قال وزيران إسرائيليان، ” إن تل أبيب لن تسمح أبدا بإقامة دولة فلسطينية”، وذلك في أول تعليق رسمي ردا على تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال بايدن إن إسرائيل بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي بقصفها العشوائي لقطاع غزة، وإن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لن يتمكن في المستقبل من قول “لا” لدولة فلسطينية”، مطالبا إياه بتغيير حكومته.
وقال وزير الإتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي في منشور بحسابه على منصة “إكس”: “نحترم ونعتز برئيس الولايات المتحدة جو بايدن، الذي بذل قصارى جهده خلال أصعب فترة مرت بها دولة إسرائيل.. هذه هي الصداقة الحقيقية”.
ومضى مستدركا: “لكننا نعيش هنا، وهذا هو بلدنا.. والإرث التاريخي لأسلافنا.. ولن تكون هناك دولة فلسطينية هنا.. ولن نسمح أبداً بإقامة دولة أخرى بين نهر الأردن والبحر.. لن نعود أبدًا إلى أوسلو”، في إشارة للإتفاق الموقع عام 1993 بين إسرائيل وفلسطين برعاية أمريكية.
وتابع كرعي: “على حد تعبير الرئيس بايدن فإن أمن الشعب اليهودي على المحك هنا.. قطعا نعم.. والدولة الفلسطينية ستعرضه للخطر”.
من جانبه، قال الوزير الإسرائيلي بمجلس الوزراء المصغر (كابينت) جدعون ساعر، معلقا على تصريح بايدن بضرورة تغيير حكومة الطوارئ الإسرائيلية التي تشكلت بعد الحرب : “كانت هذه الحكومة الوحيدة الممكنة”.
وأردف في تصريحات نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية : “الآن لا توجد قرارات جيدة – هناك قرارات ضرورية”، مضيفا أنه “من المهم الإبقاء على حكومة الطوارئ خلال الحرب”.. وإعتبر “ساعر” أن حل الحكومة سيشجع حماس وحزب الله وإيران.
وأشار إلى اليوم التالي للحرب، بقوله: “لن نوافق على دولة رعب فلسطينية، لا في الضفة الغربية ولا في غزة.. لن نوافق على التنازل عن المسؤولية الأمنية هناك، ولن نوافق على المساس بالاستيطان بالضفة الغربية”.
من جانبها، قالت تسيغا ميلاكو النائبة بالكنيست (البرلمان) عن حزب “الليكود” بقيادة نتنياهو إن “مسألة تشكيل الحكومة هي مسألة سياسية وداخلية”، وفق “يديعوت أحرونوت”.
في المقابل، ألقت ميراف ميخائيلي رئيسة حزب العمل اليساري، المناهض لحكم نتنياهو بالضوء على التناقض الأمريكي في التعامل مع الحرب بغزة.
وقالت في منشور بحسابها على “إكس”: “ينبغي أن يكون مفهوما أن الولايات المتحدة في عهد بايدن هي التي تزودنا بالقنابل التي نستخدمها لقصف غزة وحق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة هو الذي يسمح لنا بمواصلة القتال هناك”.
وأضافت: “بايدن نفسه يقول اليوم بوضوح ودون لبس إن إسرائيل يجب أن تعترف بدولة فلسطينية”.
والجمعة، إستخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار طالب بـ”الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” في قطاع غزة.
وعلقت ميخائيلي على تصريح لنتنياهو في وقت سابق الثلاثاء قال فيه “أود أن أوضح موقفي: لن أسمح لإسرائيل أن تكرر خطأ أوسلو”.
وقالت في هذا الصدد: “يمكن لنتنياهو أن يستمر في الكذب والتحريض بشأن أوسلو، وهذا لا يخفي حقيقة أنه ليس لديه حل آخر لليوم التالي للحرب.. إن أفعاله لا تؤدي إلا إلى تعريض أمن إسرائيل للخطر”.
وختمت ميخائيلي بالقول: “التسوية السياسية وحدها هي التي ستضمن أمن إسرائيل وسلامها، ولهذا السبب يجب أن ترحل هذه الحكومة على الفور”.
وإعتبر بايدن في فعالية لجمع تبرعات لحملته الانتخابية بواشنطن الثلاثاء،”أن الإسرائيليين بدأوا يفقدون دعم المجتمع الدولي”، بحسب قناة “الحرة” الأمريكية.
وتابع: “يتعين على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو تقوية وتغيير الحكومة، لإيجاد حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
والاثنين، قال بايدن في خطاب ألقاه في البيت الأبيض أثناء إحتفاله بـعيد الأنوار (الحانوكا) اليهودي: “ليس من الضروري أن تكون يهوديا لكي تكون صهيونيا، وأنا صهيوني”.
وردا على “إعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنت حركة “حماس” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوم “طوفان الأقصى” ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.
وقتلت “حماس” في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية إستمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء، 18 ألفا و412 قتيلا، و50 ألفا و100 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.