلولاً متنوعة لها، حيث أصدر المركز العديد من الدراسات والبحوث التي تناولت قضايا التصنيع والتنافسية والنمو الاقتصادي على المستويين الإقليمي والدولي، وساهمت إستشاراته في دعم صناعة القرار بالمنطقة العربية، خصوصاً فيما قدمه من توصيات لتهيئة بيئة الأعمال لجذب الإستثمارات المفيدة للتنمية المستدامة.
وأضاف أن التنمية المستدامة لا تحدث إلا في بيئة مواتية لكي تتحقق وتستمر، ما جعل دراسات «تريندز» تستهدف تحليل التحديات الإستراتيجية والأمنية التي تهدد المنطقة العربية وتجعلها طاردة للتنمية، وأوصت هذه الدراسات بحلول ناجعة، لتمهيد الطريق أمام صناعة تنمية عربية مستدامة.
وذكر الدكتور محمد العلي أن «تريندز» عقد عشرات الإتفاقات والشَّراكات البحثية مع مراكز الفكر والبحوث في مختلف الدول العربية، كما شارك بفاعلية في غالبية المحافل الفكرية العربية والمعارض الثقافية والفكرية في المنطقة، إضافة إلى مشاركته في الإجتماعات السنوية للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للمناخ، في نسختيها «COP27» و«COP28».
جناح معرفي نوعي
إلى ذلك، قالت روضة المرزوقي، مديرة إدارة التوزيع والمعارض في «تريندز»، إن المركز يعزز مشاركته في الملتقى السنوي الأول لمراكز الفكر في الدول العربية، بجناح معرفي نوعي، يحفل بأكثر من 200 إصدار تتنوع بين الموسوعات العلمية والدراسات والأبحاث المختلفة، فضلاً عن أحدث إنتاجات المركز البحثية في مجال التنمية المستدامة والبيئة، ودراسات حديثة تعالج قضية التغير المناخي، مضيفة أن الجناح يهدف إلى نشر العلم والمعرفة، وتعظيم الإستفادة من المخرجات البحثية.
وأشارت إلى أن الجناح يسعى أيضاً إلى التعريف بالإنتاج العلمي والمعرفي للمركز في هذا الملتقى المهم الذي يشهد مشاركة العشرات من مراكز الفكر العربية، مضيفة أن المشاركة تفتح مجالات جديدة للتعاون والشراكة بين المؤسسات البحثية ومراكز الفكر، ما يساهم في خدمة البحث العلمي الرصين، ونشر الثقافة والمعرفة على نطاق أوسع.