أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قرارا غير ملزم يطالب بـ”وقف إطلاق نار إنساني” فوري في غزة، وهو ما فشل فيه مجلس الأمن المشلول حتى الآن، ما يزيد الضغوط على إسرائيل وواشنطن.
وصوتت الهيئة التي تضم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها 193، بأغلبية 153 صوتا لصالح القرار، أي أكثر من عدد الدول التي تؤيد عادة القرارات التي تدين روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا (نحو 140 دولة). وصوتت عشر دول من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد القرار، بينما إمتنعت 23 دولة عن التصويت.
إلى ذلك قالت وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون”، إن حماية إسرائيل للمدنيين في غزة ليست واجبا أخلاقيا فحسب، إنما “ضرورة إستراتيجية” أيضا.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدث بإسم البنتاغون باتريك رايدر، ردا على سؤال فيما إذا كان وزير الدفاع لويد أوستن يتفق مع تصريح الرئيس جو بايدن بخصوص أن إسرائيل تفقد الدعم بسبب قصفها العشوائي في غزة ..وقال رايدر إن دعم بلاده لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس “ثابت”.
وأشار أن بلاه تواصل تطلعها في أن تقوم إسرائيل بتنفيذ عملياتها وفقا لقانون النزاع المسلح.
وأكد أن إسرائيل “ليس لديها مسؤولية أخلاقية في حماية المديين في غزة فحسب، بل إن ذلك يشكل أيضا ضرورة إستراتيجية”.
من جانب آخر، أوضح رايدر أن القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، تعرضت منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول لـ92 هجوما بطائرات مسيرة وقصف صاروخي، من قبل مجموعات مدعومة من إيران.
وقال المسؤول الكبير في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عزت الرشق في بيان في وقت مبكر من يوم الأربعاء إن حماس ترحب بمطالبة الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة وتحث المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على إسرائيل للالتزام بالقرار.
أيد أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة هذه الخطوة التي إعترضت عليها الولايات المتحدة في مجلس الأمن الأسبوع الماضي.
ومن جهتها رحبت الرئاسة الفلسطينية اليوم الثلاثاء بمطالبة الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحماس، وحثت الدول التي صوتت لصالح القرار على إلزام إسرائيل بتنفيذه.
ووصف السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور القرار الذي أصدرته الثلاثاء الجمعية العامّة للمنظمة الدولية بأغلبية ساحقة والذي يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة بأنّه “يوم تاريخي”.
وقال منصور للصحافيين إثر صدور هذا القرار غير الملزم إنّ “اليوم كان يوماً تاريخياً من حيث الرسالة القوية التي بعثت بها الجمعية العامّة.. من واجبنا الجماعي أن نمضي على هذا الطريق إلى أن نرى نهاية لهذا العدوان على شعبنا”.
وبدوره إنتقد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حل الدولتين مع الفلسطينيين، جاء ذلك في حديث له خلال جلسة حول الشأن الإسرائيلي-الفلسطيني، في الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي، الثلاثاء.
وأكد بوريل إصرار الاتحاد الأوروبي على حل الدولتين، مضيفا: “يجب أن نجد حلا متوازنا للمشكلة”.
وتابع: “أهم شيء في الوقت الراهن الحؤول دون موت المزيد من الناس، وإيجاد حل سياسي لهذا الصراع، للأسف فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إنه يعارض هذه السياسة، إنه الضمانة كي لا تقام مطلقا دولة فلسطينية”.
وأوضح أن أكبر إلتزام للاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي ومستقبلا سيتمثل بإمكانية العمل من عدمه في سبيل حل الدولتين.
وأردف: “لهذا يجب علينا أن نرفع صوتنا بحزم ضد توسيع المستوطنات الذي يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة.. وعلينا أن نحاول وقف العنف ليس في غزة فحسب، بل أيضا في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.