نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مقالا تناول الصراع بين الثقافات الذي أثاره هجوم حماس المباغت على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الذي أودى بحياة المئات من الإسرائيليين وإصابة المئات أيضا، والذي جاء الرد الإسرائيلي عليه في شكل قصف متواصل بكافة أنواع الأسلحة لغزة خلف ما يقرب من 17000 شهيدا ، بينهم آلاف النساء والأطفال.
وحمل هذا المقال أيضا حكومة نتنياهو مسؤولية ما آلت إليه الأمور على مستوى الثقافات حول العالم والحرب التي تواجها إسرائيل على هذا الصعيد.
وإستعار كاتب المقال مايكل ميلستين مصطلحا إبتكره رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشيل لوصف الأوضاع التي سادت العالم عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية وما كان يعانيه العالم من إنقسام فكري وسياسي وأيديولوجي، وهو “الستار الحديدي”.. وقال ميلستين: “كشفت حرب غزة عن وجود ستار حديدي جديد، لكنه هذه المرة لا يفرق بين معسكرات مكونة من دول، إنما يفصل بين ثقافات مختلفة”.
وحمل المقال مسؤولية الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في إستدرار التعاطف الدولي بعد “جرائم الحرب التي ارتكبت في حق مدنيين إسرائيليين في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي “لحكومة نتنياهو – ممثلة في المسؤولين عن الدبلوماسية الجماهيرية الإسرائيلية – التي من شأنها أن تخاطب الثقافات المختلفة حول العالم – التي وصفها بأنها تعاني من خلل تمتد جذوره لعقود من الزمن”.. كما شدد على أن هناك حاجة ملحة إلى إستحداث آلية للتعامل مع “ثقافة مضادة تستند إلى أساس السخرية والفكر أحادي البعد في تعريف مصطلح ’الحقيقة‘”.
وأشار الكاتب إلى أن المعسكر الأول يتضمن أغلبية العالم العربي والإسلامي، وروسيا والصين، وبعض الدول في أفريقيا وآسيا والجاليات الإسلامية في دول الغرب – التي تشكل طليعة الحملة المناهضة لإسرائيل على مستوى العالم – واصفا هذا المعسكر بأنه يتكون من دول ومجتمعات “دكتاتورية أو سلطوية شعوبها عبارة عن مجموعات ضعيفة من السكان تستسلم، وفي بعض الأحيان – تدعم المغامرات الأيدولوجية لأنظمتها الحاكمة”.
وإنتقد ميلستين “قادة هذا المعسكر الذين أصدروا تصريحات منافية للمنطق إلى حدٍ كبيرٍ منذ إندلاع الحرب في غزة، مثل إدانة روسيا لجرائم الحرب والقلق الذي أبداه رئيسا إيران وسوريا”حيال الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين.
كما إنتقد الكاتب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأنه تبنى موقف ينطوي على دعم للعنف في “سياق ملتوي” إضافة إلى توجيهه الإتهام لمنظمة الأمم المتحدة والوكالات والأجهزة التابعة لها بأن مواقفها تظهر “ إنحطاطا أخلاقيا”.
وذكر أيضا أن الحرب على غزة أفرزت عددا قليلا من المثقفين ورجال الدولة الذين أدانوا “مذبحة السابع من أكتوبر دون أن يستغلوا الحقائق التي كشفتها كأسباب لتفسير ما حدث”، وأشار إلى أن الإمارات والبحرين كانت من بين الدول التي أصدرت إدانات مشابهة لما أصدرته دول الغرب.
وشدد على أن الغرب لا بد أن يعلم أن إسرائيل على الجبهة وحدها في حرب حضارات عابرة للحدود تشكل خطرا على الهويات على مستوى العالم، محذرا من أنشطة الجاليات الإسلامية في الغرب وما تثيره من جدل وما تفتحه من حوارات أدت في نهاية الأمر إلى التأثير على الأجيال الجديدة التي بدأت تدعم “المنظمة الإرهابية” – في إشارة إلى حركة حماس – لمجرد أن يقفوا في “الجانب الصحيح من التاريخ”.